1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جهاز آي بود من سماع الموسيقى إلى العمليات الجراحية!

١٩ يناير ٢٠١١

من المعروف أن جهاز آي بود يُستخدم لسماع الموسيقى ومشاهدة المقاطع المصورة وكتابة الرسائل الالكترونية. لكن يبدو أن استخدام هذا الجهاز لم يتوقف عند هذا، ففي إحدى مستشفيات كولونيا بات هذا الجهاز جزءا من تجهيزات غرف العمليات.

آي بود في إحدى غرف العمليات بمستشفي ميرهايم الالمانيصورة من: picture alliance/dpa

عندما يفاجئ جراح العظام الألماني هولغار بيتيس الممرضة المساعدة له قائلاً: "أعطيني جهاز الآي بود من فضلك"، فإنه لا يريد بذلك سماع الموسيقى ولكنه يريد معرفة الطول النموذجي لساق المريضة التي يجري لها جراحة تركيب عظمة فخذ صناعية مستعيناً بهذا الجهاز الصغير. وعن ذلك يقول الطبيب الألماني: "هذا الجهاز الصغير هو الأداة التي أتأكد بها من طول الساق حيث يبين لي الجهاز بشكل دقيق جداً ما إذا كان مكان العظمة صحيحاً وطول الساق دقيقاً. كما أن هذا الجهاز يساعدني في الإعداد لتركيب مفصل صناعي للركبة ويوضح لي مكان الفتح".

بيانات دقيقة

جراح العظام الألماني هولغار بيتيسصورة من: picture alliance/dpa

ويؤكد الطبيب أن هذا الجهاز "يبسط مسار الجراحة بشكل واضح تماماً ويزيد من دقة الجراحة". وقام بيتيس، كبير الاستشاريين في مجال جراحة العظام، بنحو 40 جراحة حتى الآن باستخدام جهاز الآي بود في مستشفى كولونيا ميرهايم. وشارك قسم جراحات الحوادث في المستشفى برئاسة البروفيسور بيرتيل بوالون في تطوير البرنامج الحاسوبي المستخدم بواسطة جهاز آي بود. ويجري القسم تجارب على هذا النظام منذ عدة أشهر، وهي تجارب رائدة على مستوى العالم. وبموازاة ذلك تُجرى تجارب مشابهة في مستشفى بمدينة ناشفيل عاصمة ولاية تينيسي الأمريكية.

وعن هذه التجارب يقول الطبيب بيتيس: "حققنا نتائج رائعة"، مشيراً إلى أن الجهاز يساعد بشكل خاص في تحديد الوضع الصحيح للفخذ والطول الدقيق للساق وكذلك وضع مفصل الساق أي تقويم المفصل بسبب تآكله وتقويم الساق المقوسة. ويعمل النظام من خلال هوائي مثبت على جهاز الآي بود الموجود داخل غلاف معقم ومن خلال جهاز تحسس معدني متصل بالجهاز نفسه ونظام كاميرا يعمل بالأشعة تحت الحمراء على بعد مترين من المنضدة التي تجرى عليها الجراحة.

تقنية تحديد المواقع رقمياً

وباستطاعة هذه الكاميرا تحديد مكان جهاز الآي بود بشكل لاسلكي. ويقوم الجراح بيتيس بوضع الحساس المعدني في المكان المطلوب لتثبيت المفصل الصناعي فيه، "فيقوم الجهاز بتسجيل تفاصيل خاصة بتشريح المفصل الصناعي وتحويل هذه التفاصيل إلى بيانات رقمية ثم إرسال البيانات إلى نظام الكاميرا". ومن ثم تعود الحسابات مرة أخرى عبر الآي بود في أقل من الثانية، ويتم كل ذلك بشكل لاسلكي، أي بدون إعاقات سلكية داخل غرفة العمليات، حسبما أوضح الطبيب بيتيس.

وأشار البروفيسور رولف هاكر، خبير جراحة العظام باستخدام الحاسوب، إلى أن هذا النظام يعتمد على تقنية موجودة بالفعل منذ سنوات في غرف العمليات وهي تقنية تحديد المواقع بمساعدة الحاسوب. ويضيف هاكر بالقول: "إن دقة النتائج التي يوفرها الآي بود، تعد جيدة بشكل كاف". وحسب هاكر فإنه من الممكن استخدام جهاز الآي بود في جراحة العظام والأعصاب وجراحات الأنف والأذن وجراحات تجميل الوجه، مشيراً إلى أنها حققت نتائج طيبة في الكثير من الجراحات.

وبحسب هاكر، العضو في جمعية العظام وجراحة العظام، فإن من مميزات جهاز الآي بود هو سهولة الاستخدام وأن حجمه أصغر بكثير من "محطات العمل" المتمثلة في أجهزة الكمبيوتر التقليدية ذات الشاشات الكبيرة والتي تستخدم حالياً في غرف العمليات، كما أنه يختصر زمن الجراحة. من جانه أوضح بيتيس أن أنظمة الحاسوب الحالية "كبيرة بحجم الثلاجات وتحتاج دائماً لطاقم عمل إضافي".

حجم أصغر وتكلفة أقل

يبسط هذا الجهاز مسار الجراحة بشكل واضح تماماً ويزيد من دقة الجراحةصورة من: picture alliance/dpa

أما جهاز الآي بود فيبسط تقنية تحديد المواقع المعقدة حيث يمسك الجراح بالجهاز في يده وفي مجال رؤياه ولا يضطر دائما للدوران من أجل النظر إليه. "كما أنه أقل تكلفة حيث كان سعر أنظمة الكمبيوتر المستخدمة حالياً في المستشفيات يصل إلى 200 ألف يورو، أما سعر آي بود فلا يزيد عن 50 ألف"، كما يقول بيتيس. إن جهاز آي بود المستخدم في غرفة العمليات هو نفسه الجهاز العادي الذي يباع في محل الأجهزة الإلكترونية. أما البرنامج الحاسوبي فطورته شركة برينلاب المساهمة وهي شركة رائدة في أنظمة تحديد المواقع وتقع بالقرب من مدينة ميونيخ الألمانية.

وعن فرص استخدام جهاز الآي بود في جراحة العظام يقول البروفيسور هاكر:"من الصعب توقع فرص نجاح آي بود أمام الأجهزة الأخرى ولكنه يحظى بقبول واسع بسبب صغر حجمه الملحوظ". وحسب بيتيس فإن تقنية تحديد المواقع بجهاز آي بود أوشكت على الحصول على ترخيص من الجهات المعنية وهو ما يمهد لطرحها في الأسواق بشكل تجاري وعبر عن قناعته بأن "هذه التقنية ستعمم في الطب وستصبح حاضرة بشكل خاص في مجال صناعة الأعضاء الصناعية وجراحات الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الأعصاب تماما كما انتشرت فيما يتعلق بالسيارات وذلك بعد أن كانت غير موجودة من قبل أصلا".

(ع.غ/د ب أ)

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW