جنوب السودان: استمرار المعارك وسط مساع دبلوماسية للوساطة
١٩ ديسمبر ٢٠١٣ سيطرت قوات متمردة موالية لنائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار الفار بعد اتهامه بالقيام بمحاولة انقلابية على مدينة بور (200 كلم شمال جوبا) وفق ما أعلن جيش جنوب السودان اليوم الخميس (19 ديسمبر/ كانون الأول 2013). وصرح المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغير لوكالة فرانس برس أن "جنودنا فقدوا السيطرة على بور لحساب قوات رياك مشار في وقت متأخر من ليل الأربعاء"، مضيفا أن المعارك ما زالت متواصلة في عاصمة ولاية جونقلي (شرق) المضطربة.
واتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير الأربعاء زعيم الميليشيا بيتر غاديت بأنه هاجم بور من دون أن يتمكن من السيطرة عليها وذلك لحساب رياك مشار. وقال اغير إن قوات غاديت تواجه الجيش في الأحراش خارج بور. وقد تمرد بيتر غاديت - الذي انقلب مرارا على زملائه خلال الحرب الأهلية السودانية بين 1983 و2005 - على السلطات في 2011 قبل أن يوافق على التوقيع على وقف إطلاق النار إثر عفو من الرئيس سلفا كير .
في غضون ذلك، يتوجه دبلوماسيون من كينيا وأوغندا وإثيوبيا وجيبوتي حاليا إلى جنوب السودان في محاولة للقيام بمساع حميدة تهدف إلى وضع حد للمعارك بين فصائل متناحرة من الجيش تهدد بنشوب حرب أهلية في هذا البلد الفتي. وصرحت وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد لوكالة فرانس برس إنها "في الطريق إلى جنوب السودان لنعرض مساعدة فورية على مواطنينا وحكومة جنوب السودان"، موضحة أن وفودا من جيبوتي وإثيوبيا وأوغندا ترافقها. وأوضحت "أنها مشكلة إقليمية ويجب على حكومة كينيا المساهمة في عملية تسوية".
وتنتمي هذه الدول الأربع - مع الصومال - إلى السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) وهي هيئة إقليمية من شرق إفريقيا لعبت دورا أساسيا في اتفاق السلام المبرم في 2005 بين حركة التمرد الجنوبية والخرطوم والذي وضع حدا لحرب أهلية دامت أكثر من عشرين سنة في السودان وانتهت في تموز/ يوليو 2011 باستقلال جنوب السودان.
من جهتها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أنها "تأوي حاليا مدنيين في قواعدها في خمس من ولايات البلاد العشر، من دون أن تحدد ما إذا كان هناك قتال في المناطق الاستوائية الوسطى (حيث تقع جوبا) وجونقلي وولاية البحيرات (وسط) وواراب (شمال) وبحر الغزال الشمالي (شمال غرب) ومناطق الشمال حيث منابع النفط.
وأوضحت البعثة في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "بعض عمال النفط لجؤوا إلى إحدى قواعدها في بانتيو" عاصمة ولاية الوحدة، الواقعة على الحدود مع السودان. ولم تتوفر أي معلومات بشأن تأثير هذه الأوضاع على إنتاج النفط الذي يشكل نحو 98 بالمائة من عائدات البلاد.
وكانت الولايات المتحدة أجلت أمس الأربعاء 150 من رعاياها في جنوب السودان إضافة إلى دبلوماسيين أميركيين وأجانب بسبب الاضطرابات التي يشهدها هذا البلد، وفق ما أعلنت السلطات في واشنطن. وكانت الخارجية الأمريكية أمرت الثلاثاء بإجلاء دبلوماسييها وموظفيها غير الأساسيين ووقف أنشطة سفارتها في جوبا.
ش.ع/ أ.ح (أ.ف.ب، رويترز)