أيدت محكمة مصرية طلبا قضائيا بالتحفظ على أموال عدد من النشطاء والقائمين على مراكز حقوقية ومنعهم من التصرف فيها، وذلك على خلفية القضية 173 لسنة 2011 الخاصة بتلقي عدد من منظمات المجتمع المدني لتمويل أجنبي.
إعلان
وشملت أوامر التحفظ والمنع من التصرف في الأموال التي أيدتها المحكمة، كلا من المحامي جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، والصحفي حسام بهجت، وبهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، وعبد الحفيظ السيد عبد الحفيظ مدير المركز المصري للحق في التعليم، ومصطفى الحسن طه آدم مدير مركز هشام مبارك للدراسات القانونية، كما أيدت قرارا مماثلا ضد ثلاثة مراكز حقوقية.
عقب صدور الحكم حاورت DW عربية جمال عيد مدير ومؤسس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان الذي قال إنه لم يتفاجأ بالحكم الذي يعتبره سياسيا وانتقاميا بسبب مواقفهم، مؤكدا أنهم مستمرون في فضح الانتهاكات حتى تتحسن أوضاع حقوق الإنسان أو سجنهم.
DW عربية: هل كنتم تتوقعون تأييد المحكمة لقرار التحفظ على أموالكم؟
جمال عيد: كنا نتوقع الحكم، لأنه ليس هناك عدالة في مصر ولأن هناك هدف سياسي من ورائه وهو الانتقام من الحقوقيين الخمسة نظرا لمواقفهم.
وهل أنت حزين لمثل هذا القرار؟
نحن نعلم أننا ندفع ثمن مواقفنا وفضحنا للانتهاكات في مصر ونحن فخورين بذلك.. نستطيع العيش تحت ضغط لكننا لا نستطيع العيش متواطئين تحت نظام بوليسي.
وما هو ردكم القانوني على الحكم الصادر ضدكم؟
أنا بالنسبة لي أرى أن مصر ليس بها عدالة ولا سيادة قانون ولكن زملائي يرون أنه يجب الرد قانونيا ولنا الحق في تقديم تظلم كل ثلاثة أشهر وسنفعل ذلك لأنه إجراء لا يضر.
وهل سيؤثر هذا القرار على عملكم كمسئولين في منظمات حقوقية؟
عمليا بهذا الحكم يتم إغلاق ثلاث منظمات حقوقية هي مركز هشام مبارك للقانون ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان والمركز المصري للحق في التعليم.
قررنا قبل الجلسة أننا سنكمل طريقنا لأن هناك دور كبير على عاتقنا، فالسجون مليئة بآلاف المظلومين ومئات من سجناء الرأي.. سنكمل عملنا حتى تتحسن الأوضاع وتحترم الدولة سيادة القانون وحقوق الإنسان أو يسجنوننا.
كنت قد كتبت على صفحتك في فيس بوك قبل الحكم بساعات أنه سيصدر قرار في القضية في إطار قتل المجتمع المدني.. فهل ترى أنها محاولة لإضعاف المنظمات الحقوقية وإسكاتها؟
نعم.. وحتى لو تم سجننا فحركة حقوق الإنسان في مصر تضم الآن كتل آلاف من الشباب الذين يدافعون عن حقوق الإنسان ولا يخافون.. نحن لسنا ممثلين للحركة الحقوقية وإنما نحن جزء بسيط منها والحركة الحقيقية هي الآن في الشارع من المتطوعين وأنصار حقوق الإنسان وأنصار ثورة 25 يناير.
هل ترى أي تحسن في الأفق في ملف حقوق الإنسان في مصر؟
لا أرى أي بادرة تحسن لأن النظام مأزوم ويريد أن يخترع عدوا جديدا وبالنسبة له فإن هذا العدو سيتمثل في المدافعين عن حقوق الإنسان وكأنهم هم السبب في الفشل الاقتصادي المتتالي وغياب أي أصوات سياسية.. لا أتوقع أي تحسن من النظام الحالي لأنه كل يوم يثبت عداءه لحقوق الإنسان وسيادة القانون.
الربيع العربي- انتكاسة يتخللها بريق أمل
في الذكرى الخامسة لما عُرف إعلاميا بالربيع العربي، والذي انطلق من تونس وامتد إلى مصر وليبيا وسوريا والبحرين فاليمن، تقرع موجات اللاجئين والنازحين المليونية أبواب الإنسانية. حصيلة العام الخامس "للربيع العربي" في صور.
صورة من: Reuters/P. Hanna
بدأت احداث "الربيع العربي" في تونس بمدينة سيدي بوزيد بعد أن احرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على مصادرة عربته مصدر رزقه، فخرج الشباب والعاطلون عن العمل وعمال النقابات متظاهرين محتجين ونجحوا في وقت قياسي في اسقاط حكومة زين العابدين بن علي الذي فرّ من البلد الى السعودية .
