بعد المذبحة التي شهدتها باريس أخيرا، تركزت الأنظار على جواز سفر سوري، يرجح أن يكون لأحد الذين قدموا طلب على اللجوء في اليونان قبل المجيء إلى فرنسا. موقع فضائية الجزيرة سخر من إعلان سلطات الأمن الفرنسية بشان العثور على جواز السفر ( يوم الأحد 15/11/2015 ) واعتبر أن "العثور على جواز سفر سوري بجوار جثة أحد الانتحاريين الذين نفذوا هجمات باريس فجر طاقة السخرية لدى السوريين". وقد يتساءل المرء ما إذا كانت متابعة خيط هذا الجواز ستوصل أجهزة الأمن إلى الإرهابيين الذين قاموا بالهجمات.

هناك صفحات متعددة على فيسبوك، تنشر تسهيلات ومعلومات وتفاصيل عن طرق اللجوء وكيفية التعامل مع القوانين في ألمانيا والسويد خاصة. وهي تحث الراغبين في اللجوء على مراجعة صفحات القوانين الخاصة باللجوء، بل ان بعضها يترجم وينشر مقاطع من القوانين الألمانية الخاصة وبيانات من مواقع ألمانية بما في ذلك DW عربية. احد هذه البوستات ظهر يوم (15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015) بالشكل التالي:

"خبر جيد للاجئين فى ألمانيا

إن اللاجئين مكسب لألمانيا وفرص عمل كبيرة لهم فى السنين القادمة
قال وزير الاقتصاد الألماني ونائب المستشارة زيغمار غابرييل إن الاقتصاد الألماني قوي وإن زيادة الإنفاق الحكومي على اللاجئين من شأنه العمل كحزمة تحفيز لأكبر اقتصاد في أوروبا ويوفر 400 الف فرصة عمل خلال العامين القادمين ويشكل نموا جيدا للاقتصاد الألماني. المصدر DW."

إلى هنا تبدو الحكاية جميلة خاصة أنّ الجانب الوردي فيها هو الأبرز، ولكن ما تفعله صفحات أخرى على فيسبوك يحمل طابع التزوير ويمكن وصفه بأنه يشكل صورة لعمليات تهريب دولية منظمة مدفوعة الأجر.

إحدى تلك الصفحات نشرت بوست توجيهي نقتطع منه هذا القسم:

" للسوريين والفلسطينيين السوريين"

لدينا أوراق خاصة من أجل لم الشمل

ولكل من يحتاجون لأوراق ثبوتية للجوء أو لأي غرض خارج قنصليات النظام...

تجديد - تمديد جواز السفر / لصاقة نظامية 150 $ - لصاقة عادية 100 $

بيان عائلي - مصدق من الخارجية 50 $

عقد زواج - مصدق من الخارجية 50 $

لا حكم عليه / محكوم - غير محكوم/ 50 $

وفي مكان آخر يعرض البوست:

اخراج قيد فلسطيني سوري - مصدق من الخارجية 50 $

بيان زواج فلسطيني سوري - مصدق من الخارجية 50 $

عقد زواج فلسطيني سوري - مصدق من الخارجية 50 $

شهادات بكالوريا - مصدق من الخارجية 100 $

ترجمة اي وثيقة من سوريا مع التصديق من الخارجية 50 $

جواز جديد 1500 $

" للتنويه "

هذه الأوراق نظامية الصنع لكن لا يوجد لها قيود لدى النظام أي لا تستطيع التعامل بها ضمن قنصليات النظام..

للتواصل والاستفسار عبر الاتصال حصراً، 0090 هاتف - فايبر - واتساب – لاين "

سوق الوثائق بالدولار!

انه سوق الوثائق السورية، وقراءة العرض بالتفصيل تكشف عن التالي:

*اغلب من وصلوا أوروبا يحملون وثائق سوريّة وهذا لا يعني أبدا أنهم سوريون، إنما فعلوا ذلك لأن شروط اللجوء في ألمانيا وأوروبا تعطي أولويات اللجوء للمواطنين السوريين بسبب ظروف الحرب التي تضرب بلدهم.

*الوثائق مصدقة من وزارة الخارجية السورية، لكن البوست ينبه أنه لا أصول لهذه الأوراق، وبالتالي فهي ليست صادرة عن وزارة الخارجية السورية وغير نافذة في قنصلياتها وسفاراتها عبر العالم.

*الهاتف المعروض في الإعلان يبدأ بكود الاتصال الدولي التركي، ويحمل اسم شخص ما.

كاتب التقرير حاول الاتصال بصاحب الصفحة وسأل في مكتوب عن التسهيلات المعروضة وعين كيفية التوصل بالوثائق المعروضة وأيضا عن مجمل المبلغ المطلوب فلم يتوصل بجواب عن الأسئلة.

ضمانات لدخول معاهد اللغة الألمانية !

تتولى صفحة أخرى تقديم عروض للدراسة، ولم يمكن التأكد من أنها ضمنت فعلا قبول البعض في معاهد اللغة الألمانية

" لكل طالب أنهى البكلوريا الليبية أو السورية أو التركية أو السودانية
ويطمح للحصول على قبول جامعي لأفضل رغبة في الجامعات الألمانية

مهما كانت جنسيتك : سوري - عراقي - ليبي - مصري لا فرق ..

ستحصل على قبول من طرف أحد معاهد اللغة الألمانية في احدى الولايات الألمانية القريبة من الجامعة التي تطمح للدراسة فيها، إضافة إلى تأمين سكن مناسب للطالب وتنسيق الأوراق اللازمة للمقابلة في السفارة الألمانية في تركيا

التواصل هاتفياً لأخذ موعد مع مستشار القبولات الجامعية في مركز... 0090" وهو رقم تركي أيضا.

إعلانات مبوبة

وعلى نفس الصفحة تظهر بوستات وإعلانات من مشاركين ومتابعين للصفحة منها:

" السلام عليكم
حدا يجاوبني اذا سمحتو!
"جوزي انمسك بمطار فرنسا وهوه على اساس طالع على بريطانيا كان معه جواز مزور وبصمو جنائي البصمه بتلتغى بالدول الاخرى أم لا ؟" .

وهناك عروض بيع منها:

" يتوفر لدينا شقق للبيع في جميع المناطق بتركيا حسب طلب العميل ( جديد او قديم )" .

ومعروض مع الإعلان ثلاثة أرقام هاتف تبدأ ب 0090.

السويد أغلقت الحدود اذهبوا إلى النرويج أو فنلندا !

صفحة تخص اللجوء إلى السويد عرضت البوست التحذيري التالي:

" سيتم تشديد التفتيش في المنافذ الحدودية مع السويد اليوم. على ضوء ذلك يكون أمام طالبي اللجوء الآن ثلاثة خيارات: الأول هو التقدم بطلب للحصول على حق اللجوء في السويد، أما الثاني هو العودة إلى الوطن أما الخيار الثالث هو مواصلة الطريق وعليهم وجود منفذ آخر من خلال النرويج أو فنلندا. سوف لن يسمح لطالبي اللجوء الذين لا يحملون بطاقات هوية، أو أولئك الذين لا يرغبون في تقديم طلب الحصول على اللجوء في السويد، بعبور الحدود السويدية الفنلندية."