سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان انتشارا في ألمانيا، فسنويا تصاب سبعة وخمسون ألف امرأة بهذا المرض. وكلما تم التعرف عليه مبكرا، كلما زادت فرص الشفاء منه رغم أنه مرض قاتل. حين يفحص الطبيب ثدي المريضة فإنه يعتمد في التشخيص على حواس اللمس والنظر والسمع.

للمس تكفيه اليدان، وللنظر يحتاج الطبيب إلى مساعدة من صورة أشعة. لكن الأطباء يستطيعون حتى سماع الورم كما يقول الدكتور ألكسندر موندينغر، أخصائي الأشعة في مستشفى أوزنابروك "في الفحص العادي يُمرِّر الطبيب رأس جهاز الموجات فوق الصوتية "الأولتراشل" فوق الثدي، فيرسل هذا موجات صوتية إلى عمق الثدي، فيرجع الصدى عن تركيبة الثدي. هذا الصدى عبارة عن معلومات من بعض المقاطع في الثدي على شكل طبقات رقيقة جدا، يمكن للطبيب تكوين استنتاجاته منها".

فحص الأشعة لا يناسب المرأة الشابة

وسواء استخدم الطبيب الأشعة أو جهاز الموجات فوق الصوتية، فإن لكل طريقة مزاياها. فالأشعة قادرة على الكشف عن أورام سرطان الثدي في مراحلها الأولى. أما الفتيات الشابات، فالأفضل فحصهن بجهاز الموجات فوق الصوتية لأن نسيج الثدي يكون أكثر صلابة وكثافة. كما يمكن للأطباء معرفة ما إذا كان الورم خبيثا أم حميدا بدون الحاجة إلى أخذ عينة من نسيج الثدي.

وحتى حين يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة، فإن تقنية الموجات فوق الصوتية مفيدة أيضا "يمكن اليوم أخذ عينة من نسيج الثدي برأس إبرة وتحديد المكان بدقة متناهية بالمليمترات وبما أن أخذ العينة يتم بالتخدير الموضعي، فإن المرأة لا تشعر بأي نوع من الألم"، كما يقول الدكتور ألكسندر موندينغر.

وقد أظهرت الدراسات أن استخدام الأطباء لآليات الفحص الثلاث، اللمس والنظر والسمع بالأشعة والموجات فوق الصوتية، يمكنهم من اكتشاف 95 بالمائة من الأورام. لكن في الواقع يتم حتى الآن الاعتماد على الأشعة بالدرجة الأولى بسبب التكلفة العالية لأجهزة الموجات فوق الصوتية.

وقد يتغير هذا الأمر بعد اختراع جهاز جديد يطلق عليه اسم "الماسح الآلي لحجم الثدي" يستطيع القيام بمسح شامل للثدي بشكل ثلاثي الأبعاد. ويشرح الدكتور ينز أوفه بلومر من المدينة الطبية لعلاج أمراض الثدي في برلين، حيث يوجد الجهاز الجديد، كيفية عمله :"تستلقي المرأة على ظهرها، تماما مثلما هو الحال عند إجراء فحص الموجات فوق الصوتية العادي، ويوضع رأس الماسح الكبير فوق صدرها ويبدأ بعملية مسح الثدي تلقائيا. تشعر المرأة بضغط خفيف على الصدر، لكنه غير مؤلم. والفحص خال تماما من الأشعة. بعد الفحص يجلس الطبيب مع المرأة ويناقشان النتيجة".

26 جهازا في ألمانيا برمتها

إضافة إلى ذلك يمكن للأطباء تخزين هذه المعلومات والاحتفاظ بها للمستقبل: "مثلا عند إجراء الفحوص الوقائية في السنوات المقبلة، نعثر أحيانا على تغيّر طفيف في الثدي، وهذا التغيّر يمكننا التأكد منه بعد مقارنة صوره بالصور السابقة الموجودة في الأرشيف".

ويضيف ينز أوفه بلومر عن مزايا هذا الجهاز الذي بُدء باستخدامه لأول مرة في السنة الماضية في مدينة بيليفيلد ويوجد منه اليوم 26 جهازا في جميع ألمانيا: "هذه الطريقة تناسب بالدرجة الأولى المريضة التي تم التأكد من وجود ورم في ثديها، لأن الجهاز قادر على الكشف عن وجود أورام أخرى وعن تحديد موضع الورم بدقة متناهية. ومن غير الواضح بعد إذا كان الجهاز يناسب امرأة ثديها طبيعي. لكن أعتقد أنه مناسب رغم عدم إثبات ذلك بعد". ويعكف بلومر وزملاؤه حاليا على فحص "ماسح الثدي" هذا للتأكد من أنه فعلا أفضل من جهاز الموجات فوق الصوتية العادي، وأنه قادر على التعرف على الأورام الصغيرة جدا.

سابينة كينكارتس/ عبد الرحمن عثمان

مراجعة: طارق أنكاي