تقام في مدينة بون الألمانية اليوم الأحد جنازة دولة، لوزير الخارجية الأسبق هانس –ديتشرش غينشر الذي كان توفي عن عمر 89 عاما في نهاية شهر مارس/آذار. الجنازة يشارك فيها إلى جانب الرئيس الألماني عدد من الشخصيات المرموقة.
إعلان
تجري في مدينة بون الألمانية اليوم الأحد (17 أبريل/نيسان 2016) مراسم جنازة رسمية لوزير الخارجية الألماني الأسبق هانس-ديتريش غينشر الذي وافته المنية في 31 من مارس/آذار 2016 عن سن 89 عاما.
ومن المقرر أن يلقي في هذه المناسبة الرئيس الألماني يواخيم غاوك خطابا، وكذلك رفيقه السياسي وخلفه كلاوس كينكل بالإضافة إلى وزير الخارجية الأمريكية الأسبق جيمس بيكر ورجل الدين البروتستانتي فريدرش شورليمر. يذكر أن مراسم التأبين الرسمية لا تُقام إلا لبعض الشخصيات السياسية الألمانية المتميزة، كانت آخرها مراسم تأبين المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت في نوفمبر/كانون الأول الماضي.
وكان هانس ديتريش غينشر قد قاد الدبلوماسية الألمانية خلال عشرين عاما وحظي بتأثير لا مثيل له خلال فترة الحرب الباردة. كما لعب دورا رئيسيا في اعادة توحيد بلاده في 1990. وخلال السنوات الـ18 التي شغل فيها منصب وزير الخارجية (من 1974 الى 1992)، بذل غينشر جهودا لتقريب جمهورية ألمانيا الاتحادية من أوروبا الشرقية الشيوعية ورفض شيطنة العدو السوفياتي وتفاوض حيث كان ذلك ممكنا بهدف إنهاء الحرب الباردة والسباق إلى التسلح الذي تصدرته الالمانيتان.
هانز ديتريش غينشر- رجل التوازنات والوحدة
وزير الخارجية الألمانية الأسبق هانز ديتريش غينشر، الذي رحل عن عمر بلغ 89 عاما . من المع الساسة في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، فهو مهندس الوحدة ، ورجل التوازنات السياسية. هذه محطات من حياته في البوم صور.
صورة من: picture-alliance/dpa/. Nietfeld
كان غينشر من صنف دهاة الدبلوماسية، وامتاز على وجه الخصوص بالقدرة على الانصات للآخرين . كان زعيما ليبراليا لحزب FDP ومهندسا فذا لمشروع اعادة توحيد المانيا. وداب دائما ان يضع اصبعه على نبض الاحداث.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. von Erichsen
صورة غينشر في الواجهة بالقرب من مسقط رأسه في مدينة هاله في ولاية ساكسونيا-أنهالت. هناك عايش السنوات الأولى من الحكم الشيوعي في ألمانيا الشرقية. بعد دراسة القانون في مدينة يينا عام 1952 غادر إلى بريمن، حيث عمل كمحامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Grubitzsch
خلال فترة حكم المستشار هيلموت شميت أصبح غينشر وزيرا للخارجية سنة 1974 وكذا نائبا للمستشار. وقد ترك غينشر في منصبه كوزير خارجية بصمة لا تنسى. حتى أطلق على سياسته الديبلوماسية "الغنشرية"، وهي سياسة التوازانات السياسية والقرب من المعسكر الشرقي. كما تولى سنة 1974 منصب الأمين العام للحزب الديموقراطي الحر .
صورة من: picture-alliance/dpa
في 17 سبتمبر/آيلول 1982 قام الرئيس الألماني كارل كارستنس بتسليم غينشر وثلاثة وزراء من حزبه الديموقراطي الحر وثيقة الإعفاء من مهامهم وهذا يعني نهاية التحالف طويل الأمد بين الحزب الديمقراطي الاشتراكي والحزب الديمقراطي الحر. غينشر لعب دورا كبيرا في سحب الثقة من المستشار شميدت. بعد وقت قصير سيصبح غينشر وزيرا للخارجية في حكومة المستشار الجديد هيلموت كول.
صورة من: picture-alliance/dpa
"لقد جئنا إلى هنا لنعلن لكم أن اليوم هو يوم عودتكم..." بهذه الكلمات بدأ غينشر لحظة مؤثرة في تاريخه، إذ خاطب نهاية سبتمبر/أيلول 1989 من شرفة سفارة ألمانيا الغربية في براغ آلاف الناس، الذين هربوا من ألمانيا الشرقية. إنها اللبنة الأولى في طريق الوحدة الألمانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
بعد عام قام غينشر وهيلموت كول بزيارة الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف في القوقاز. في جو مريح على طاولة ريفية تفاوض المجتمعون حول كيفية توحيد الدولتين الألمانيتين بعد 40 عاما.
صورة من: picture-alliance/dpa
في فبراير/ شباط 1992، وقع هانز ديتريش غينشر وثيو فايغل على معاهدة ماستريخت وهي المعاهدة الاقتصادية والنقدية للاتحاد الأوروبي وكانت من أهم الشروط الضرورية لاعتماد اليورو. المفاجأة هي سرقة القلم الأنيق الذي وقع به غينشر المعاهدة ! بعد أشهر أعاد اللصوص القلم لغينشر ما شكل له فرحة كبيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
التقاعد السياسي
"لقد كنت محظوظا أن أقرر بنفسي متى ينبغي علي الرحيل" هكذا قال غينشر بعد نهاية مساره السياسي. في 1992 استقال غينشر من كافة مناصبه بناء على نصيحة من أطبائه. لقد ظل غينشر 23 عاما كعضو في الحكومة منها 18 عاما كوزير للخارجية.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
على الرغم من أنه تقاعد منذ 1992 إلا أن هانز ديتريش غينشر احتفظ بنشاطه وهو في سن الشيخوخة. في 2013 شغل منصب وسيط أساسي للسعي للإفراج المبكر عن معارض الحكومة الروسية ميخائيل خودوركوفسكي.
صورة من: Reuters
9 صورة1 | 9
وقد بلغ أوج النجاح في حياته المهنية بعد عام على ذلك وبالتحديد في ايلول/سبتمبر 1990 بمعاهدة "اثنان زائد اربعة" التي حررت بلاده من وصاية الأميركيين والسوفيات والفرنسيين والبريطانيين التي فرضت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وبعد 15 يوما على توقيع معاهدة موسكو هذه اعيد توحيد ألمانيا.
وغينشر من الشخصيات التي بقيت تتمتع بشعبية كبيرة في بلده وكان يجسد صوت العقل ويدعو بلا كلل نظرائه الغربيين إلى اتباع سياسة "انفراج فعلي" حيال موسكو.
وفي عام 1992 استقال غينشر من الحكومة، لكنه بقي نشيطا في مجلس النواب لسنوات واستخدم في الكواليس اتصالاته مع موسكو. وفي 2012 و2013، لعبت دبلوماسيته السرية دورا حاسما في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالافراج في كانون الاول/ديسمبر 2013 عن قطب النفط السابق ميخائيل خودوركوفسكي المعارض المسجون منذ عشر سنوات. وشكلت هذه الخطوة نجاحا مدويا للدبلوماسية الألمانية.