جوارب الصوف وجرعات الأمل....وصفات لعلاج ضحايا قصص الحب الفاشلة
١٢ ديسمبر ٢٠٠٩ابتكرت سيدة ألمانية وسيلة للتخلص من الهموم الناجمة عن علاقات الحب الفاشلة. وتبدأ طريقة المعالجة الجديدة والغريبة هذه بارتداء زوج من جوارب من الصوف، خصصتها اليزابث شتوفل لويفر لزائريها ليلبسوها عندما يخلعوا أحذيتهم خارج الـعيادة النفسية، التي أنشأتها لعلاج المهمومين ممن أصيبوا بخيبة أمل بعد الانفصال عن أحبائهم.
وغالباً ما يغادر الشخص المهموم عيادة السيدة لويفر بجرعة جديدة من الأمل بعد أن يكون قد تخلص من كثير من همومه قبل الجلوس للحديث إلى السيدة لويفر. لا يكاد يكون هناك شخص لم يعش قصة حب فاشلة ولو مرة واحدة في حياته. وعن ذلك تقول السيدة لويفر:"البعض يجتاز هذا الفشل دون ضرر يذكر، أما البعض الآخر فيحتاج للمساعدة ليتجاوزه". واختارت لويفر لـ"عيادتها" حياً راقياً من أحياء مدينة فرايبورغ الألمانية. وتقول لويفر:"يود كل من يأتي إلي أن يتحدث إلى شخص يثق به". لذلك فإن السيدة لويفر تجيد الاستماع للآخرين.
عزلة وانفراد
وعن المشاكل التي يواجهها كسيرو القلوب بعد علاقات الحب الفاشلة تقول لويفر: "يمكن أن تدفع قصة الحب الفاشلة والانفصال المفاجئ عن شريك الحياة إلى أزمة عميقة فالكثيرون يشعرون بأنهم عاجزون عن التصرف ولا يتبقى لديهم أي رغبة في الحياة ويفضلون الانطواء والعزلة". إنها بعض تداعيات العلاقات الفاشلة، يضاف إلى ذلك إصرار أصحاب هذه العلاقات على رفض الدعوات الموجهة إليهم بالانخراط مع الآخرين. كما يصبح اليوم الوظيفي بمثابة عذاب لهم، ما يهدد بالانعزال الاجتماعي التام. وتشير لويفر إلى أن خطر الإصابة بالاكتئاب نتيجة الصدمة الناشئة عن الفشل العاطفي كبير.
عيادة القلوب الكسيرة
أصبحت الأخصائية النفسية لويفر تركز على قضية كانت تعتبر هامشية في نظر الكثيرين ثم أصبحت تدر عائدا لا بأس به على "المستمعة لويفر". وقد فتحت أول عيادة لأصحاب القلوب الكسيرة في هامبورغ ثم برلين وميونيوخ وشتوتغارت وغيرها من المدن الألمانية. كان هناك فراغ في هذا المجال وحاجة إلى مثل هذا النوع من العيادات. وعن هذا يقول فيرنر فايسهاوبت، رئيس اتحاد أصحاب العيادات النفسية في هانوفر:"يبدو أن هناك حاجة للكثير من مثل هذه العيادات"، مضيفاً بالقول: "عندما ينفصل الناس عن محبيهم رغماً عنهم فإن الكثير من هؤلاء الناس يشعرون وكأنهم تركوا لمواجهة همومهم وحدهم".
وخاضت لويفر مجالات متعددة قبل أن تفتح هذه العيادة، حيث درست الفلسفة ثم اللغة الألمانية وآدابها ثم الجغرافيا ثم أعطت دروسا في اللغة الألمانية لغير الألمان ثم حصلت على دورات في علم النفس ثم عملت لدى إحدى المؤسسات الكنسية. وافتتحت لويفر هذه العيادة قبل نحو عام، غير أنها تقول إنها لا تستطيع الاعتماد على هذه العيادة وحدها لتدبير أمور حياتها. وتقول لويفر إن 11 "مهموما معظمهم من النساء في سن 30 إلى 50 عاما ترددوا عليها حتى الآن واستلقوا على "سرير الفضفضة" وأنها تحصل على 60 يورو في الساعة من المرضى. وتسارع لويفر للإشارة إلى أن الرجال ليسوا محصنين ضد هموم الحب، "غير أنهم يتحرجون أكثر من التحدث عن هذه الهموم".
(ع.غ/ د ب أ)
مراجعة: هشام العدم