في ظل غياب أي مؤشرات لاتفاق هدنة، تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث بلغ الجوع وسوء التغذية مستويات غير مسبوقة. وتتعالى الأصوات الدولية مطالبة بتسريع آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الظروف الحالية في غزة تهدد بدفع ما يقرب من نصف مليون شخص إلى المجاعة بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول.صورة من: Mahmoud Abu Hamda/Anadolu/picture alliance
إعلان
"نحن نموت، أطفالنا يموتون ولا نستطيع فعل أي شيء"، بهذه الكلمات العفوية عبر الغزاوي زياد مصلح عن حجم المعاناة التي تعيشها عائلته، بعد نزوحها من شمال القطاع إلى وسطه. وقال زياد في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "أولادنا يبكون ويصرخون يريدون طعاما، ينامون بالألم والجوع وبطونهم فارغة".
تتكرر صرخات زياد وغيره من سكان القطاع، الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، بسبب انخفاض مخزون المواد الغذائية، ما أدى، بحسب الأمم المتحدة، إلى ارتفاع هائل في أسعار السلع القليلة المتوفرة في الأسواق.
وحذر مدير برنامج الغذاء العالمي، كارل سكاو، الذي زار مدينة غزة مطلع الشهر الجاري، قائلا: "الوضع هو الأسوأ الذي رأيته في حياتي".
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الأسبوع الماضي إن فرقها العاملة في غزة تشهد أعلى عدد من حالات سوء التغذية التي سُجلت على الإطلاق في القطاع.
إعلان
الحصول على الدقيق.. بات مستحيلا
يتزامن هذا الوضع مع غياب أي بادرة إيجابية بشأن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وسط مخاوف من تسارع وتيرة الجوع.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في وزارة الصحة الفلسطينية قولهم إن مئات الأشخاص قد يلقون حتفهم قريبا، مع اكتظاظ المستشفيات بمرضى يعانون من الدوار والإعياء بسبب شح الطعام وانهيار عمليات إيصال المساعدات.
ويقول سكان غزة إن العثور على أغذية أساسية مثل الدقيق (الطحين) بات مستحيلا. وقال عدد من السكان لرويترز عبر تطبيقات التراسل إن بعضهم لم يتناولوا سوى وجبة واحدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بينما قال آخرون إنهم لم يتناولوا أي طعام على الإطلاق.
وحاولت منظمات الأمم المتحدة عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي حشد الدعم الدولي لإدخال مساعدات إلى غزة. ففي تغريدة، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا): "حشود من الرجال والنساء والأطفال جوعى في غزة ينتظرون القليل من الطعام. يمضي البعض أياما دون طعام"، وأرفقت التغريدة بصور لسكان في حالة بؤس شديد.
كما نشرت الأمم المتحدة تغريدة أخرى نقلت فيها عن جولييت توما، مديرة الاتصال في الأونروا، قولها إن "طفلا من كل عشرة أطفال يعاني من سوء التغذية في غزة".
الطفلة رزان.. وجه الجوع
تناولت العديد من وسائل الإعلام العالمية مأساة الجوع في غزة، خاصة مع القصف الذي طال منتظري المساعدات. فقد أبرزت شبكة "سي إن إن" مأساة الطفلة رزان أبو زاهر، البالغة من العمر أربعة أعوام، والتي فارقت الحياة يوم الأحد 20 يوليو/ تموز الجاري بسبب سوء التغذية والجوع. وقالت الشبكةإنها كانت قد التقت بها قبل شهر، وكانت تعاني من ضعف شديد.
كما نشرت شبكة "بي بي إس" الأمريكية تقريرا مصورا بعنوان "فلسطينيون يصفون المخاطرة بالموت للحصول على المساعدات الغذائية في غزة".
وفي ألمانيا، نشر موقع "القناة الثانية الألمانية" (ZDF) تقريرابعنوان "الأمم المتحدة تنتقد إسرائيل بعد طلقات مميتة على جائعين".
وكان برنامج الغذاء العالمي قد أعلن أن 25 شاحنة مساعدات دخلت لتقديم الدعم لـ"مجتمعات تعاني الجوع الشديد"، لكنها واجهت حشودا ضخمة تعرضت لإطلاق نار. ووصف البرنامج العنف ضد الباحثين عن المساعدة بأنه "غير مقبول تماما".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق طلقات تحذيرية "لإزالة تهديد فوري"، لكنه نفى ارتفاع عدد القتلى. وأكدت إسرائيل مرارا أن قواتها تعمل بالقرب من مواقع الإغاثة لمنع وصول الإمدادات إلى أيدي المسلحين في غزة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان "في أعقاب الوقائع التي ورد أنها تسببت في إلحاق الضرر بمدنيين وصلوا إلى مرافق التوزيع، أجريت تحقيقات شاملة في القيادة الجنوبية"، مضيفا أن مثل هذه الوقائع قيد المراجعة من الجيش.
تشكو منظمات أممية ومنظمات إنسانية من انخفاض مخزون المواد الغذائية في قطاع غزة.صورة من: picture alliance / Anadolu
إعلان المجاعة؟
ولم تصدر وكالات الأمم المتحدة حتى الآن إعلانا رسميا عن المجاعة في غزة، ويتوقف مثل هذا الإعلان على مجموعة من المعايير التي تقيس مدى الجوع الذي يعاني منه السكان ويجري تقييمه من خلال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، بحسب رويترز. التي أضافت أن تقريرا نشرته منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي في يونيو/حزيران الماضي يشير إلى أن ما يقرب من 500 ألف يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وهو أسوأ مرحلة من مراحل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الخمس من حيث الشدة.
وأشار التقرير إلى أنهم سيكونون عرضة لخطر المجاعة بحلول نهاية سبتمبر/أيلول المقبل إذا لم يكن هناك تدخل عاجل.
وكانت إسرائيل قد أغلقت المعابر وأوقفت جميع عمليات تسليم المساعدات إلى غزة في الثاني من مارس/آذار الماضي، بينما صرّح مسؤولون إسرائيليون بأن حماس تسرق المساعدات وتستخدمها لتزويد مقاتليها، دون تقديم أدلة تدعم هذا الادعاء. وتنفي حماس ذلك.
يشار إلى أن حركة حماس هي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
تحرير: عارف جابو
جائزة الصورة الصحفية العالمية: أحداث حول العالم في صور
تُمنح جائزة الصورة الصحفية العالمية كل عام لأفضل المصورين الصحفيين في العالم. فيما يلي بعض الفائزين - و"صورة العام 2025".
صورة من: Samar Abu Elouf/The New York Times
محمود عجور.. ضحية الحرب
حصلت هذه الصورة للطفل محمود عجور (9 أعوام) من غزة على الجائزة الكبرى. فقد محمود ذراعيه في غارة إسرائيلية على مدينة غزة في آذار/مارس 2024، وأصبح يعتمد الآن على قدميه. هذه الصورة التقطتها المصورة سمر أبو العوف لصحيفة نيويورك تايمز. وهي تُظهر بحسب لجنة التحكيم "آثار الحرب والصمت الذي يجعل من العنف أمراً مستمراً".
صورة من: Samar Abu Elouf/The New York Times
جفاف في منطقة الأمازون
يمشي هذا الشاب عبر مجرى نهرٍ جافٍ ليحضر الطعام إلى والدته في قرية برازيلية. أدى الجفاف في حوض الأمازون إلى جعل السفر بالقوارب مستحيلًاً. هذه الصورة الملتقطة بعدسة موسوك نولت (بانوس بيكتشرز، مؤسسة بيرثا) فازت بجائزة "وورلد برس فوتو" المخصصة لمنطقة أمريكا الجنوبية وتُظهر آثار تغير المناخ على المجتمعات المرتبطة بالطبيعة، بحسب ما رأت لجنة التحكيم.
صورة من: Musuk Nolte/Panos Pictures/Bertha Foundation
عبور الحدود أثناء الليل
فازت هذه الصورة الملتقطة بعدسة جون مور (غيتي أيميجز Getty Images) بجائزة أفضل صورة لأميركا الشمالية والوسطى. تسلط الصورة الضوء على الزيادة الأخيرة في الهجرة من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية. يظهر في الصورة أشخاصٌ على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: John Moore/Getty Images
تحت حكم الطوارئ
التقط المصور كارلوس باريرا (El Faro, NPR) مشهد الاعتقال هذا في السلفادور. اعتقل الرجل من قبل الشرطة في اليوم الذي وافقت فيه الجمعية التشريعية السلفادورية على إعلان "حالة الطوارئ" والعمل بالأحكام العرفية للحد من عنف العصابات، وكانت النتيجة اعتقالات جماعية. منذ ذلك اليوم، تم اعتقال أكثر من 80 ألف شخص. حصلت الصورة على جائزة منطقة أمريكا الشمالية والوسطى.
صورة من: Carlos Barrera/El Faro/NPR
احتفال بالتنوع
يواجه أعضاء مجتمع الميم والمتحولين جنسيًا في نيجيريا عقوبات قاسية في حال الكشف عن علاقتهم المثلية. حصلت هذه الصورة الملتقطة بعدسة تيميلولووا جونسون على الجائزة المخصصة لأفريقيا، ويظهر فيها حفلُ رقصٍ غير مُرخَّص أثناء "احتفال الفخر" عام 2024 في لاغوس.
