جولة في منطقة بحيرات بافاريا وجبال الألب
١٥ نوفمبر ٢٠٠٩تزداد الطبيعة روعة وجمالا كلما اتجهنا صوب الجنوب من مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا حتى الحدود الشمالية للنمسا، أو نحو الجنوب الغربي المحاذي لسويسرا أو الجنوب الشرقي تجاه جمهورية التشكيك. تلك المناطق السياحية المتميزة تمتلك طبيعة جميلة ومتنوعة من جبال وبحيرات ووديان وغابات وزهور وأشجار تشكل في مجملها لوحة بديعة اتقن الخالق في صنعها.
كندانسكي ومونتر و الحب من أول زيارة...
علي مدار السنة لاتتوقف السياحة الي جنوب بافاريا ، الشتاء كالصيف و ثلوج موسم الشتاء كخضرة شهور الصيف، كثيرون هم الذين يعشقون التزلج علي الجليد والتمتع برؤية الثلوج التي تكسو قمم الجبال، والأكثر منهم ربما أولئك الذين يعشقون الخضرة وأجواء الربيع الصيف في هذه المنطقة.
إن اختيار مدينة "مورناو" الجبلية لنزهة في نهاية الاسبوع قد يرضي طموح النفس التواقة الي التمتع بكل شئ في وقت واحد، فالمدينة لا تبعد أكثر من 56 كيلومتر الي الجنوب من ميونيخ ، وهي ككل مدن الجنوب يمكن السفر إليها بالقطار أو السيارة او حتي الدراجة البخارية، قطار انترسيتي المتجه الي مدينة انسبورك في النمسا المجاورة يمر بها يوميا، ورغم مدة السفر القصيرة نسبيا الا ان التمتع بالنظر من نافذة القطار علي كل ما تقع عليه العين يبعث في النفس البهجة والسرور. فقطعان الأبقار البافارية التي ترعي في البرية والمميزة باللون البني والابيض هي من اكثر الاشياء التي يراها السائح علي امتداد البساط الأخضر. يمكن أيضا رؤية الكثير من الخيول الغزلان علي جانبي الطريق وكلها ترعي في البرية.
استقبلتنا في محطة مورناو" كريستينا هايمش " دليلنا السياحي الي "مورناو". وبعد جولة سريعة في المدينة الصغيرة استمتعنا فيها برؤية أشهر الأماكن، كبيت الرسام العالمي "فيسلي كندانسكي" وصديقته الرسامة "جابرائيلا مونتر"، اللذان وقعا في غرام المدينة منذ اول زيارة لهم في عام 1908 وقررا البقاء فيها ورسما فيها اجمل لوحاتهما.
جبال الألب وبانوراما الطبيعة الساحرة
أينما ولى المرء وجهه يشاهد قمم الجبال تبدوا أمامه بارزة بجمالها الأخاذ كجبل "هايم جارتن" و "كروتلن" و"كراور" وقمة جبل " فانت". تقول كريستينا هايمش ان قمة المتعة هي في الصعود الي احدي هذه القمم والنظر من اعلي الي بانوراما المكان المحيط والذي تتناثر فيه مجموعة من اشهر بحيرات بافاريا كبحيرة "شتوفيل" و"كوشيل" و"فالشن" و"ريج" .
اختارت لنا مرافقة الرحلة كريستينا هايمش جبل "هايم جارتن" الذي ترتفع قمته 1790 متر فوق سطح البحر لتسلقه، وتسلق الجبال هنا هو في حد ذاته نزهة رياضية جميلة.
انطلقنا صعودا قبل منتصف النهار بقليل وبعد اربع ساعات تقريبا من السير صعودا كنا قد وصلنا الي اعلي نقطة في قمة الجبل. المنظر هنا اكثر من خلاب، فالسحاب يتشكل امامنا بل نحن نقف في وسطه تماما ويمر بين قمم الجبال في صورة رائعة .
إن رياضة تسلق الجبال هي مشهورة عند البافاريين، فهي مفيدة للصحة، والهواء هنا نقي لايشوبه اي تلوث، هذه الرياضة تغري كثيرا بتكرار التجربة رغم صعوبة التسلق في بعض المناطق للانحدارات الجبلية الشديدة، لكن البافاريين معروف عنهم روح المغامرة والتحدي....
صلاح سليمان ـ ميونيخ
مراجعة: عبده المخلافي