ناشد أئمة مساجد ومسؤولون في الكنائس بسريلانكا كل المؤمنين بتجنب المساجد والكنائس خشية أعمال انتقامية عقب هجمات عيد الفصح الإرهابية، فيما جرت صلاة الجمعة في كولومبو وسط تواجد أمني مكثف، بينهم جنود مدججين بالسلاح.
إعلان
في الوقت الذي ارتفع فيه صوت الآذان لصلاة الجمعة اليوم (26أبريل/ نيسان) في شوارع كولومبو، استُقبلت حشود المسلمين بمشهد غير معتاد.. فمسجدهم ذو القبة الذهبية بالعاصمة السريلانكية محاط بالجنود المسلحين ببنادق هجومية. وجرى تشديد إجراءات الأمن في العاصمة الساحلية منذ تفجيرات انتحارية في عيد القيامة استهدفت كنائس وفنادق وأودت بحياة 253 شخصا وهزت البلاد التي تتمتع بالسلام النسبي منذ عقد.
وقال متحدث باسم الجيش السريلانكي اليوم إنه جرى نشر حوالي عشرة آلاف جندي في أنحاء الدولة، وهي جزيرة في المحيط الهندي، للقيام بأعمال البحث وتأمين المراكز الدينية.
وتم توجيه مناشدة للمسلمين في البلاد للصلاة في المنازل اليوم الجمعة وانطلقت دعوات بعدم الذهاب للمساجد أو الكنائس، وذلك بعد تحذير أجهزة المخابرات من هجمات محتملة بسيارات ملغومة وسط مخاوف من أعمال عنف انتقامية بعد تفجيرات يوم الأحد الماضي.
وناشدت جمعية علماء سريلانكا، وهي الهيئة الدينية الإسلامية الرئيسية في البلاد، المسلمين الصلاة في المنازل اليوم الجمعة في حالة "كانت هناك حاجة لحماية الأسرة والممتلكات". كما ناشد الكاردينال مالكوم رانجيث القساوسة عدم إقامة أي قداس بالكنائس حتى إشعار آخر. وقال "الأمن مهم".
وألقت الشرطة القبض على ما لا يقل عن 76 شخصا، بينهم أجانب من سوريا ومصر، في إطار تحقيقاتها حتي الآن. فيما قال الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا اليوم الجمعة إن الشرطة تبحث عن 140 شخصا يعتقد أن لهم صلات بتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أعلن المسؤولية عن تفجيرات انتحارية في عيد القيامة استهدفت كنائس وفنادق وأودت بحياة 253 شخصا.
من جانبها، حذرت الشرطة في سريلانكا من وقوع المزيد من الهجمات على أهداف دينية عقب تفجيرات عيد الفصح يوم الأحد الماضي. وذكرت الشرطة، نقلا عن تقارير استخباراتية، أن الأصوليين الإسلاميين الذين كان يقودهم المتشدد زهران هاشم، المتهم بأنه العقل المدبر وضمن انتحاريي هجمات الفصح، تعتزم استهداف مساجد للصوفيين. ويرى بعض المسلمين الأصوليين الصوفية هرطقة.
سريلانكا: التخوف من تجدد العنف الطائفي في البلاد
01:49
على صعيد متصل، أعلنت وزارة المالية في سريلانكا أن اعتداءات أحد الفصح قد تكلّف القطاع السياحي في البلاد خسائر قد تصل إلى 1,5 مليار دولار هذا العام. وقال وزير المالية مانغالا ساماراويرا في مؤتمر صحافي إن "السياحة ستكون (القطاع الاقتصادي) الأكثر تضرراً"، مضيفاً "نتوقع انخفاضا بنسبة 30 في المائة للوافدين وهذا يساوي خسائر بنحو 1,5 مليار دولار".
وفي دبي، أضاء برج خليفة الشهير بألوان العلم السريلانكي أمس الخميس (25 أبريل نيسان)، في لفتة لإبداء التضامن مع الدولة الواقعة بالمحيط الهندي والتي استهدفها انتحاريون في عيد القيامة يوم الأحد.
ح.ع.ح/م.س(أ.ف.ب/د.ب.أ، رويترز)
سريلانكا - الإرهاب يضرب "دمعة الهند" في عيد الفصح
يوم أحد دام عاشته سريلانكا "دمعة الهند" في عيد الفصح، فقد أدت سلسلة من التفجيرات إلى مقتل نحو 359 شخص بين مصل وسائح، حيث استهدف الإرهابيون في هجماتهم ثلاث كنائس في العاصمة كولومبو وفنادق سياحية في مناطق أخرى.
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
أكبر هجوم منذ عقد
الدمار الذي تعرضت له واجهة فندق شانجريلا الفخم بكولومبو، عاصمة سريلانكا، الأحد (21 أبريل/ نيسان 2019) ناتج عن انفجار قنبلة. حتى هنا يوجه الإرهاب ضربة من جديد في عيد الفصح. ووفقًا للشرطة فقد أسفرت سلسلة تفجيرات الأحد في ستة أماكن مختلفة عن مقتل حوالي 290 شخصًا وجرح نحو 500 آخرين. وهذا هو أكبر هجوم في سريلانكا منذ عام 2009.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
الهجوم على شريان اقتصادي
في سريلانكا، نمت السياحة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة - والآن تحدث لها انتكاسة. يحتوي شانجريلا على أكثر من 500 غرفة وجناح بالإضافة إلى 41 شقة. ونسبة إشغال طبيعية للفندق لم تعد ممكنة الآن بداية. وبالإضافة إلى فندق شانجريلا ذي الـ 5 نجوم، تأثرت أيضًا فنادق سينامون غراند وكينغزبري في كولومبو وفندق صغير في إحدى ضواحي العاصمة.
صورة من: picture-alliance/AA/C. Karunarathne
التحقيقات في مكان الحادث
تحت أنقاض واجهة شانغريلا تبحث الشرطة عن آثار تقود لمعرفة الجناة. سريلانكا والمعروفة أيضا "بدمعة الهند" لها تاريخ مليء بالعنف. ولكن بعد انتهاء الحرب الأهلية في عام 2009، بدأ الوضع الأمني يتحسن باستمرار. وبعد هجمات عيد الفصح يوم الأحد، شددت وزارة الخارجية الألمانية تعليمات السفر الخاصة بها للدولة الواقعة في جنوب آسيا مرة أخرى.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
كنيسة القديس أنتوني
استهدف المهاجمون أيضًا ثلاث كنائس، حيث كان المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح. وكانت كنيسة القديس أنتوني في حي كوتشسيكاد بكولومبو هدفًا للهجوم.
صورة من: picture-alliance/AA/C. Karunarathne
انفجار أثناء الصلاة
تمثال مريم العذراء لم ينجو من الانفجار ايضا ويظهر مدى قوة التفجير، حيث انشطر إلى نصفين.
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
من هم الجناة؟
سيارة إسعاف أمام كنيسة القديس أنتوني. لم يعلن أحد على الفور المسؤولية عن تلك الهجمات. لكن في الآونة الأخيرة، كانت هناك تقارير عن وجود صراعات بين المتطرفين الإسلاميين والبوذيين، الذين يشكلون غالبية السكان. وقال متحدث باسم الحكومة يوم الاثنين (22 نيسان/ابريل) "إنها على قناعة تامة بأن جماعة "التوحيد الوطني" المتطرفة هي التي نفذت الهجمات".
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
احتياطات أمنية
بعد الهجوم، تم تعزيز الاحتياطات الأمنية في جميع أنحاء البلاد - هنا مجموعة من قوات الأمن في أحد أماكن الهجوم في كولومبو. كما فرض حظر تجول ليلي. وحجبت الحكومة أيضا الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، والسبب هو: يجب ألا يكون هناك انتشار للشائعات والأخبار الكاذبة.
صورة من: Reuters/D. Kiyanawatte
"مشاهد فظيعة"
أصيب أكثر من 500 شخص في سلسلة الهجمات ويجري علاجهم في المستشفيات. من "المشاهد الرهيبة"، حسبما ذكر الوزير هارشا دي سيلفا: كانت إحدى الكنائس التي استهدفتها التفجيرات ممتلئة بأشلاء أجساد المصلين. وقال رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغى إن الهجمات "تهدف بوضوح إلى زعزعة استقرار البلاد".
صورة من: Reuters/D. Liyanawatte
العالم يدين الجريمة ويعزي "دمعة الهند" بدمعة
ثلاثة كهنة في طريقهم إلى كنيسة القديس أنتوني التي تم إغلاقها. وقد تمت إدانة الهجمات في جميع أنحاء العالم، وجاءت عبارات التعازي من حكومات بينها ألمانيا والهند ونيوزيلندا. كما تذكر البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، ضحايا الهجمات. وندد ممثلو الديانات الأخرى بالأفعال. إعداد: آشوك كومار/ أرند ريكمان/ ص.ش