سيلفا كير ينفي اتهامات الأمم المتحدة بحدوث عمليات تطهير عرقي
١ ديسمبر ٢٠١٦
نفى رئيس جنوب السودان سلفا كير اتهامات الأمم المتحدة بحدوث عمليات تطهير عرقي واسعة ممنهجة، يمكن أن تصل إلى ما حدث من مجازر في رواندا، التي شهدت مجازر راح ضحيتها مئات الآلاف عام 1994.
إعلان
قالت رئيسة لجنة الأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في جنوب السودان في بيان اليوم الخميس (الأول من ديسمبر/ كانون الأول) إن عمليات تطهير عرقي تحدث بالفعل في بعض مناطق البلاد حيث الوضع ممهد لتكرار الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا.
وأضافت ياسمين سوكا في البيان الذي صدر في ختام زيارة استمرت عشرة أيام "توجد بالفعل عملية تطهير عرقي منتظمة تجري في عدة مناطق بجنوب السودان يستخدم فيها التجويع والاغتصاب الجماعي وحرق القرى.. في كل مكان ذهبنا إليه في هذا البلد سمعنا قرويين يقولون إنهم على استعداد لإراقة الدماء لاسترداد أراضيهم".
في حين نفى سلفا كير رئيس جنوب السودان اتهامات الأمم المتحدة لحكومته بأن الصراع في البلاد يشهد عمليات تطهير عرقي بدرجة تمهد الطريق لإبادة جماعية. وقال كير لرويترز في مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا "لا يحدث شيء من هذا في جنوب السودان. لا يوجد تطهير عرقي". ومنع حراس الأمن توجيه مزيد من الأسئلة إليه.
ع.ج/ ص.ش (رويترز، أ ف ب)
60 عاماً من الحرب والسلام في جنوب السودان
عاد قائد المتمردين في جنوب السودان ريك مشار إلى العاصمة جوبا، قادماً من منفاه في أثيوبيا. وبمقتضى اتفاق السلام الموقع بينهما في شهر آب/ أغسطس 2015 يعيد الرئيس سيلفا كير تعيين مشار نائباً له بحماية عسكرية خاصة به.
صورة من: AFP/Getty Images
بعد حرب استقلال طويلة ودامية، انفصل الجزء الجنوبي من السودان وقامت عليه جمهورية جنوب السودان. واندلعت هذه الحرب عام 1955، حيث قاتل مسيحيو جنوب السودان من أجل الاستقلال عن الشمال حتى قبل أن ينقل المستعمرون البريطانيون صلاحياتهم إلى حكومة الخرطوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Pendl
تمتع جنوب السودان نسبياً بحالة من السلم والحكم الذاتي للفترة من عام 1972 إلى 1983، قبل أن يسقط مجدداً في أتون حرب أهلية. وخاضت الحركة الشعبية لتحرير السودان وذراعها العسكري قتالاً، قاده الجنرال جون قرنق، ثم سرعان ما انقسمت الحركة بين سيلفا كير ورياك مشار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Rosenthal
في يناير/ كانون الثاني 2011 صوت سكان جنوب السودان لصالح الاستقلال في استفتاء شعبي. وصار سيلفا كير رئيساً للدولة ورياك مشار نائباً له. واستندت الدولة الوليدة على اتفاق سلام أبرمه قرنق عام 2005 قُبيل مقتله في حادث تحطم مروحية بعد أسابيع من التوقيع.
صورة من: AP
لكن التحالف بين خصوم الأمس وحلفاء اليوم لم يدم طويلاً، فبعد سنتين من إعلان الاستقلال في تموز/ يوليو 2013 تجاهل الرئيس كير نائبه مشار وجميع أعضاء الحكومة الآخرين. وفي خطوة ذات دلالة ارتدى بزته العسكرية مجدداً عند إلقائه إحدى خطاباته أمام وسائل الإعلام، متهماً مشار وحلفاءه بمحاولة الانقلاب عليه. وكانت تلك بداية الحرب الأهلية مستمرة.
صورة من: Reuters
لقي خمسون ألف شخص على الأقل حتفهم في هذا النزاع، وأُجبر أكثر من 2.4 مليون شخص على ترك منازلهم، وفشلت جميع محاولات إنهائه. وفي أيار/ مايو 2014 أُعيد تشكيل بعثة تابعة للأمم المتحدة مكونة من 14000 عنصر للانتشار في مواقع محددة لحماية المدنيين.
صورة من: Reuters
تمخض لقاء بين كير (يسار الصورة) ومشار (يمين الصورة) في أيار/مايو 2015 بأديس أبابا عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما بعث الآمال مجدداً بتحقيق السلام، لكن تلك الآمال سرعان ما تبخرت، إذ اندلع القتال بين أنصارهما بعد ساعات من التوقيع. وأخفق القائدان في الالتزام بالاتفاق والأسوأ من ذلك أنهما فقدا السيطرة على المقاتلين التابعين لهما بحسب ما قال مراقبون.
صورة من: Reuters
بصعوبة ولد اتفاق السلام الأخير الموقع في آب/ أغسطس 2015، إذ رفض الرئيس سيلفا كير في البدء التوقيع لكنه رضخ أخيراً للضغوط الدولية. كان جزء من الصفقة هو ضمان حماية عودة مشار من منفاه في أثيوبيا. وتمثل الخلاف الرئيسي بعدد الجنود ونوعية الأسلحة التي ستكون تحت سيطرته في جوبا.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
بينما حول النزاع البلاد إلى ركام من الدمار قال مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سعيد رعد الحسين إن كلاً من القوات الحكومية والمتمردين يلجؤون إلى الاغتصاب كوسيلة للإرهاب والحرب. وهو ما دفع مجلس الأمن لإرسال لجنة للتحقيق في هذا الشأن.