جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض البندقية
٢٠ أبريل ٢٠٢٤معرض "بينالي البندقية"، الذي يُقام من 20 نيسان/أبريل إلى 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، هو -إلى جانب معرض "دوكومنتا" في مدينة كاسل الألمانية- أحد أهم العروض الفنية الدولية في العالم للفنون المعاصرة.
ستصبح مدينة البندقية مرة أخرى مركزًا لعالم الفن الدولي في الأسابيع والأشهر القادمة. فقد قام أكثر من 800,000 محب للفن بـ"الحج" إلى النسخة السابقة التي أُقيمت قبل عامين، جاء ثلثاهم من الخارج، وهو رقم قياسي. لكن نسخة هذه العام مختلفة، إذ أثرّت الحرب في غزة بشكل مباشر على هذا المعرض الفني المرموق.
الجناح الإسرائيلي مغلق
وقد دعا تجمع نشطاء مؤيدين للفلسطينيين، يُعرف باسم "تحالف الفن، لا للإبادة الجماعية" أو اختصارًا "أنغا"، إلى استبعاد إسرائيل من نسخة هذا العام وسط النزاع المستمر. وفي رسالة مفتوحة، انتقد النشطاء إسرائيل بسبب أعمالها العسكرية في قطاع غزة، والتي يصفها التجمع بـ"الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين.
تدين الرسالة المفتوحة "المعايير المزدوجة" لمنظمي المعرض، ويشير الموقعون إلى أن المنظمين "ظلوا صامتين" حيال الأوضاع في الشرق الأوسط بينما كانوا قد أدانوا الحرب الروسية ضد أوكرانيا قبل عامين. ووفقًا للتحالف، فقد وقع على النداء حتى الآن أكثر من 23,750 شخصًا، بمن فيهم المصور الأمريكي نان غولدين.
ورفضت إدارة الـ"بينالي" دعوات المقاطعة.
كان المنظمون قد اتفقوا بالفعل على برنامج المهرجان واختيار المشاركين في المعرض الرئيسي قبل فترة طويلة من اندلاع حرب غزة.
لكن أبواب الجناح الإسرائيلي سوف تظل مغلقة على أي حال. وأعلنت الفنانة الإسرائيلية المشاركة في المعرض، روث باتير، التي ولدت في نيويورك عام 1984، في بيان يوم الثلاثاء، أن المعرض سيفتح فقط "عندما يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن." ويضيف البيان على موقع باتير: "قرار الفنانة والعارضين ليس إلغاء مشاركتهم أو إلغاء المعرض؛ بل اختاروا اتخاذ موقف يُظهر التضامن مع عائلات الرهائن والمجتمع الكبير في إسرائيل الذي يطالب بالتغيير".
يتضمن معرض باتير، "الوطن الأم" (MotherLand) تركيبة فيديو لتماثيل متحفية قديمة تمثل "نساء مكسورات" يعدن للحياة ويشاركن في موكب، في تعبير جماعي عمومي عن الحزن والأسى والغضب. ولإسرائيل جناح وطني خاص بها في معرض البندقية منذ عام 1950.
أصوات من العالم
في الوقت نفسه، سيظل الجناح الروسي فارغًا مرة أخرى. لم تستبعد إدارة الـ"بينالي" روسيا رسميًا، لكن بعد غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، قرر الفنانون والمنظمون الذين تم اختيارهم لتمثيل الجناح الروسي عدم المشاركة تحت الراية الوطنية، بينما تشارك أوكرانيا من جهتها من خلال معرض جماعي بعنوان "صنع الشبكة".
المعرض الرئيسي بعنوان "إسترانييري أوفونكوي – الأجانب في كل مكان"، هو من إعداد البرازيلي أدريانو بيدروسا، الذي أصبح أول مدير فني لـ"بينالي" البندقية. ولد ويعمل في دولة محسوبة على الجنوب. يهدف المدير الفني إلى عرض الفن من مناطق الجنوب العالمي الأقل حظًا والأقل صناعية.
"التركيز الأساسي هو بالتالي على الفنانين الذين هم أنفسهم أجانب ومهاجرون ومغتربون ومشتتون ومنفيون ولاجئون"، يؤكد بيدروسا.
يضم المعرض الفني الدولي 330 فنانًا، حيث يعرض 88 بلدًا معارضها الخاصة. هذا العام، ستشارك أربع دول لأول مرة في المعرض: بنين، إثيوبيا، تنزانيا وتيمور الشرقية. كما ستشارك نيكاراغوا وبنما والسنغال أيضًا بأجنحة وطنية خاصة بها لأول مرة.
تعزز القارة الأفريقية، على وجه الخصوص، حضورها في أقدم معرض فني في العالم. شاركت غانا ومدغشقر لأول مرة في عام 2019، تبعتها أوغندا والكاميرون وناميبيا في عام 2022.
ومن بين الأجنحة الدائمة الـ 28، يفتتح برنامج الجناح الألماني بعرض من مدير مسرح برلين إرسان موندتاغ والفنانة الإسرائيلية يائيل بارتانا. وتحت عنوان "العتبات"، يقدمان استكشافًا للماضي والمستقبل مستوحى من مفاهيم فنية مختلفة.
بينما يقدم الفاتيكان أحد العروض التي تشد الانتباه هذا العام: من خلال جناح يصوّر سجن النساء في البندقية. ويقدم المعرض صورة فنية، إذ يرافق النزلاء الزوار في رحلة عبر السجن. ومن المتوقع أن يزور البابا فرانسيس هذا الجناح، ما سيجعله أول بابا يزور هذا المعرض في البندقية حتى الآن.
أعده للعربية: ع.ا