1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
مناخجنوب السودان

جنوب السودان ـ بانتيو تصارع من أجل البقاء بسبب تغيرالمناخ

ندى فاروق
٧ أكتوبر ٢٠٢٤

بعد مرور 12 عاما على الاستقلال، يعاني جنوب السودان من عواقب تغير المناخ. فالفيضانات هناك لا تمثل كارثة بيئية فحسب، بل تمثل تهديدا وجوديا للسكان. فكيف غيّر تغير المناخ الحياة في بانتيو التي تؤوي عددا كبيرا من اللاجئين.

أطفال يشترون الطعام من متجر في منطقة غمرتها المياه بعد فيضان نهر النيل بعد هطول أمطار غزيرة (جنوب السودان ـ أغسطس/ آب 2020)
يعاني جنوب السودان من عواقب تغير المناخ. فالفيضانات هناك لا تمثل كارثة بيئية فحسب، بل تمثل تهديدا وجوديا للسكان.صورة من: Akuot Chol/AFP/Getty Images

وفقًا لتقرير حديث صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تواجه القارة الأفريقية تحديات متزايدة نتيجة
 تغير المناخ.

في هذا الصدد، تنبه البروفيسورة سيليستي ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية، إلى أن أفريقيا شهدت خلال الستين عامًا الماضية اتجاهًا للاحترار أصبح أسرع من المتوسط العالمي. وتقول ساولو: "شهدت دول أخرى في عام 2023 أحداثًا متطرفة من حيث هطول الأمطار، مما أدى إلى حدوث فيضانات وخسائر كبيرة. وتسبب ذلك في آثار مدمرة وعواقب اقتصادية خطيرة".

في منطقة بنتيو، التي تقع في أقاصي جنوب السودان، يُعتبر مدرج الطيران الصغير طوق نجاة حيوي. وقد تم بناء سواتر ترابية عالية لحمايته من مياه  الفيضانات المحيطة. بالقرب من المدرج، يوجد مخيم يأوي نحو 200 ألف شخص ممن تضرروا من كوارث متعددة، بدءًا بالحرب الأهلية في جنوب السودان بين 2013 و2018، وصولًا إلى النزاع المستمر في السودان المجاور، بالإضافة إلى أسوأ فيضانات شهدتها المنطقة منذ عقود، التي دمرت المنازل والمدارس والمحاصيل الزراعية والبنية التحتية.

ولاية الوحدة، حيث تقع بنتيو، أكثر المناطق تضررًا

تأثر أكثر من 700 ألف شخص جراء هذه الفيضانات في 38 من أصل 79 إقليمًا في جنوب السودان، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع في الشهر المقبل. وتُعتبر ولاية الوحدة، حيث تقع بنتيو، من أكثر المناطق تضررًا، وهي منطقة نائية جدًا  قام فريق من المهندسين العسكريين الباكستانيين، الذين يعملون في إطار بعثة الأمم المتحدة في
جنوب السودان
، ببناء جدار يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار حول المخيم لحمايته من المياه. ويعمل الفريق "ليل نهار" لتعزيز الجدار، حيث استطاع إقامة سواتر ترابية تمتد لأكثر من 120 كيلومترًا.

يمثل مدرج الطيران أهمية حيوية، إذ تغمر مياه الفيضانات الطرق بانتظام، مما يجعله الوسيلة الوحيدة لإدخال المواد الغذائية والإمدادات.

نساء سودانيات من مخيم كساب للنازحين داخلياً في كُتٌم، شمال دارفور، يخرجن لجمع الحطب.صورة من: UN Photo/Albert Gonzalez Farran

 

تحديات صحية وإنسانية تتصاعد وسط تغير المناخ

لجأ تاب ماش ديو، الذي يبلغ من العمر 43 عامًا، إلى المخيم من
إقليم بنيجيار
في عام 2014 خلال الحرب الأهلية. وهو يتلقى وجبات غذائية من برنامج الأغذية العالمي، لكنه مضطر لاستئجار قارب للبحث عن الحطب.

قال ماش لوكالة فرنس بريس أن "هذه الطريقة تمكننا من البقاء". وأوضح أنه "لو لم تقم الأمم المتحدة بهذا السد لما بقي الناس هنا. بعثة الأمم المتحدة تشكل طوق نجاة للناس، وليس الحكومة". وأعرب عن إحباطه من المسؤولين، حيث أشار إلى أنهم لم يقدموا الكثير من المساعدة منذ أن دُمر منزله وسُرقت مواشيه خلال الحرب الأهلية.

أشار ديفيد غارانغ، المتطوع في الأمم المتحدة في مجال الصحة، إلى أن الأمراض تشكل مشكلة كبيرة، حيث قال: "كل المراحيض تفيض في مركز الإيواء، ولا تُجرى عمليات تنظيف أو رفع للنفايات. الوضع صعب للغاية، وأتوقع انتشار عدة أمراض في المستقبل".

تستمر بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في تقديم خدماتها، على الرغم من أنها سلمت إدارة المخيم اليومية إلى الحكومة، وهو ما لا يلقى استحسان غارانغ. وأضاف: "إذا غادرت بعثة الأمم المتحدة، فلن يكون الوضع جيدًا. وجود البعثة مهم جدًا من أجل سلامة السكان".


كما أقيمت قاعدة لجنود
حفظ السلام
في إقليم لي المجاور منذ عام 2015، حيث تنتشر فيها كتيبة غانية، وهي مسؤولة عن الأمن وتوفير المساعدات مثل الكتب المدرسية ومياه الشرب ولقاحات الحيوانات. قال ستيفن تايكر، المسؤول في إقليم لير: "ثمة العديد من المشاكل، ومن دونهم سيكون الوضع صعبًا".

ارتفاع غير مسبوق لمستوى المياه في بحيرة فيكتوريا

قال الدكتور مدثر عبد الله حسن زروق، خبير تغير المناخ، إن السبب الرئيسي وراء الفيضانات في باننيو، الواقعة في بحر الغزال، هو الارتفاع غير المسبوق لمستوى المياه في بحيرة فيكتوريا. في العام الحالي، بلغ منسوب المياه 13.7 مترًا، وهو أعلى من منسوب المياه في المائة سنة الماضية. ورغم أن كمية الأمطار كانت مرتفعة، إلا أنها لم تصل إلى أعلى مستوياتها تاريخيًا.

أوضح زروق أن الأمطار الغزيرة كانت في مناطق المنابع، ولكن باننيو تأثرت سلبًا بسبب انخفاض مستوى
سطح البحيرة
، مما تسبب في تأثير كبير عندما ترتفع مستويات المياه. عندما يرتفع منسوب المياه، يتجه الجريان عكسيًا من الشرق إلى الغرب، مما يجعل من الصعب تصريف الأمطار المحلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأمطار التي تهطل في الجنوب من أبريل/ نيسان إلى أكتوبر/ تشرين الأول تزيد الوضع سوءًا وتفاقم التأثيرات السلبية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW