1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جمعيات الخدمة الاجتماعية – مساهمة في حل مشاكل المهاجرين واندماجهم

٢١ نوفمبر ٢٠١٠

مع ازدياد الجدل حول اندماج المهاجرين في ألمانيا، يٌسلّط الضوء على دور جمعيات الخدمات الاجتماعية التي تنشط في هذا المجال. دويتشه فيله زارت إحدى هذه الجمعيات في كولونيا، ورافقت أحد مساعديها الاجتماعيين خلال تأديته لمهامه.

استمرار الجدل في المانيا بشأن اندماج المهاجرينصورة من: AP

في حي مولهايم الذي ينبض بالحياة شمال مدينة كولونيا الألمانية، استقرت"شبكة تفاعل الثقافات للخدمة الاجتماعية" (ISS). وهي جمعية ذات نفع عام اختارت أن تساهم في برامج تأهيل المواطنين من أصول أجنبية ومساعدتهم على الاندماج في مختلف جوانب الحياة العامة. وأول ما يلفت نظر الزائر إلى مقر هذه الجمعية، اختلاف جنسيات أفراد فريق العمل فيها الذي ينتمي أعضاؤه إلى ثقافات متعددة. وللوقوف عن كثب على ماهية الخدمات التي تقدمها الجمعية ومدى فاعليتها، رافقت دويتشه فيلّه مساعدها الاجتماعي منصف موافق (33 عاما) أثناء قيامه بزيارات منزلية في مدينة فوبرتال، حيث يشرف على رعاية سبع حالات تستفيد من خدمات الجمعية.

اللغة الألمانية ومفتاح الاندماج.

منصف موافق، من اصول مغربية، يعمل كمساعد اجتماعي في جمعية "شبكة تفاعل الثقافات للخدمة الاجتماعية"صورة من: Adil Chroat

تفتح ناوومي باب شقتها وتدعو منصف للدخول. ارتسمت ابتسامة عريضة على محياها. لكنها لم تكن كافية لإخفاء علامات الحزن التي تركت آثارها على ملامحها. ناوومي شابة طوغولية تبلغ من العمر 26 عاما وأم لثلاثة أطفال مصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة. هاجرت بطريقة غير شرعية لألمانيا واستقر بها منذ ست سنوات. في غرفة الجلوس يقوم منصف بملء بعض الاستمارات التي طلبها مكتب المصالح الاجتماعية من ناوومي للحصول على بعض المساعدات المالية. تجلس بجانب منصف وتجيب على الأسئلة التي يطرحها عليها لملء الاستمارة بخجل واقتضاب. غير أن خجلها لم يمنعها من التعبير عن امتنانها له لما يقوم به من مجهودات قصد مساعدتها. "منصف هدية من السماء، بفضل مساعدته أستطيع التواصل مع أطبائي والمربيات في روضة الأطفال التي يذهب إليها أبنائي، فأنا أحس أنني في عزلة تامة عن محيطي لأنني لا أتحدث الألمانية"، هكذا تصف ناوومي بنبرة حزينة وضعها. ويُرجع منصف سبب عدم تعلم ناوومي للغة الألمانية إلى "عدم مشاركتها في دروس تعليم اللغة الألمانية نظرا لاستحالة تسجيلها بمدارس تعليم اللغة، لأنها لا تتوفر على أوراق ثبوتية أو جواز سفر يثبت هويتها". ويؤكد منصف على أن العديد من مشاكل ناوومي قد تجد طريقها إلى الحل إذا ما استطاعت الحصول على جواز سفر من سلطات بلادها، خصوصا وأنها تستطيع الإقامة في ألمانيا بشكل قانوني لاعتبارات إنسانية حسب نص المادة 25 من قانون الإقامة الألماني.

