جلسة طارئة بمجلس الأمن بعد تأجيل "الملتقى الوطني" الليبي
١٠ أبريل ٢٠١٩
حذر سياسيون ألمان من موجة نزوح جديدة بسبب المعارك في ليبيا ودعوا أوروبا للتوسط بين الأطراف المتحاربة منعا للتصعيد. ويعقد مجلس الأمن جلسة طارئة بشأن ليبيا بعدما أرجأت الأمم المتحدة "الملتقى الوطني" الليبي لأجل غير مسمى.
إعلان
يعتزم مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحد مناقشة الأوضاع الحالية في ليبيا خلال جلسة طارئة له اليوم الأربعاء (10 أبريل/ نيسان 2019)، وذلك بعد أن اندلعت المعارك مجددا في ليبيا بسبب زحف القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر نحو العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، المعترف بها دوليا.
وكانت الأمم المتّحدة قد قرَّرت مساء الثلاثاء إرجاء "الملتقى الوطني" بين الأطراف الليبيّين الذي كان مرتقباً في منتصف أبريل/ نيسان، إلى أجل غير مسمّى بسبب المعارك جنوب طرابلس. وأعلن الممثّل الخاص للأمين العام للأمم المتّحدة في ليبيا غسّان سلامة إرجاء "الملتقى الوطني" الذي كان سيُعقد في غدامس من 14 إلى 16 أبريل/ نيسان الجاري.
تواصل القتال في ليبيا
02:00
وقال سلامة "لا يُمكن لنا أن نطلب الحضور للملتقى، والمَدافع تضرب والغارات تُشَنّ"، مؤكّداً تصميمه على عقد الملتقى "في أسرع وقت ممكن". وسيشرح سلامة قراره هذا أمام مجلس الأمن الدولي في الجلسة الطارئة المغلقة اليوم، بحسب ما أعلن دبلوماسيّون في نيويورك.
وكان مقرّراً أن يبحث المؤتمر في وضع "خريطة طريق" لإخراج البلاد من الفوضى ومن أزمة سياسيّة واقتصاديّة غير مسبوقة منذ سقوط نظام معمّر القذافي عام 2011.
ألمانيا: تحذيرات من موجة نزوح بسبب الصراع الليبي
وفي ألمانيا حذر سياسيون في الائتلاف الحكومي الألماني اليوم الأربعاء من أن تصعيد الصراع الليبي قد يتسبب في موجات نزوح جديدة. وقال بوركهارد ليشكا، خبير الحزب الاشتراكي الديمقراطي للشؤون الداخلية في تصريح لصحيفة "راينيشه بوست": "أثبتت التجربة أن العمليات الحربية التي تقع على أعتاب أوروبا يمكن أن تتسبب في موجات نزوح واسعة إلى أوروبا"، مضيفاً: "لذلك لابد أن تهتم أوروبا كثيرا بالتوسط بين الأطراف المتحاربة لمنع التصعيد".
وفي السياق نفسه قال يورغن هارت، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي، في الشؤون الخارجية، إن ليبيا تلعب كدولة عبور إلى أوروبا دورا هاما في مكافحة الهجرة غير الشرعية، مضيفا: "من الممكن في أسوأ الأحوال أن يصل الأمر إلى كارثة إنسانية وحركات نزوح كبيرة".
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Schwinghammer
9 صورة1 | 9
وكانت المفوّضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة قد ذكرت في بيان أمس الثلاثاء أنها "في ضوء انعدام الأمن الحالي في العاصمة (...) قامت وكالة اللاجئين اليوم بنقل أكثر من 150 لاجئاً من مركز اعتقال عين زارة في جنوب طرابلس". وأشارت المفوضية إلى أنّ مركز الاعتقال قد تأثّر بسبب "احتدام الاشتباكات في الأيام القليلة الماضية"، مضيفة أن اللاجئين هم الآن في "منطقة آمنة" قريبة. وقالت المفوضية إنّ هذه هي المرّة الأولى التي تتّخذ فيها خطوةً مماثلة منذ التصعيد الأخير في ليبيا.