"جولة أزمة" ماراثونية لبحث الوضع في غزة.. ماذا حقق بلينكن؟
٥ نوفمبر ٢٠٢٣
يقوم وزيرة الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن بـ "جولة أزمة" ماراثونية لبحث تطورات الحرب بين إسرائيل وحماس. جولته شملت إسرائيل والمناطق الفلسطينية وبعض العواصم العربية قبل الانتقال إلى تركيا. فماذا حقق حتى الآن؟
إعلان
من عمان إلى تل أبيب ورام الله وقبرص وبغداد وأنقرة، يقوموزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن بـ "جولة أزمة" ماراثونية، لبحث تطوّرات الحرب بين اسرائيل وحماس. وتنقّل وزير الخارجية الأميركي بين الطائرة والسيارة والمروحية، بدون أن تزيد زيارته في كلّ من هذه الأمكنة على بضع ساعات.
وأعاد بلينكن التأكيد على الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل، بعد هجوم شنّته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، رافضاً فكرة وقف إطلاق النار، ومؤكداً أنّ لإسرائيل "حقّ الدفاع عن نفسها".
مساعدات إنسانية
بيد أنّ بلينكن دعا إلى "هدنة إنسانية" لحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات إلى قطاع غزة المكتظ بالسكان والذي يتعرض للقصف.
وفي الوقت نفسه، قدّم ضمانات للدول العربية والمدنيين الفلسطينيين، متعهداً "التزام الولايات المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة واستئناف عمل الخدمات الأساسية".
وغادر الوزير الأميركي فجر الأحد عمّان بعدما أجرى لقاء السبت مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، وتوجه بعد ذلك إلى تل أبيب ثمّ رام الله في الضفة الغربية المحتلة حيث التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ليعود بعدها إلى تل أبيب بعد ذلك.
وفي رام الله، كان اللقاء مع عباس "بناء" كما قال مسؤول أميركي من اوساط بلينكن. ونقل الوزير رسالة الولايات المتحدة أنّ "للسلطة الفلسطينية دورا محوريا لتقوم به" في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.
ويعرب مسؤولون أمريكيون بعيداً من الأضواء عن شكوكهم بقدرة رئيس السلطة الفلسطينية على التأثير. مع ذلك، يرغب الأميركيون في إظهار الدعم وتوجيه رسالة للفلسطينيين أن الولايات المتحدة تأخذ قضاياهم في الاعتبار، على الرغم من دعمها لإسرائيل.
زيارة مفاجئة للعراق
كما قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الأحد ( الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 20203) بزيارة لم يعلن عنها مسبقا للعراق في إطار جولته بالشرق الأوسط الهادفة لخفض التوتر بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الشهر الماضي.
ووصل بلينكن إلى بغداد مساء اليوم في أول زيارة له للعراق منذ توليه منصب وزير الخارجية الأمريكي، وأجرى على الفور محادثات مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وفي حديثه للصحفيين خلال زيارته للعاصمة العراقية بغداد، قال بلينكن إن 100 شاحنة مساعدات تتحرك الآن إلى الجيب الساحلي المحاصر، لكن "هذا غير كاف على الإطلاق".
وخلال مؤتمر صحافي مقتضب في ختام لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قال بلينكن إنه "أوضح تماماً" للسوداني "أن هذه الهجمات، والتهديدات التي مصدرها ميليشيات متحالفة مع إيران، غير مقبولة على الإطلاق".
وأضاف خلال المؤتمر قبل أن يغادر إلى تركيا، "سوف نتخذ الإجراءات اللازمة من أجل حماية" قواتنا.
ويقول مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية إن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على القوات الأمريكية وقوات التحالف تصاعدت في العراق وسوريا منذ أن شنت حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول هجمات على إسرائيل، لتشن بعدها حملة عسكرية مكثفة على غزة.
ويشار إلى أن حركة حماس، وهي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
ع.أ.ج/ أ.ح/ إ.ف (أ ف ب ، رويترز، د ب ا)
معبر رفح.. تحديات كبيرة تواجه شريان الحياة الوحيد لسكان غزة
الوضع الإنساني في غزة كارثي حسب تأكيدات منظمات مستقلة. المساعدات الإنسانية بدأت بالتدفق أخيراً عبر معبر رفح، لكن حجمها يبقى "ضعيفا" بسبب الحاجيات الكبيرة، خاصة مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
بدء تدفق المساعدات لقطاع محاصر
عشرات الشاحنات، المحملة بالمساعدات الإنسانية، دخلت إلى غزة عبر معبر رفح قادمة من مصر. الشاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وكميات من الأغذية. الأمم المتحدة تقول إن 100 شاحنة على الأقل يجب أن تدخل غزة بشكل يومي لتغطية الاحتياجات الطارئة، وسط تأكيدات أن ما دخل بعد فتح المعبر يبقى قليلاً للغاية، بينما تؤكد مصادر مصرية وجود العشرات من الشاحنات التي تنتظر دورها للعبور.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
شريان الحياة الوحيد في زمن الحرب
معبر رفح هو المعبر الرئيسي لدخول غزة والخروج منها في الفترة الحالية، بعد فرض إسرائيل "حصاراً مطبقاً" على القطاع، وقطع الكهرباء والماء والتوقف عن تزويده بالغذاء والوقود، في ظل الحرب الدائرة مع حركة حماس. لا تسيطر إسرائيل على المعبر لكنه توقف عن العمل جراء القصف على الجانب الفلسطيني منه. وبتنسيق أمريكي، تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر لدخول المساعدات، بشروط إسرائيلية منها تفتيش المساعدات.
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
"ليست مجرد شاحنات"
الخلافات على تفتيش الشاحنات أخذت وقتاً كبيرا، ما أثر على وصول سريع للمساعدات. الأمم المتحدة أكدت أن العمل جارِ لتطوير نظام تفتيش "مبسط" يمكن من خلاله لإسرائيل فحص الشحنات بسرعة. أنطونيو غوتيريش صرح من أمام معبر رفح: "هذه ليست مجرد شاحنات، إنها شريان حياة، وهي تمثل الفارق بين الحياة والموت لكثير من الناس في غزة"، واصفاً تأخر دخول المساعدات (لم تبدأ إلّا بعد أسبوعين على بدء الصراع) بـ"المفجع".
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
إجراءات مشددة منذ زمن
تشدد مصر بدورها القيود على معبر رفح منذ مدة، ويحتاج المسافرون عبره إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة ولا يوجد انتقال للأشخاص على نطاق واسع، خصوصاً في فترات التصعيد داخل غزة. دعت القاهرة مؤخراً جميع الراغبين في تقديم المساعدات إلى إيصالها إلى مطار العريش الدولي، لكنها رفضت "تهجير" الفلسطينيين إلى أراضيها ودخولهم عبر معبر رفح، واقترحت صحراء النقب.
صورة من: Majdi Fathi/apaimages/IMAGO
توافق أمريكي - إسرائيلي على معبر رفح
بعد أيام على الحرب، توافق جو بايدن وبنيامين نتانياهو على استمرار التدفق للمساعدات إلى غزة . بايدن قال إن "المساعدات الإنسانية حاجة ملحة وعاجلة ينبغي إيصالها"، وصرح مكتب نتياهو أن "المساعدات لن تدخل من إسرائيل إلى غزة دون عودة الرهائن"، لكنها "لن تمنع دخول المساعدات من مصر" بتوافق أمريكي - إسرائيلي على عدم استفادة حماس منها، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كحركة إرهابية.
صورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS
غزة بحاجة إلى وقود
رفضت إسرائيل أن تشمل المساعدات الوقود، وهو ما انتقدته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قائلة إن القرار "سيُبقي أرواح المرضى والمصابين في غزة في خطر". وكالة الأونروا أكدت أن الوقود المتوفر لديها في القطاع غزة "سينفد قريباً، ودونه لن يكون هناك ماء ولا مستشفيات ولا مخابز ولا وصول للمساعدات". لكن مدير إعلام معبر رفح البري قال إن ستة صهاريج وقود دخلت يوم الأحد (22 تشرين الأول/ أكتوبر).
صورة من: Said Khatib/AFP
دعم أوروبي لإسرائيل مع ضمان المساعدات لغزة
بعد جدل حول تجميدها للمساعدات، ضاعفت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 75 مليون يورو، مع "تأييدها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس". الاتحاد الأوروبي أكد أنه يدرس فرض "هدنة إنسانية للسماح بتوزيع المساعدات". ألمانيا علقت المساعدات التنموية للفلسطينيين لكنها أبقت على الإنسانية منها، وأولاف شولتس رحب ببدء إرسال المساعدات، قائلا: "لن نتركهم وحدهم".
صورة من: FREDERICK FLORIN/AFP
مطالب عربية بوقف إطلاق النار
ربطت عدة دول عربية بين دخول المساعدات وبين وقف إطلاق النار. وأعلنت دول الخليج دعماً فورياً لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، فضلاًَ عن مبادرات منفردة لعدة دول في المنطقة. الدول العربية التي شاركت في "قمة القاهرة للسلام" دعمت بيان مصر، الذي دعا إلى "وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
"عدم التخلي عن المدنيين الفلسطينيين"
وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه بعثت بخطاب إلى كتل أحزاب الائتلاف الحاكم قالت فيه إن احتياجات ومعاناة الناس في غزة وفي أماكن أخرى يمكن أن تزداد. وأدانت هجوم حماس ووصفته بأنه هجوم وحشي وغادر. وقالت :" نحن لا نواجه حركات نزوح كبيرة ووضع إمدادات منهارا وحسب بل إننا نواجه أيضا أعمالا حربية نشطة وكان من بينها التدمير الأخير للمستشفى الأهلي في غزة الذي كانت تشارك وزارة التنمية الألمانية في دعمه".
صورة من: Leon Kuegeler/photothek.de/picture alliance
ضريبة إنسانية باهظة للحرب
بدأت الحرب بهجوم دموي لحماس في السابع من أكتوبر، خلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين، فضلاً عن اختطاف أكثر من مئتين. ردت إسرائيل بقصف متواصل للقطاع، ما أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل وتدمير بنى تحتية وتضرّر 50 بالمئة من إجمالي الوحدات السكنية في القطاع، بينما نزح أكثر 1,4 مليون شخص داخل غزة حسب الأمم المتحدة، فضلا عن مقتل العشرات في الضفة الغربية وسط مخاوف من تمدد الصراع إقليمياً.
صورة من: YAHYA HASSOUNA/AFP/Getty Images
هجوم حماس الإرهابي
مشهد يبدو فيه رد فعل فلسطينيين أمام مركبة عسكرية إسرائيلية بعد أن هاجمها مسلحون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، ضمن هجوم إرهابي واسع نفذته حماس يوم 07.10.2023، وخلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين واختطاف أكثر من مائتين. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. إ.ع/ ع.خ / م.س.