جهود دبلوماسية مكثفة لإخراج لبنان من مأزقه السياسي
٢٢ نوفمبر ٢٠٠٧في ذكرى الاستقلال الذي يصادف اليوم الخميس وعشية اليوم الأخير في فترة ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود، يبدو أن التدخل الخارجي في شئون لبنان "المستقل" حقيقة لا مفر منها، لاسيما في ظل استمرار الخلاف بين الفرقاء اللبنانيين وعدم توافقهم في الآراء بشأن مرشح يحظى بقبول اللاعبين الكبار.
في هذا السياق، قال الخبير القانوني زياد بارود لوكالة الأنباء الألمانية إن لبنان حتى الآن لم يستقل بشكل كامل كما أنه لا يتمتع بسيادة كاملة، مشيرا إلى أن هذا الأمر "يتجسد بكل وضوح في عجز زعمائنا عن الوصول إلى إجماع بشان مرشح رئاسي لإنقاذ البلاد من أزمة".
أزمة فراغ دستوري تلوح في الأفق
وعلى ضوء الأخبار الواردة من لبنان والتي تفيد بإحتمال إرجاء جلسة مجلس النواب التي كان من المقرر عقدها غدا الجمعة كموعد أخير لانتخاب رئيس للبلاد، فإن كل الاحتمالات في الساعات القليلة القادمة تظل مفتوحة وكل السيناريوهات تظل ممكنة، اسوأها إذا ما فشل الفرقاء اللبنانيون في التوافق على رئيس للبلاد يسد الفراغ في في قمة هرم السلطة. هذا الفراغ الذي سيعنى في حالة حدوثه تفاقم الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان منذ حوالي عام والتي تعد الأسوأ من نوعها منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 1990. ويتوقع المراقبون أن الفشل قد ينجم عنه تشكيل إدارتين متنافستين للبلاد، ما يعني زيادة مخاطر اندلاع أعمال عنف.
ووفقا للدستور اللبناني، تتسلم الحكومة القائمة مؤقتا صلاحيات الرئاسة في حال عدم حصول انتخابات حتى انتخاب رئيس جديد. لكن الاشكالية هنا تكمن في أن الرئيس الحالي والمعارضة يعتبران الحكومة الحالية برئاسة فؤاد السنيورة "غير شرعية وغير دستورية وغير ميثاقية". وهدد لحود الذي تنتهي ولايته الدستورية ليلة الجمعة/ السبت إنه سيقوم بواجباته في حال عدم التوافق على رئيس للبلاد، لكنه لم يحدد الإجراءات التي سيقوم بها. وكان قد أكد الأربعاء الماضي أنه سيتخذ إجراءات "إذا ما تعذر تسليم مسؤولياته الدستورية إلى رئيس وفاقي تلتف حوله الغالبية العظمى من اللبنانيين".
جهود دبلوماسية مكثفة
وفيما يتجه الوضع اللبناني نحو مزيد من التعقيد، تكثف الأطراف الدولية المعنية بالشأن اللبناني جهود الوساطة. واستمر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي يقوم منذ يوم الأحد بجولات مكوكية بين السياسيين اللبنانيين المتصارعين في جهوده هو ونظيره الاسباني ميجيل انخيل موراتينوس. ووصل وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما للانضمام إلى جهود اللحظة الأخيرة الأوروبية.
وتوقف المحللون عند تدخل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الشخصي في الملف اللبناني عبر الاتصالات الهاتفية التي أجراها في اليومين الماضيين وشملت الرئيس السوري بشار الأسد والنائبين العميد ميشال عون وسعد الحريري، والتي أسفرت على ما يبدو عن لقاء بين النائبين وصفته صحيفة السفير اللبنانية اليوم الخميس بأنه "حوار طرشان". واعتبر المراقبون تدخل الرئيس الفرنسي دليلا على القلق الدولي من تصاعد الأزمة في لبنان.