1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جولة جديدة للثورة المصرية في"جمعة تصحيح المسار"

٨ سبتمبر ٢٠١١

بالإعتداء على أهالي ضحايا ثورة 25 يناير وعودة الشرطة لإستخدام القمع مع جماهير الكرة، تكتسب جمعة تصحيح مسار الثورة زخما . وفي ظل غياب قوي للتيارات الدينية يؤكد النشطاء في مصر على أن الثورة مستمرة، خارج الميدان وداخله.

قمع الشرطة للمواطنين كان الشرارة الأولى لثورة 25 يناير والآن عادت الشرطة بقوتها من جديدصورة من: picture-alliance/dpa

"الاحتشاد في ميدان التحرير ليس معيارا لنجاح جمعة تصحيح مسار الثورة" هكذا يبدأ عبد الناصر إسماعيل القيادي في نقابة المعلمين المستقلة تعليقه لموقع دويتشه فيله، ويشرح الأمر قائلا:"لقد انتهينا من سباقات الاحتشاد المعتمد على رمزية الميدان الشهير، فالجميع يعرف أن الثورة تحولت إلى فعل يومي خارج الميادين، في كل القطاعات الحيوية، بدليل قائمة الإعتصامات والإضرابات الفئوية التي تتواصل فاعليتها بصورة غير مسبوقة في التاريخ السياسي المصري، فبعد يوم من تظاهرة الميدان سيبدأ عمال غزل المحلة إضرابهم، وهناك إضراب مستمر لعمال البريد، ويستعد المعلمون(نحو مليون ونصف شخص) لإضراب في أول أيام العام الدراسي المقبل".

"لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" احد مطالب مظاهرة "جمعة تصحيح المسار" القادمةصورة من: DW

العدالة الاجتماعية لم تتحقق بعد!

ويضيف عضو حزب التحالف الشعبي اليساري أن كثرة أهداف جمعة "تعديل مسار الثورة" لا تخفي جذرية تلك الأهداف، فمحاكمة رأس النظام لاتعني السكوت على ضرورة تحرير الدولة، كما أنه لم يصدر قانون واحد يحقق العدالة الإجتماعية، وهي المطلب الجوهري للثورة، في حين يستمر التملص من تطهير جهاز الشرطة القمعي، ويتحالف المجلس العسكري مع التيارات الدينية لـ"سلق" قوانين الإنتخابات سعيا لعدم إنجاز مطالب الثورة الحقيقية، خاصة وأن القوتين لا تؤمنان بالثورة ولا بمسيرتها التي لابد لها من الاكتمال، فالتيارات الدينية في كل قطاعات النضال الجماهيري تتحالف مع محافظي ووزراء النظام السابق، ولا يقف الأمر على إجتماعات سرية بين الإخوان والمجلس العسكري كما حدث لإفشال جمعة التاسع من سبتمبر القادم، بل يقوم الإخوان بضرب كل التحركات المطلبية لصالح السلطة القائمة.

التيارات الدينية تخسر يوميا

خالد عبد الحميد عضو ائتلاف شباب الثورة يري أن درجة الاحتشاد يوم الجمعة عامل مؤثرعلى رد فعل المجلس العسكري تجاه التظاهرة، فلو كان العدد كبيرا سيتجنب جنوده المرابضين في الميدان الاحتكاك بالمتظاهرين، خاصة وأن الدعوة لا تحمل نية الإعتصام في الميدان. ويرى خالد أن ما حدث خلال محاكمة مبارك في اليومين الأخيرين واعتداء الشرطة على جماهير نادي الأهلي الرياضي قد يكونان دافعين لمشاركة عدد كبير. وينفي القيادي الشاب الذي يستعد لخوض الإنتخابات أن يكون غياب التيارات الدينية تاما، أو أن يمثل قطيعة كاملة مع مسار تصحيح الثورة، فهم- وفقا لرأيه- يخسرون يوميا نتيجة تحالفاتهم المكشوفة مع العسكر، وعندما يتحسسون نجاح القوى الديموقراطية في خلق معادلة جديدة علي الأرض يسارعون للحاق بها بل والركوب عليها، وعلى الرغم من تسويقهم لفكرة عدم الخروج على المجلس العسكري قبل شهرين ولهاثهم الذي لا ينقطع لتسريع وتيرة الانتخابات إلا أن شبابهم وقطاعات واسعة من جمهورهم أصبح مدركا للطابع الانتهازي الذي يصبغ دور هذه التيارات في لحظات الأزمة الثورية.

ويختتم خالد مداخلته مع موقع دويتشه فيله بالقول:"نحن أكثر قناعة اليوم بأن مسيرة الثورة ستطول، وستكون بها لحظات هزيمة ونصر، ومن ثم فجمعة التاسع من سبتمبر جزء من مخاض لن يتوقف".

ثورة لم تكتمل بعد

أحد مؤسسي ألتراس (رابطة مشجعي) فريق نادي الزمالك الرياضي :"الشرطة تنتقم من روابط كرة القدم التي تقدمت صفوف الثوار في الأيام الأولي(من ثورة 25 يناير)"صورة من: DW

أما جيمي هود (محمد بشير) أحد مؤسسي ألتراس (رابطة مشجعي) فريق نادي الزمالك الرياضي فيرى أن الدعوة لمسيرات من المناطق الشعبية، يشير إلى أن الناس العاديين أدركوا يوما تلو الآخر أن لاشيء تغير فعليا في معاملة الشرطة لهم، وبما أن النظام الأمني كان هو السبب في قيام ثورة 25 يناير، وفيما الناس تشاهد عودة الضباط لضرب المواطنين وقتلهم ، ففرصة نجاح المسيرات كبيرة،حتى لو انتهت بوقفة كرنفالية لإثبات الذات في ميدان التحرير. ويري "جيمي" أن الصدامات مع الأمن والتي يحاول المجلس العسكري بها تأديب الناس وإشاعة اليأس بينهم هي للأسف ماتذكر الناس بأن لدينا ثورة لابد أن تستكمل، فمقتل شاب وإصابة العشرات في مدرجات النادي الأهلي كان جزءا من دورة انتقام الشرطة من روابط كرة القدم التي تقدمت صفوف الثوار في الأيام الأولى. ويتوقع أن يظهر مشجعو الناديين الكبيرين(الأهلي والزمالك) إلى جانب نواد رياضية أخرى يوم الجمعة القادم في مشهد كبير. خاصة وأن حضور "ألتراس" الأهلي مع عائلات ضحايا 25 يناير في محاكمة مبارك أخاف مناصري الرئيس المخلوع وجعلهم يختفون للمرة الأولى. ويراهن "جيمي" في النهاية على اعتبار يوم التاسع من سبتمبر بداية جديدة لجولة أقوى وأكثر حسما لإنهاء الدولة "البوليسية".

هاني درويش- القاهرة

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW