اكتشف علماء جمجمة لقرد يأملون التوصل من خلالها لإجابة عن سؤال قديم عن أصل التطور الذي قاد إلى ظهور الإنسان والقردة الحديثة مثل الشمبانزي والغوريلا والجيبون، ما يشير في رأيهم إلى أن الجد الأعلى لهذه الفصائل عاش في أفريقيا
إعلان
توصل علماء أمس الأربعاء ( التاسع من أغسطس/آب) إلى اكتشاف أكثر الجماجم اكتمالا لنوع من القردة يدعى" أليسي "عاش في غابة بكينيا قبل حوالي 13 مليون سنة. يُذكر أن الاسم " أليسي " مشتق من كلمة " أليس " وتعني "السلف" بلغة توركانا المحلية.
وأفاد العلماء أن دراسة الجمجمة ستتيح إمكانية معرفة شكل أسلاف الإنسان وأسلاف القردة المعاصرة قبل زمن بعيد، بالإضافة إلى دراسة الصفات المميزة لها مثل المخ والتصميم الداخلي للأذن وتشكيل الأسنان تحت جذور أسنان الرضيع اللبنية.
وأشار العلماء إلى أن حجم الجمجمة المُكتشفة يُشبه جمجمة قرد " الجيبون " ، الذي يعيش في آسيا. بيد أن العضو المسؤول عن الاتزان بأذن جمجمة القرد المكتشفة مختلفة لديه عن جمجمة القرد " الجيبون ". إذ تشير فصيلة " أليسي " أن هذه القردة كانت تتحرك بين الأشجار بحرص أكبر، وكانت أذرعها أقصر من قردة" الجيبون " التي تنتقل بين الأشجار بكيفية سهلة.
وفي نفس السياق، ذكر العلماء أن هذه الجمجمة الحديثة الاكتشاف قد تُجيب ربما عن سؤال قديم يتعلق بأصل التطور الذي قاد إلى ظهور الإنسان والقردة الحديثة على غرار " الشمبانزي " و"الغوريلا" ، مضيفين أن الجد الأعلى لهذه الفصائل عاش في إفريقيا وليس منطقة أوربا وآسيا.
إلى ذلك، قال عالم الحفريات ،إيسايا نينجو، من معهد توركانا بيزين التابع لجامعة " ستوني بروك " بنيورك " أقدر صعوبة العثور على شيء مثل هذا ، لذلك عندما عثرنا عليها كدت أطير إلى القمر ومازالت في هذه الحالة ".
وقال خبير الحفريات من كلية لندن الجامعية، فريد سبور، " إن أليسي ينتمي لسلالة جديدة ترتبط بشدة بالسلف المشترك للإنسان والقرود الحديثة " وأضاف: " غير أن هذا السلف من المرجح أن يكون قد عاش قبل ذلك ".
جدير بالذكر أن الحفريات التي يرجع تاريخها إلى أكثر من عشرة ملايين عام، تقتصر عادة دراستها على الفك والأسنان، وقد تساهم في معرفة وفهم كيفية تطو الإنسان والقردة على حد سواء.
ر.م/ع.ج.م ( رويترز )
ربع قرن من أسرار مومياء رجل الجليد
ما زالت أشهر مومياء جليدية في العالم غامضة رغم أن عمر اكتشافها بات ربع قرن. باحثون في جنوب التيرول بايطاليا أماطوا اللثام عن ركام من الإسرار، ومع ذلك ما زال الغموض يلف بالمومياء الحديثة.ملف صور يتابع الأسرار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Südtiroler Archäologiemuseum
استقرت المومياء اوتسي في متحف جنوب التيرول الآركيولوجي بايطاليا. إلى زمن قريب كانت عائدية المومياء مجهولة ومختلف عليها بين ايطاليا والنمسا، لكن علماء الآثار كشفوا مؤخرا أنّ اوتسي قد عُثر عليها على مسافة 92 مترا في عمق الحد الايطالي، وهكذا فقد حدد مقر إقامتها النهائي.
صورة من: AP
في البدء لم ينتبه الجميع إلى أهمية اكتشاف المتزَلجَين الزوجين البافاريين، وظنّ اغلبهم أنها جثة أحد السائحين الذي فقد وتجمد حتى الموت مؤخرا. فيما ادعى أحدهم أنها جثة عمه المدعو جون دو، وذهب غيره إلى أنه أحد ضحايا طوفان نوح، ثم كُشف السر عن عمر المومياء فاسّكت كل الاحتمالات.
صورة من: dapd
في جسد أوتسي 61 وشما" تاتو"، هي ليست أسماء أو تذكارات أو صور، بل خطوطٍ مُلئت بالفحم لتبقى زرقاء مدى الدهر. قد يبدو الأمر مؤلما، لكن الأكثر إيلاما اكتشاف الآثاريين بمتحف بوزن أنّ اوتسي قد قتل بنبل أصاب كتفه من الخلف .
صورة من: Südtiroler Archäologiemuseum - www.iceman.it
تمكن علماء الآثار من معرفة ما أكله اوتسي قبيل موته من خلال تحليل محتويات معدته. وهكذا فقد وجدوا أنه أكل من بعض ما آكل، وجبة من لحم الماعز وحنطة العصر الحجري.
صورة من: picture-alliance/dpa/EURAC/Marco Samadelli
عانى اوتسي من أمراض ما زالت تلم بالإنسان المعاصر، فأسنانه أكلها التسوس، وظهرت عليه أعراض مرض لايم، وفي شعره وبدنه آثار براغيث، كما أنّ رئتيه تنشقتا دخان حطب المخيمات الكربوني السام، والأخطر من ذلك عانى اوتسي من اللاكتوز، ومن أمراض في الجهاز الهضمي. لولا السهم الغادر لمات اوتسي صريع أمراضه.
صورة من: picture alliance/dpa
في عام 2015 انطلقت قافلة" سعاة اوتسي" في رحلة على الأقدام غرب ألمانيا وهي تعرض ملابس ومظاهر الحياة في العصر الحجري. حاول المستعرضون أن يقلدوا تفاصيل مظهر اوتسي الذي كان يرتدي قبعة من فراء الدب البني، وسروالا من جلد الماعز، ومعطفا من جلد الخراف المطعم بجلد الماعز.
صورة من: DW/C. Bleiker
كي يتاح لأكبر عدد من الناس الاطلاع على مومياء اوتسي، استنسخت المومياء في (نيسان/ ابريل 2016 ) بطابعة ثلاثية الأبعاد واستخدم الباحثون في بوزن مادة الراتنج لصناعة النسخة المقلدة، ثم رسموا عليها التفاصيل نقلا عن الأصل. هذه النسخة نقلت إلى مركز دراسات الحمض النووي في مدينة نيويورك .
صورة من: picture-alliance/dpa/Südtiroler Archäologiemuseum