جهود تسليح أوكرانيا وسط معلومات بنشر روسيا لصواريخ إسكندر
٢٤ أبريل ٢٠٢٢
اتهمت أوكرانيا روسيا بنشر منظومة صواريخ إسكندر وسط تتكاثف جهود الدول الغربية لتزويد كييف بأسلحة أكثر تطورا، فيما يُتوقع وصول وزيرَي الخارجية والدفاع الأمريكيين اليوم الأحد إلى كييف تزامنا مع عيد الفصح الأرثوذكسي.
إعلان
قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية اليوم الأحد (24 أبريل/ نيسان 2024) إن روسيا نشرت قاذفات صواريخ إسكندر-إم المتنقلة على بعد 60 كيلومترا من الحدود الأوكرانية. وفي تحديثها الصباحي اليومي عن تطورات الحرب قالت القوات المسلحة الأوكرانية "زاد العدو من عدد القوات في منطقة بيلغورود من خلال نقل وحشد وحدات إضافية" دون تقديم مزيد من التفاصيل حول موقع نشرها. ولم يتسن التحقق حتى الآن من صحة التقارير، كما ولم يصدر رد فعل بعد من موسكو. ومدينة بيلغورود هي المركز الإداري لمنطقة بيلغورود الروسية شمالي الحدود مع أوكرانيا.
وحل صاروخ إسكندر، وهو نظام صاروخي باليستي متحرك أطلق عليه حلف شمال الأطلسي اسم إس.إس-26 ستون، محل صاروخ سكود السوفيتي. ويصل مدى صواريخ إسكندر ثنائية التوجيه إلى 500 كيلومتر ويمكنها حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية.
وقالت روسيا يوم الجمعة إنها تريد السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل. وتقول كييف إن هذا يُظهر أن موسكو لديها أهداف أوسع من هدفها المعلن المتمثل في نزع سلاح أوكرانيا و"تخليصها من النازيين". وتصف أوكرانيا والغرب الغزو، الذي دخل شهره الثالث الآن، بأنه حرب عدوانية غير مبررة.
في سياق متصل، ينتظر وصول وزيرَي الخارجية والدفاع الامريكيين اليوم الأحد إلى كييف، يوم عيد الفصح الأرثوذكسي، في أول زيارة أمريكية لأوكرانيا بعد شهرين بالضبط من اندلاع الحرب التي ما زالت مستعرة في شرق البلاد وجنوبها. ويصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى كييف لمناقشة شحنات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا، على ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي السبت أن بلاده زودت حتى الآن أوكرانيا أسلحة قيمتها 1.6 مليار دولار لمساعدتها في مواجهة الغزو الروسي.
من جانبها، بدأت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) تزويد مدينة كييف قاذفات صواريخ إس-300 لدفاعاتها الجوية. لكن كييف ستحتاج أيضا إلى أسلحة متطورة أخرى بما فيما مدافع هاوتزر، بحسب خبراء.
كما أعلنت فرنسا أنها ستسلم صواريخ ميلان المضادة للدبابات ومدافع قيصر. ويفترض أن يتدرب جنود أوكرانيون في فرنسا على طريقة التعامل معها اعتبارا من السبت.
في شرق أوكرانيا وجنوبها، وهما منطقتان تسيطر عليهما القوات الروسية إلى حد كبير، تستمر المعارك العنيفة. وقال الجيش الروسي صباح السبت إنه نفّذ 1098 هجوما بالمدفعية والصواريخ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وكتب حاكم منطقة لوهانسك في الشرق سيرغي غايداي على تلغرام "إنهم يقصفون كل شيء حرفيا... طوال الوقت، على مدار الساعة"، داعيا السكان إلى إخلاء المنطقة. ثم أعلن مقتل شخصين وإصابة اثنين في زولوتي إثر قصف مدفعي روسي.
وفي منطقة لوهانسك، قتل ستة مدنيين بقصف روسي قرب بلدة غيرسكي. وبحسب زيلينسكي، "استهدفت سبعة صواريخ أوديسا" السبت بينها صاروخ "طال مبنى سكنيا" و"صاروخين أسقطتهما" منظومة الدفاع الجوّي الأوكراني. وقتل ثمانية أشخاص على الأقل في ضربات روسية على هذه المدينة الساحلية الواقعة في جنوب أوكرانيا، وفق حصيلة للرئاسة الأوكرانية.
من جانيها، قالت وزارة الدفاع الروسيّة إن "القوات المسلحة الروسية عطلت اليوم، باستخدام صواريخ عالية الدقة وبعيدة المدى، محطة لوجستية في مطار عسكري قرب أوديسا، حيث تم تخزين مجموعة كبيرة من الأسلحة الأجنبية التي سلمتها الولايات المتحدة ودول أوروبية". وفي غضون ذلك، ما زالت مفاوضات السلام في مراحلها الاولى، خصوصا أن روسيا تبدو، في الوقت الراهن، كأنها لم تحقق أهدافها العسكرية.
ح.ز /ع.غ (رويترز/ أ.ف.ب / د.ب.أ)
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.