الحزب الحاكم بجنوب إفريقيا يتجه للاحتفاظ بالسلطة رغم الخسائر
١٠ مايو ٢٠١٩
حدث ما توقعه العديد من المراقبين في الانتخابات في جنوب أفريقيا فقد عاقب الناخبون حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم، الذي تراجعت شعبيته بسبب الفساد والبطالة وغيرهما. رغم ذلك يُتوقع أن يحصل الحزب على الأغلبية المطلقة.
إعلان
يتجه حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم في جنوب أفريقيا للفوز في الانتخابات اليوم الجمعة (10 مايو/ أيار 2019) رغم أن التوقعات تشير إلى أنه في طريقه لتسجيل أسوأ أداء في انتخابات عامة خلال توليه السلطة منذ 25 عاما.
وصوت الناخبون في جنوب أفريقيا يوم الأربعاء لاختيار أعضاء البرلمان وتسعة مجالس إقليمية وعبروا عن إحباطهم من تفشي الفساد وارتفاع معدل البطالة وعدم المساواة بين الأعراق، التي لا تزال مستمرة بعد 25 عاما من انتهاء حكم الأقلية البيضاء.
وكانت الانتخابات أصعب اختبار لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يحكم البلاد منذ انتخابات جرت عام 1994. ولم تقل نتائج الحزب، الذي أسسه نيلسون مانديلا من قبل عن 60 في المئة من الأصوات منذ توليه السلطة.
وجاء الحزب في مقدمة السباق البرلماني بعد فرز أكثر من ثلثي الدوائر الانتخابية. وبحلول الساعة 0600 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة، تم إحصاء الأصوات في 75.6 بالمئة من مراكز الاقتراع في 22925 دائرة انتخابية. وتضع النتائج الأولية الحزب في المقدمة بنحو 57.21 بالمئة من الأصوات بينما حصل حزب (التحالف الديمقراطي) المعارض الرئيسي على 21.81 في المئة ونال حزب (المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية) اليساري نحو عشرة في المئة من الأصوات.
وكان حزب المؤتمر حصل في الانتخابات السابقة عام 2014 على 62 في المئة من الاصوات مقابل 22 في المئة للتحالف الديمقراطي وستة في المئة لحزب (المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية).
واستنادا إلى أحدث النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، توقع محللون أن يفوز حزب المؤتمر في النهاية بما بين 55 و59 في المئة من الأصوات. وذكر محللون أن ضعف أداء الحزب من شأنه أن يشجع معارضي الرئيس سيريل رامابوسا وقد ينطوي على تحديات لقيادته.
ص.ش/ح.ز (رويترز)
نيلسون مانديلا:محطات في حياة رمز النضال والتسامح
عُرف الرئيس السابق لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا بابتسامته الدائمة. كما اشتهر أيضاً بألقاب عديدة أشهرها "ماديبا" كناية عن القبيلة التي ينتمي إليها. في الـ 18 من تموز/ يوليو، سيكمل المناضل الإفريقي الراحل عامه المائة.
صورة من: picture-alliance/dpa
عيد ميلاد سعيد، نيلسون مانديلا
ابتسامته الدائمة ظلت عالقة في مخيلة معظم مواطني جنوب أفريقيا، الذين كانوا يطلقون عليه اسم "ماديبا" كناية بقبيلته. منديلا يعد رمز جنوب أفريقيا الجديدة ورمز التسامح والحرية في جميع أنحاء العالم. في الـ 18 من تموز/ يوليو، سيكمل المناضل الإفريقي الراحل عامه المائة.
صورة من: Getty Images
محامي السود
ولد نيلسون روليهلاهلا مانديلا في الـ 18 من تموز/ يوليو عام 1918 في جنوب أفريقيا. و بعد حصوله على الثانوية العامة، درس مانديلا القانون. وكان خلال دراسته ناشطاً سياسياً وحارب التمييز العنصري. ومنذ العام 1952 عمل محاميا في أول مكتب للمحاماة في البلاد بإدارة السود، و تعرض المكتب للحرق بعد ثماني سنوات من ذلك التاريخ.
صورة من: AP
التمييز العنصري
عانى نيلسون مانديلا منذ فترة طفولته وشبابه من التمييز العنصري بين السود والبيض. أطلق عليه والده اسم روليهلاهلا، والذي يعني باللغة العربية " قاطع الأغصان" وقد يعني أيضاً " الشخص المثير للمشاكل".
صورة من: picture-alliance/dpa
مانديلا، الملاكم
برز شغف نيلسون مانديلا للرياضة وبالأخص للملاكمة في سن مبكرة، ووصف هذا الشغف الكبير له بالرياضة قائلاً: "في الحلبة لا يهم الرتبة، العمر، لون الجلد والثروة ". وخلال فترة أسره، حافظ مانديلا على لياقته البدنية وكان التدريب على حمل الأثقال وتمارين رياضية أخرى جزء لا يتجزأ من روتينه اليومي.
صورة من: Getty Images
الحكم بالسجن مدى الحياة
في العام 1964 منعت الشرطة الأشخاص من الوصول إلى مبنى المحكمة حيث جرت محاكمة نيلسون مانديلا وغيره من النشطاء المناهضين للتمييز العنصري. وحكم عليه آنذاك بالسجن مدى الحياة بسبب أنشطته السياسة في ما يعرف بمحاكمة "ريفونيا".
