1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جنوب السودان أصبح مستقلاً، هل هذا سبب كاف للاحتفال؟

٨ يوليو ٢٠١١

رغم أن جنوب السودان يرزح تحت عبء ميراث ثقيل، إلا أن مجرد تأسيس هذه الدولة الجديدة يعتبر لحظة تاريخية، وتستحق أن يحتفي بها العالم بأسره، كما يرى دانييل بيلتس في التعليق التالي:

دانييل بيلتس: صحفي في القسم الإفريقي في دويتشه فيلهصورة من: DW/Müller

حتى في السياسة الدولية تبدو الأحلام قابلة للتحقيق. فبعد قرابة خمسين عاماً من الحرب ينال جنوب السودان أخيراً استقلاله، حيث يخرج الناس إلى شوارع العاصمة جوبا رافعين العلم الوطني لأحدث دولة على الساحة الدولية، وهذه مناسبة لكي نحتفل جميعنا معهم.

لقد عاني هؤلاء الناس كثيراً طوال فترة الحرب وواجهوا أموراً لا تصدق، إذ قتل منهم قرابة المليونين وتم تهجير ضعف هذا العدد، ليقضوا أياماً صعبة في الملاجئ الضيقة في كينيا وأوغندا وأثيوبيا، حيث عانوا الأمرين جراء المجاعات والأمراض والآلام. وقبل أن يتم توقيع اتفاقية السلام عام 2005، كان مجرد تخيل العيش في دولة مستقلة يعد حلماً بعيد المنال.

ميراث ثقيل


بينما يحتفل جنوب السودان باستقلاله، بدأت تحذيرات جدية تأتي من الخارج، وذلك لأن الدولة الناشئة ترزح تحت عبء ميراث ثقيل. فخوض حرب طويلة استمرت قرابة 50 عاما أدى إلى نتائج كارثية تتمثل في أن نصف السكان يعيشون تحت مستوى خط الفقر، كما أن أكثر من 70 % من السكان أميون، و80 % يعيشون في مناطق تفتقر إلى المرافق الصحية الأساسية. كل هذه الأمور تعد خطاب توصية كاف من أجل الدخول في قائمة الدول الأكثر فقراً في العالم، مباشرة بعد الاستقلال.

الاحتفال باستقلال السودان لا يمنع التساؤل حول تحديات المستقبلصورة من: DW

وعلى الصعيد السياسي هناك الكثير أمام الجنوب ليفعله، لأن الحكومة هناك لا زالت تتألف من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير جنوب السودان. أما المعارضة الموجودة هناك فلا زالت صغيرة وضعيفة للغاية. وأحد أهم الأسئلة المحورية المطروحة الآن يتركز حول إمكانية تحول الجبهة الشعبية إلى حزب ديمقراطي يسمح بوجود رأي آخر وأحزاب أخرى ويحترم الدستور وتبادل السلطة بشكل ديمقراطي، أم أن الجبهة الشعبية ستحذو حذو حركات تحرر أخرى وتؤسس لديكتاتورية الحزب الواحد. وبالطبع فإن أحداً لا يستطيع الإجابة على هذا السؤال الآن.

المشكلة الأخرى التي سيواجهها جنوب السودان في المستقبل القريب تتمثل في المليشيات المسلحة، التي تثير القلاقل في عموم أرجاء البلاد، ولا ندري إن كانت الجبهة الشعبية لتحرير جنوب السودان ستفلح في الوصول إلى توافق مع هذه الميليشيات. كما أن التحدي الأكبر يبقى قائما حول النزاع مع الشمال، والذي يمكن أن يتجدد في أي لحظة، خاصة بعد أن شهدت الفترة القريبة الماضية تصعيداً حول منطقة أبيي. فقد رأينا أن العلاقات بين شطري السودان حساسة للغاية.

الدولة الوليدة بحاجة إلى الدعم


نعم، كل ما سبق ذكره يدخل في مقومات الدولة الفاشلة. وهذا هو القدر الذي يهدد الجنوب. ولكن هذه لم تكن الصورة بالكامل. إذا أن هناك جانباً آخر يعطي الأمل للجنوبيين. فهناك مجموعة من الأكاديميين الذي كانوا في الخارج الذين بدأوا بالعودة إلى الوطن وهناك ناشطون كثر من ممثلي الكنيسة وهناك الصحفيون والمعلمون الذين يريدون بناء الدولة الوليدة. وهذه الموجة الجديدة توحد الكثير من سكان الجنوب من أجل بناء دولة فاعلة.

وعلى الرغم من التحذيرات المحقة التي يطلقها المجتمع الدولي والذي هو مطالب بأن يضمن كل الاحترام والدعم الخارجي.

وقبل كل هذا وذاك فإن المقام لا يتسع الآن إلا لأمر واحد فقط، وهو أن من حق السودانيين الجنوبيين أن يحتفلوا بدولتهم الجديدة. كما أن على المجتمع الدولي أن يبادر بالتهنئة وأن يتمنى مستقبلاً طيباً للجنوب.

دانييل بيلتس

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW