1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جوجل تدشن أضخم مكتبة في التاريخ

٢ مارس ٢٠٠٥

قامت صفحة البحث جوجل في خطوة هي الأولى من نوعها بتصوير ملايين الكتب في أمريكا وبريطانيا ووضعتها تحت تصرف الباحثين. الدول الأوروبية تتخوف من أن يفوتها قطار التقدم. وفرنسا وألمانيا تسعيان لإنقاذ الثقافة الأوروبية.

مكتبة الدوقة آنا آماليا التاريخية في مدينة فايمر الالمانيةصورة من: AP

تسعى شركة جوجل العملاقة للبرمجيات منذ دخولها سوق البورصة العالمي في الصيف الماضي إلى جذب عدد أكبر من المستخدمين إلى برامجها من خلال تحسين خدماتها المجانية. فكلما زاد عدد مستخدمي محرك البحث "جوجل"، كلما ساعد ذلك على ارتفاع أسهم الشركة في البورصة. وقبل شهرين نجحت جوجل في تدشين خدمة جديدة للبحث عن الكتب بمختلف تخصصاتها، فيستطيع المستخدم إدخال بعض المواضيع ويقوم محرك البحث جوجل بعرض مختلف الكتب التي تناولتها سواء كانت كتبا علمية أو أدبية أو تاريخية أو غيرها. والخدمة الجديدة لا تزال قيد التطوير، إلا أنها واعدة حيث ستتيح للمستخدم العثور على مصادر جيدة للموضوع قيد البحث، خاصة وأن هذه الخدمة تشمل كلاً من الكتب المنشورة حديثاً وتلك التي نفذت من الأسواق.

"لاري بيج" و"سيرجي بين" مؤسسا شركة جوجلصورة من: AP

وقد نجحت جوجل في تقديم هذه الخدمة المجانية بعد إبرام اتفاقات مع الناشرين، تستطيع جوجل بموجبها تصوير الكتب وفهرستها وتخزينها في بنك معلوماتها حتى يمكن البحث داخلها. والخطوة الحاسمة كانت إعلان الجامعات الأمريكية والبريطانية الرائدة عن موافقتها على إتاحة الفرصة لاستخدام فهارسها عبر الإنترنت. فوضعت كل من جامعة ستاندفورد وهارفارد وأوكسفورد، إضافة الى مكتبة جامعة ميشيغان ومكتبة نيويورك العامة معظم كتبها تحت تصرف صفحة البحث جوجل.

وعلى إثرها بدأت شركة جوجل بتصوير ما يقرب من 15 مليون كتاب وتخزينها على شبكة الإنترنت. الأمر الذي يمكّن الباحث من الوصول إلى الكتب التي يبحث عنها. وجوجل تقدم لائحة مرتبة للكتب مجاناً، أما قراءتها فتعتمد على حقوق النشر، فالكتب القديمة يمكن قراءاتها مباشرة على شبكة الإنترنت وذلك لسقوط حقوق النشر مع تقادم السنين. أما بالنسبة للكتب الحديثة فإن الأمر مختلف، لأن الاتفاقيات التي أبرمتها جوجل مع دور النشر تنص على المحافظة على حقوق الطبع والتوزيع للناشر، ولذا فإنه يمكن قراءة نبذة عن الكتاب أو بعض المعلومات الشخصية عن المؤلف فقط. وبعد انتهاء هذا المشروع الكبير سيكون بإمكان الباحث الوصول الى ما يقرب من 4.5 مليار صفحة كتاب من خلال جوجل.

انتقادات أوروبية

هل ستحل خدمة جوجل محل المكتبات التقليدية؟

برغم الثورة التي ستدخلها الخدمة الجديدة على البحث العلمي انتقد مدير مكتبة باريس العامة جين- نويل جينيني وبشدة ما تقوم به صفحة جوجل. واعتبر أن القارة الأوروبية في موقع المنسي في هذا المجال. لأن الوصول الى الكتب الإنجليزية عبر الإنترت سيؤدي الى إهمال الكتب باللغات بالأخرى، الأمر الذي سيؤثر وبطريقة سلبية على الأجيال القادمة لأنها ستعتمد على المراجع الإنجليزية أكثر منها على المراجع الأخرى. فجينيني يرى أن الحصول على المعلومات عبر الإنترنت لا مجال لحصره، الأمر الذي سيخول صفحة جوجل سلطة السيطرة على نشر الكثير من المعارف وبالطريقة التي تراها مناسبة. وبما أن الأفضلية ستكون لمشروع جوجل الإنجليزي فإن ذلك سيؤثر سلبا على الثقافات الأخرى، كالأوروبية مثلا. ولذا يجب على الأوروبيين، حسب رأي جينيني، تحصين أنفسهم بمشروع مواز قبل أن يفوت الأوان.

ويبدو أن كلمات جينيني ليست فقاعات هواء وإنما تعبير عن وضع عام قد يضر بثقافة أوروبا التاريخية. فلقد وجدت كلمات جينيني صدى لها في ألمانيا حيث قال شتيفان يوكل المتحدث الرسمي باسم مديرة المكتبة الألمانية العامة في فرانكفورت "ان مطلب جينيني لبدء مشروع مواز هو مطلب هام وله كل الحق في أن يتلقى الدعم الكافي من قبل الإتحاد الأوروبي".

محاولات على الطريق

صورة من: AP

يوجد في العديد من دول الإتحاد الأوروبي الكثير من المبادرات القائمة على إدخال المعلومات لشبكة الإنترنت من أجل الوصول اليها الكترونيا. وهناك في ألمانيا مجموعة عمل تقوم على تطوير مشروع وطني لهذا الغرض، حيث يمكن قراءة بعض المجلات عبر الإنترنت. إلا أنه مشروع صغير إذا ما قورن بمشروع جوجل، نظراً إلى التكاليف المادية وكذلك الى احتفاظ دور الطباعة بحقوق النشر.

كذلك لا يزال الأمل قائما في نجاح مشروع المكتبة الأوروبية العامة، والتي ستبدأ الشهر القادم بإدخال عدد كبير من الكتب والمعلومات الى شبكة الإنترنت. لكن هذا المشروع يبقى وليدا بالمقارنة مع ما تقوم به جوجل، التي تعمل على نشر ما يقرب من 5000 كتاب على صفحتها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW