جنازة تاريخية للبابا بنديكت بحضور شتاينماير وشولتس
٥ يناير ٢٠٢٣
في جنازة تحمل سابقة تاريخية قام فيها بابا الفاتيكان الحالي بدفن سلفه، ودع الآلاف البابا الراحل بنديكت السادس عشر الذي يدفن في كاتدرائية القديس بطرس. كبار ساسة ألمان كانوا في وداع البابا المنحدر من جنوب ألمانيا.
إعلان
حضر عشرات الآلاف من المصلين قداس جنازة البابا الراحل بنديكت السادس عشر في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان صباح اليوم الخميس (الخامس من كانون ثان/يناير 2023).
وتكتسب المراسم أهمية تاريخية نظرا لأن من يتراسها بابا على قيد الحياة، بعد أن أصبح البابا بنديكت أول بابا يستقيل منذ قرون في عام 2013.
ولم يشر البابا فرنسيس بشكل مباشر إلى سلفه في خطبته إلا قليلا، وتحدث بشكل رئيسي عن التفاني للرب والثقة به، قبل أن يخاطب سلفه الراحل في نهاية الخطبة بالقول "بنديكت، أيها الصديق المخلص للعريس، أتمنى أن تكتمل فرحتك عندما تسمع صوته الآن وإلى الأبد!". وكثيرا ما يشار إلى يسوع بالعريس في الكنيسة الكاثوليكية.
وفي وقت سابق، أمام العديد من الضيوف وعشرات الآلاف من المؤمنين في ساحة القديس بطرس في روما، قال فرنسيس، "نحن أيضا، المرتبطون بشدة بكلمات الرب الأخيرة، نرغب كمجتمع كنسي أن نتبع خطاه ونودع أخينا في أيدي الآب".
حضور ألماني
وكان البابا قد أشاد في وقت سابق بالفعل بتفاني إيمان بندكت. وقال المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني إن حوالي 130 كاردينالا حضروا أيضا. كما كان هناك وفد ألماني رسمي حاضر، بما في ذلك الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، والمستشار أولاف شولتس وماركوس سودر، رئيس وزراء بافاريا ذات الأغلبية الكاثوليكية، حيث ولد بنديكت باسم يوزيف راتسينجر في عام .1927
وبعد الجنازة أثنى الرئيس الألماني شتاينماير على بابا الفاتيكان الراحل وقال إنه كان عالم لاهوت بارزا يتسم بتواضع كبير. وفي أعقاب قداس جنازة بنديكت، قال شتاينماير إن البابا الفخري الراحل " نقل كنز الكنيسة الكاثوليكية الغني بالعقل والروح إلى المؤمنين. هذا سيشكل ذكراه".
لحظات مؤثرة
وفي لحظة مؤثرة، انحنى جيورج جينسفاين، رجل الدين الذي شغل منصب السكرتير الشخصي للبابا الفخري الراحل بنديكت السادس عشر وكاتم أسراره خلال فترة البابوية، على التابوت لتقبيله . ويعتقد أن جينسفاين كان أقرب شخص لبنديكت خلال سنواته الأخيرة، حيث شغل منصب السكرتير الشخصي له بعد انتخابه للبابوية في 2005 بعدما عمل معه في السابق في روما. وجرى تعيين جينسفاين في كانون الأول/ديسمبر 2012 مديرا للمنزل البابوي ثم ترقى لرتبة رئيس أساقفة.
وبعد انتهاء القداس الجنائزي، تم نقل التابوت الذي يحمل جثمان البابا الراحل إلى كاتدرائية القديس بطرس، وسط تهليل من المؤمنين.
ا.ف/ ع.ج.م (د.ب.أ)
محطات من حياته.. البابا الألماني بنديكت يقول وداعاً
توفي البابا الألماني بنديكت السادس عشر بعد أن جلس لثمانية أعوام على كرسي القديس بطرس في روما واستقال في عام 2013 وكان أول بابا يقدم استقالته منذ نحو 600 عام بدلا من البقاء في منصبه مدى الحياة. جولة في محطات من حياته.
صورة من: EPA/PIER PAOLO CITO/dpa/dpaweb/picture-alliance
وفاة بعد تدهور حالته الصحية
توفي البابا المستقيل الألماني بنديكت السادس عشر الذي فاجأ تنحيه العالم بأسره عام 2013، صباح السبت عن 95 عاما، كما أعلن الفاتيكان. وكانت صحّة البابا بنديكت السادس عشر هشة منذ سنوات. وتدهورت في الأيام الماضية بشكل كبير.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/dpa-Pool/picture alliance
أول بابا ألماني منذ 700 عام
في التاسع عشر من نيسان/ أبريل 2005، في تمام الساعة الخامسة وخمسين دقيقة، تصاعد الدخان الأبيض في الفاتيكان، إشارة لاختيار بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، فقد أصبح الكاردينال الألماني يوزيف راتزنغر البابا بنديكت السادس عشر. وهو أول بابا ألماني منذ 700 عام يجلس على الكرسي الرسولي في روما.
صورة من: AP
الصدفة تقود البابا لوطنه الأم
وتصادف أن كانت أولى رحلاته إلى الخارج إلى وطنه الأم ألمانيا، إلى مدينة كولونيا، في شهر آب/ أغسطس 2005، أثناء الملتقى العالمي للشباب الكاثوليكي، الذي زاره أكثر من ستمائة ألف زائر.
صورة من: AP
مليون مصلي
وكانت أقوى لحظات تلك الرحلة هي القداس الإلهي الذي احتفل به البابا في ساحة العذراء مريم الواقعة خارج مدينة كولونيا في الحادي والعشرين من أغسطس/آب. كان هذا القداس الذي حضره حوالي مليون زائراً نهاية الملتقى الشبابي، وقضى بعض الحضور الليلة في الساحة في انتظار الصلاة الختامية للملتقى.
صورة من: Getty Images
زيارة الموطن البافاري
منذ توليه الكرسي الباباوي، وعد البابا بنديكتوس السادس عشر أساقفة بافاريا بزيارتهم قريباً. وفي سبتمبر/أيلول 2006 قام البابا البافاري الأصل بزياره موطنه لمدة ستة أيام. أولى المدن التي زارها هي ميونيخ، حيث كان بانتظاره سبعين ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
زيارة إلى مسقط الرأس
كذلك زار البابا مسقط رأسه، قرية ماركتل آم إن قرب الحدود النمساوية. في الصورة يظهر المسكن الذي ولد فيه البابا بنديكت السادس عشر.
صورة من: picture-alliance/dpa
كلمة جامعة ريغينزبورغ
محطة أخرى في بايرن كانت جامعة ريغنسبورغ، حيث قام بابا الفاتيكان بإلقاء محاضرة، أثارت ردود فعل قوية في العالم الإسلامي. فقد اقتبس البابا بنديكت السادس عشر جملة من قيصر بيزنطي كان يربط الإسلام بالعنف، وأدت تلك المحاضرة إلى اندلاع مظاهرات ضخمة في الدول الإسلامية.
صورة من: picture-alliance/dpa
المحطة الأخيرة - مدينة فرايزنغ
آخر محطات البابا في رحلت الثانية إلى موطنه الأم كانت مدينة فرايزنغ التي كان يشغل فيها منصب كاردينال فرايزنغ وميونخ، قبل توجهه إلى روما بدعوة من البابا السابق يوحنا بولس الثاني. في كاتدرائية فرايزنغ، تحدث البابا مع الأساقفة عن أحوال الكنيسة الألمانية قبل أن يغادر البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
زيارة للبرلمان الألماني
وفي سبتمبر/أيلول 2011 قام البابا بزيارته الثالثة لألمانيا، حيث زار البرلمان الألماني (البوندستاغ) وألقى كلمة فيه، كأول بابا يلقي كلمة في البرلمان. عند بوابة براندنبورغ احتشدت مجموعة من الناس احتجاجا على زيارة البابا، كما قاطع خمسون عضوا في البرلمان كلمة البابا.
صورة من: dapd
قداس في الملعب الأولمبي وتظاهرات في المدينة
وفي نفس الليلة، أقام البابا قداسا في ملعب برلين الأولمبي، حضره 61 ألف شخص، كما حضره الرئيس الألماني والمستشارة الألمانية. في الوقت نفسه، خرجت مظاهرات ضد البابا. من بين المتظاهرين كان هناك أعضاء من البرلمان الألماني.
صورة من: dapd
عودة إلى الفاتيكان
في اليوم التالي ذهب البابا إلى مدينتي إيرفوت وفرايبورغ، ليعود في المساء إلى روما. ورغم علاقته الخاصة بوطنه الأم، من المخطط أن يعيش البابا المستقيل بنديكت السادس عشر والكاردينال السابق يوزيف راتزنغر في الفاتيكان، فهو يريد العيش في أحد الأديرة للتفرغ للعبادة. آرنة ليشتنبرغ/ عباس الخشالي