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Salah Habibi
ارسى التغيير في تونس ديمقراطية ودستورا جديدا شاركت في صياغته مختلف القوى السياسية. ونجحت القوى الإسلامية متمثلة بحزب النهضة بالفوز في الانتخابات التشريعية لكنها فشلت في تحقيق مطالب الشعب. وفي انتخابات 2014 نتحقق التغيير الديمقراطي وفازت أحزاب جديدة في البرلمان، رغم ذلك ما زالت فئات كبيرة من الشعب ترى أنها لم تنل أي نصيب من "الكعكة الديمقراطية".
صورة من: DW/S. Mersch
أراد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011 الاحتفال بيوم الشرطة التقليدي ومنع التظاهرات خوفا من شرارة قد تقود إلى انتفاضة ضد حكمه، رغم ذلك خرجت تظاهرات حاشدة عمت مدن مصر ونادت بإسقاط نظام حكم مبارك الذي تربع على راس هرم السلطة لثلاث عقود.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
التغير في مصر أوصل "الإخوان المسلمين" ومحمد مرسي إلى الحكم، لكن فئات كبيرة من الشعب استاءت من تعامل "التنظيم الإسلامي" مع السلطة وخرجوا بالملايين مدعومين من الجيش مطالبين بإسقاط "حكم الإخوان". البعض عد ذلك "نكسة للديمقراطية" فيما وصفه آخرون بـ"العملية التصحيحية".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Khalil Hamra
مر الربيع العربي في ليبيا بشكل مختلف تماما عن تونس ومصر، إذ لم تستطع القوى المدنية إنهاء حكم معمر القذافي الذي قمع الثورة بشتى الطرق، وسرعان ما تحولت الثورة بعد ذلك إلى صراع مسلح تمكن فيه "الثوار" بمساعدة قوات الناتو من قتل القذافي واسقاط نظامه، لكنهم عجزوا بعدها عن الاتفاق على نظام بديل.
صورة من: DW/E. Zouber
العملية الديمقراطية في ليبيا بدأت وما زالت متعثرة حتى اليوم رغم الاتفاقات الكثيرة التي حصلت بين الأطراف المتصارعة. ومنذ صيف عام 2014 تتنافس حكومتان إحداهما في طرابلس والأخرى في الشرق على إدارة البلد. وفي تطور جديد أعلن المجلس الرئاسي الليبي هذا الشهر عن تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة، في إطار خطة الأمم المتحدة لتوحيد الفصائل المتناحرة في ليبيا.
صورة من: imago/Xinhua
"الربيع العربي" ربيع الشباب في اليمن، انطلق في شباط/ فبراير 2011، مطالبا بإنهاء حكم علي عبد صالح الذي استمر لأكثر من ثلاثين عاما. وبعد ضغط محلي وخليجي كبير وافق صالح على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي وغادر اليمن في كانون الثاني/ يناير 2012.
صورة من: picture-alliance/dpa
نفي علي عبد ألله صالح من اليمن لم ينه نفوذه في البلد. وبقيت فئات من الشعب والجيش موالية له عشائريا وسياسيا. في 2015 نجح "الثوار" الحوثيون وبالتعاون مع قوات موالية لصالح في نزع السلطة من الرئيس هادي، ما جعل دول الخليج وبقيادة السعودية تدخل حربا مباشرة لإعادة السلطة لهادي.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تظاهرات الربيع العربي بدأت سلمية في سوريا في مارس/ آذار 2011 مطالبة بإنهاء سلطة حزب البعث و حكم عائلة الأسد المستمر منذ عام 1971. لكن بشار الأسد واجه "التظاهرات" بإصلاحات "شكلية" تضمنت منح الأكراد بعض الحقوق ورفع حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، فيما واصل قمعه للمحتجين وبدأ بشن عمليات عسكرية ضدهم.
صورة من: dapd
بعد أشهر من الاحتجاجات اتخذ الربيع العربي في سوريا منحى آخر وأصبح البلد يعج بكثير من الفصائل المسلحة التي فشلت في توحيد صفوفها ضد النظام. الفراغ الأمني والسياسي في سوريا هيأ الأجواء لتنظيمات مسلحة ذات توجهات إسلامية إيدلوجية متطرفة، مثل تنظيم "داعش"و" النصرة" للسيطرة على مناطق واسعة من البلد.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Aboud
في البحرين بدأت الاحتجاجات في شباط / فبراير 2011 في ساحة اللؤلؤة ونادت بتغييرات سلمية وإصلاحات سياسية لصالح الأغلبية الشيعية في البلد وإنهاء سيطرة العائلة المالكة على الحكم وسلطة مجلس الوزراء التابع لها، ما أثار حفيظة دول الخليج وخاصة السعودية فأرسلت قوات تحت مظلة قوات درع الجزيرة وقمعت الحركة، لكن الاضطرابات ما زالت تتفجر من وقت لآخر.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد مرور خمسة أعوام على " الربيع العربي" لم يتبق من هذا التغيير إلا بعض النقاط المضيئة، كما في التجربة التونسية وبعض الامتيازات للشباب في مصر. اما ليبيا واليمن وسوريا والبحرين فما زالت ابعد ما تكون عن الاستقرار، والمستقبل فيها يبدو بلا افق مضيء. نتاج الربيع العربي قوافل من النازحين ، وملايين اللاجئين يتدفقون على اوروبا والمانيا على وجه الخصوص.