صورة من: AP
عقود في الأسر
أمضى مانديلا داخل زنزانة سجن لا تتعدى مساحتها الخمسة أمتار، 18 عامًا من إجمالي مدة العقوبة البالغة 27 عامًا. السجين مانديلا كان يحمل الرقم 46664. ويقول بعد إطلاق سراحه: "كنت مجرد رقم هناك".
صورة من: cc-by-sa- Paul Mannix
النضال مستمر
في الوقت الذي يقضي فيه نيلسون مانديلا السجن، كان يقوم آخرون بقيادة الكفاح ضد التمييز العنصري، خاصة زوجته آنذاك ويني مانديلا (وسط الصورة)، والتي أصبحت فيما بعد ناشطة قيادية ضد حكومة الأقلية البيضاء.
صورة من: AP
تضامن العالم
العالم تضامن مع جنوب أفريقيا، إذ أقيم حفل موسيقي لنيلسون مانديلا في استاد ويمبلي في لندن في تموز/ يوليو عام 1988. واحتفل أشهر الموسيقيين العالميين بعيد ميلاده السبعين معربين عن رفضهم للتمييز العنصري. وتابع هذه الحفلة الموسيقية، التي اسمرت لعشر ساعات، حوالي 70 ألف متفرج، ومائة ألف شخص آخرين عبرالتلفاز، إذ نقل هذا الحدث في ستين دولة.
صورة من: AP
إطلاق السراح
أُطلق سراح نيلسون مانديلا في الـ 11 من شباط /فبراير عام 1990، وذلك بعد قضائه 27 سنة في السجن. مانديلا وزوجته ويني يرفعان قبضتيهما كعلامة على الفخر في صراع تحرير السود ضد التمييز العنصري.
صورة من: AP
العودة إلى السياسة
عاد مانديلا إلى الحياة السياسية من خلال المؤتمر الوطني الأفريقي و ترأسه أول محادثات مع رئيس جنوب إفريقيا آنذاك، فريدريك ويليم دي كليرك في أيار/ مايو 1990. وعمل كل من الرئيسين على تمهد الطريق أمام جنوب أفريقيا جديدة من دون التمييز العنصري. ولهذا حصل كلاهما على جائزة نوبل للسلام في العام 1993.
صورة من: Walter Dhladhla/AFP/Getty Images
رفاق الدرب
أوليفر تامبو (يسارالصورة) ووالتر سيسولو ( يمين الصورة) كانا من أكثر المقربين لمانديلا. في عام 1944 أسس كل من تامبو و سيسولو وآخرون رابطة شباب المؤتمر الوطني الأفريقي، كما نُظمت مظاهرات حاشدة ضد نظام التمييز العنصري. وحُكم على سيسولو رفقة مانديلا بالسجن مدى الحياة، وقضي تامبو 30 عاماً في المنفى، على الأغلب في لندن. وبعد عام 1990، شغل جميعهم مناصب قيادية في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
صورة من: AP
المناضل يصبح رئيس البلاد
في الـ10 من أيار/ مايو عام 1994، خلدت جنوب أفريقيا حدثاً تاريخياً. فبعد أول انتخابات ديمقراطية حرة، أدى مانديلا اليمين الدستورية كأول رئيس أسود للبلاد. وبقي في منصبه حتى عام 1999، وبعد ذلك سلم الرئاسة إلى ابنه بالتبني، وهو السياسي ثابو مبيكي.
صورة من: AP
التصالح بدل الانتقام
أراد مانديلا التجاوز عن الجرائم المرتكبة بسبب التمييز العنصري. وفي عام 1996، أسس "لجنة الحقيقة والمصالحة". وعين آنذاك رئيساً للجنة رئيس أساقفة جنوب أفريقيا والحائز على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو. ولم يسلم عمل اللجنة من النقد، لأن العديد من الضحايا رفضوا أن يبقى الجناة الذين اعترفوا علانية بأفعالهم من دون عقاب وحساب.
صورة من: picture-alliance/dpa
أول بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010
في الـ 15 من أيار/ مايو عام 2004، فازت جنوب أفريقيا بتنظيم أول بطولة كأس العالم لعام 2010 على أراضيها. حمل مانديلا الكأس بفخر، وكان البلد كله في حالة فرح آنذاك بسبب هذا الحدث الرياضي التاريخي. لأنها أول بطولة تقام على الأراضي الأفريقية.
صورة من: AP
"أمة قوس قزح"
في عام 2008 انتشرت كراهية الأجانب والعنف في العديد من الأحياء الفقيرة في المدن الرئيسية في جنوب أفريقيا. ما أهدر حياة العديد من المهاجرين. وتساءل كثيرون حول ما إذا كانت أمة قوس قزح قد فشلت التي أسسها نيلسون مانديلا، والتي يعيش فيها الجميع سوية بكل اختلافاتهم؟
صورة من: Gianluigi Guercia/AFP/Getty Images
السنوات الأخيرة في حياته
في السنوات الأخيرة من حياته غاب مانديلا تدريجياً عن الأضواء، واكتفى بالتواجد في دائرة عائلته. هنا يحتفل بعيد ميلاده الـ 93 مع أحفاده وأبناء أحفاده في عام 2011. وفي الخامس من كانون الثاني /ديسمبر عام 2013 توفي نيلسون مانديلا عن عمر يناهز الـ 95 عاماً. لودجر شادومسكي/ إيمان ملوك