صورة من: Temiloluwa Johnson
قوة تامالي سافالو
لاعب كمال الأجسام تامالي سافالو يتدرب في منزله في كامبالا، أوغندا. بعد أن فقد هذا الرياضي ساقه في عام 2020، كافح من خلال رياضة كمال الأجسام للعودة إلى الحياة، وأصبح الآن أول رياضي معاق في البلاد يتنافس مع لاعبي كمال الأجسام غير المعاقين. حصلت هذه الصورة الملتقطة بعدسة مارين فيدر على جائزة "وورلد برس فوتو" لمنطقة "أفريقيا".
صورة من: Marijn Fidder
البخاخ لإبعاد اللصوص
تحمل مدينة لوبوري التايلاندية لقب "مدينة القردة" بسبب قردة المكاك ذات الذيل الطويل، والتي يقال إنَّها تجلب الحظ. ولكن أعداد هذه الحيوانات زادت كثيرًا في الآونة الأخيرة، وأصبحت أحيانًا عدوانية. في هذه الصورة، يرش رجل الكحول باتجاه القردة ليمنعها من سرقة أشيائه. الصورة الملتقطة بعدسة تشاليني ثيراسوبا (رويترز) وفازت بالجائزة المخصصة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوقيانوسيا.
صورة من: Chalinee Thirasupa/Reuters
أربع عواصف في اثني عشر يومًا
تعرضت الفلبين في خريف عام 2024 لأربعة أعاصير متتالية، تحول بعضها إلى طوفانات أسفرت عن قتل مئات الأشخاص واضطرار الكثيرين إلى الهرب وتدمير عدد لا يحصى من المنازل. ومنذ عام 2012، زاد عدد العواصف والأعاصير في المنطقة بشكل كبير، وعلى الأرجح فإن ذلك بسبب تغير المناخ. هذه الصورة الملتقطة بعدسة نويل سيليس (أسوشيتد برس) فازت بالجائزة المخصصة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوقيانوسيا.
صورة من: Noel Celis/Associated Press
أطفال خلف الجبهة
تعاني الطفلة أنيلينا (6 أعوام) من نوبات هلع ولامبالاة. وهي تعيش مع جدتها في قرية أوكرانية غير بعيدة عن جبهة القتال. وأثار دمج هيئة التحكيم هذه الصورة الملتقطة بعدسة المصور الألماني فلوريان باخماير مع صورة التقطها مصور روسي تُظهر جنديًا جريحًا حالة من الغضب. حصلت صورة باخماير على جائزة مخصصة لمنطقة أوروبا.
صورة من: Florian Bachmeier
قصة ماريا
صورة بعدسة المصورة ماريا أبرانتشيز، أطلقت عليها اسم "ماريا"، وفازت بجائزة "وورلد برس فوتو" المخصصة لأوروبا. توثِّق الصورة مصير شابة أنغولية تُدعى آنا ماريا جيريمياس، وهو المصير الذي تتقاسمه معها الكثير من النساء: فقد تم إغراؤها وهي في التاسعة من عمرها بوعود كاذبة للسفر إلى البرتغال ثم تم استغلالها كخادمة منزلية.
صورة من: Maria Abranches
الكولبار لا يعرفون الحدود
وثَّق المصور إبراهيم عليبور عمل "الكولبار"، وهم حمّالون يحملون على ظهورهم بضائع مثل الهواتف المحمولة والملابس لنقلها من تركيا والعراق إلى المناطق الكردية داخل إيران، حيث يسود الفقر ويُمنع الاستيراد. بيد أنَّ عبور الحدود في الجبال العالية عمل خطير. حصلت هذه الصورة على جائزة وورلد برس فوتو المخصصة لمنطقة غرب ووسط وجنوب آسيا.
صورة من: Ebrahim Alipoor
الانتحار بسبب الفقر
سلطت سلسلة الصور الملتقطة بعدسة سانتياغو ميسا الضوء على الحياة الصعبة التي يعيشها مجتمع إمبيرا دوبيدا البدوي الأصلي في كولومبيا. في الصورة ثلاث نساء يقفن عند قبر أختهن التي انتحرت في سن 16 عامًا. وهذا المشروع الحائز على جائزة "وورلد برس فوتو" يسلط الضوء على حالات الانتحار في بلدة بوجايا، تشوكو، والتي ارتفع عددها كثيرًا في الأعوام الأخيرة بسبب الفقر. أعده للعربية: رائد الباش