تعاون الأسرة يساهم في نجاح مهمة

علي كوبان، مؤسس جمعية "شبكة تفاعل الثقافات للخدمة الاجتماعية"صورة من: Adil Chroat

محطة المساعد الاجتماعي الثانية قادته إلى حي فوه فنكل غرب المدينة. هنا تقطن أسرة تركية يتابع منصف حالة ابنها أيدين، الذي يبلغ من العمر خمسة عشر ربيعا. تجلس أم أيدين وشقيقتاه الكبرى (18 سنة) والصغرى (6 سنوات) بجانبه ومنصف يسأله عن أحواله وشؤون المدرسة. الجو كان وديا بين أفراد الأسرة، يتبادلون الحديث والدعابة بلطف في انسجام واضح. غير أن منصف أشار إلى أن "هذا الأمر لم يكن ممكنا قبل شهور قليلة عندما كان أيدين متأثرا بانفصال والديه، مما دفعه إلى التمرد على محيطه وانقطاعه عن الدراسة مما تسبب في عزلته". ويتابع منصف أنه بذل مجهودات كبيرة بمساعدة والدة أيدين التي كانت متعاونة إلى أبعد الحدود من أجل كسب ثقته والتقرب منه. كما أنه ساهم في نقله إلى مدرسة خاصة بتقوية المهارات الفردية، تقوم على برامج تربوية موجهة. وتؤكد أم أيدين من جهتها أن "ابنها استعاد توازنه في البيت والمدرسة ويُقبل على الحياة بثقة عالية في النفس كان يفتقدها"، وعبرت والدة أيدين عن أملها في أن تطول مدة إشراف منصف على ابنها لأنه بحاجة إلى شخص يعوض غياب الأب، حسب قولها.

أمتار قليلة على مقر سكن الأسرة التركية، يسكن فادي الذي يتابع منصف حالته هو الآخر. يعود فادي، الذي يبلغ من العمر اثنتا عشرة سنة وهو من أصول عربية، لتوه من التمرين. دخل منصف إلى بيت العائلة لمراجعة بعض المواعيد مع والدة فادي، الذي يعترف بميله إلى العنف وعدم اكتراثه بمواعيد المدرسة ويفتخر بعدم احترامه لزملائه ومدرّسيه. ويقر منصف أن "حالة فادي من أصعب الحالات التي يشرف عليها، نظرا لعدم تعاون الأسرة معه بالشكل المطلوب، بسبب كثرة عدد أطفالها مما يحول دون إعطاء الاهتمام اللازم لجميع أفرادها". غير أنه يبقى متفائلا بنجاحه في إيجاد السبل الكفيلة لمساعدة فادي في التغلب على مشاكله.

الاعتماد على موظفين من ثقافات مختلفة

مقر جمعية "شبكة تفاعل الثقافات للخدمة الاجتماعية"صورة من: Adil Chroat

وتزاول "شبكة تفاعل الثقافات للخدمة الاجتماعية" نشاطها منذ العام 2003. وقد أصبحت في ظرف وجيز أحد أهم الشركاء لمركز رعاية الشباب والطفولة في كولونيا، وأيضا في بعض مدن ولاية شمال الراين فيستفاليا مثل ريمشايد وفوبرتال. ويُفضل مؤسس الجمعية علي كوبان (56 عاما)، وهو مختص في علم الاجتماع، توظيف كفاءات من أصول أجنبية على غرار منصف موافق الذي ينحدر من أصول مغربية.

ويقول كوبان الذي يعيش في ألمانيا منذ 35 عاما: "أردنا بذلك أن نؤسس بنية تعكس صورة المجتمع المتعدد الثقافات الذي نعيش فيه". ويسعى كذلك من خلال اعتماده على موظفين من جنسيات مختلفة إلى "تسهيل التواصل وبناء ثقة مشتركة بين جمعيته والمستفيدين من خدماتها من المهاجرين". ويدعو كوبان، وهو من أصل تركي ، إلى تسليط الضوء على المشاكل الاجتماعية للمهاجرين ومساعدتهم على تجاوزها. كما يشدد على أن العديد من المشاكل التي تعوق اندماج المهاجرين في ألمانيا غالبا ما تكون ذات طابع اجتماعي. وليس بالضرورة لها علاقة بالخلفية الثقافية لهؤلاء المهاجرين أو عدم استعدادهم للاندماج.

عادل الشروعات

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW