جولة مفاوضات جديدة بين أوكرانيا وروسيا ومأساة في ماريوبول
٢٨ مارس ٢٠٢٢
من المقرر أن يلتقي المفاوضون الأوكرانيون والروس في اسطنبول لمحاولة وقف الحرب، في الوقت الذي تدور فيه معارك شرسة على الأرض بين الجيشين الروسي والأوكراني، فيما تتصاعد النداءات للتصدي لكارثة إنسانية في ماريوبول المحاصرة.
يقول الرئيس الأوكراني إن حوالى مئة ألف شخص ما زالوا محاصرين في مدينة ماريوبول الإستراتيجية.صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP/picture alliance
إعلان
مع ترقب بدء جولة مفاوضات جديدة بين كييف وموسكو في مطلع الأسبوع في اسطنبول، أبدت أوكرانيا استعدادها لمناقشة مسألة حيادها "بعمق"، في وقت تشهد مدينة ماريوبول بشرق البلاد وضعاً إنسانياً "كارثياً".
ويلتقي المفاوضون الأوكرانيون والروس في اسطنبول الإثنين أو الثلاثاء بحسب المصادر لمحاولة وقف النزاع الذي أرغم حتى الآن أكثر من 3.8 ملايين أوكراني على الفرار من بلادهم، وفق حصيلة أعلنتها الأمم المتحدة الأحد.
لا أمل في انفراجة كبيرة!
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد في مقابلة عبر الإنترنت مع وسائل إعلام روسية نقلتها قناة الإدارة الرئاسية الأوكرانية على تلغرام أن من النقاط الرئيسية في المفاوضات "الضمانات الأمنية والحياد والوضع الخالي من الأسلحة النووية لدولتنا".
وتابع أن "هذا البند في المفاوضات يمكن فهمه برأيي وهو قيد النقاش، يتم درسه بعمق"، لكنه حذر في المقابل بأن المسألة يجب طرحها في استفتاء وأن بلاده بحاجة إلى ضمانات، متهما بوتين ومحيطه بـ"المماطلة".
لكن مسؤولا أوكرانيا كبيرا قال قبل المحادثات بين ممثلي أوكرانيا وروسيا في تركيا إنه لا يتوقع حدوث انفراجة كبيرة. وقال فاديم دينيسينكو مستشار وزارة الداخلية اليوم الاثنين "لا أعتقد أنه سيكون هناك أي انفراجة بشأن القضايا الرئيسية".
كارثة إنسانية في ماريوبول
وأعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية ليل الأحد الإثنين على تويتر أن سكان المدينة المحاصرة والتي تتعرض للقصف منذ أسابيع "يكافحون من أجل البقاء، الوضع الإنساني كارثي"، وأضافت أن "القوات المسلحة الروسية تحول المدينة إلى غبار" فيما ندد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بحصار كامل على المدينة التي يحاول الجيش الروسي السيطرة عليها منذ بضعة أسابيع.
وقال مساء الأحد "كل المنافذ للدخول إلى المدينة والخروج منها مقطوعة ... من المستحيل إدخال مؤن وأدوية إلى ماريوبول" مضيفا أن "القوات الروسية تقصف قوافل المساعدة الإنسانية وتقتل السائقين". وكشف أنه تم نقل حوالى ألفي طفل إلى روسيا مؤكداً "هذا يعني خطفهم، لأننا لا نعرف أين هم تحديداً. بعضهم مع أهلهم، وبعضهم الآخر لا. إنها كارثة".
وقتل حوالى ألفي مدني في ماريوبول بحسب حصيلة أعلنتها بلدية المدينة مؤخراً. وقال زيلينسكي إن حوالي مئة ألف شخص ما زالوا محاصرين في المدينة الإستراتيجية الواقعة على بحر آزوف. وفشلت عدة محاولات لفتح طريق آمن للمدنيين وسط تبادل اتهامات بين الطرفين بانتهاك وقف إطلاق النار.
وبعد عشرة أيام على قصف مسرح ماريوبول، لم يعرف بعد مصير مئات المدنيين الذين لجأوا إلى المبنى، ووصفت مسؤولة في البلدية البحث عنهم بأنه مهمة شبه مستحيلة.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد أنه سيتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين أو الثلاثاء لتنظيم عملية إجلاء من ماريوبول.
هجمات أوكرانية مضادة
من جانبها، شنت القوات الأوكرانية هجمات مضادة ناجحة حول مدينة خاركيف في شرقي البلاد، وفقا لما أعلنه القائد العسكري الإقليمي. ويبدو أن الطوق يتراجع عن بعض المدن المحاصرة مثل ميكولاييف التي تعتبر آخر حاجز قبل مدينة أوديسا، أكبر موانئ أوكرانيا، والتي تتعرض للقصف المدفعي الروسي منذ أيام.
وقال القائد الإقليمي أوليغ سينيغوبوف عبر تيليغرام إنه تم دفع القوات الروسية للتراجع من عدة مواقع يوم الأحد. وتابع "لقد دفعنا المحتلين للعودة في اتجاه الحدود الروسية، وأضاف أن مبنى سكني تعرض للقصف خلال الغارات الروسية على قرية أوسكيل في إقليم إزيوم و قتل 4 أفراد من عائلة واحدة. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من صحة المعلومات.
وأعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية الإثنين في بيان أن الطيران الأوكراني دمر أربع طائرات ومروحية روسية الأحد، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تصد "خمس هجمات معادية في اليوم" على الجبهة الشرقية في اتجاه منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين حيث دمرت دبابتان روسيتان.
واندلعت حرائق جديدة في منطقة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية التي تحتلها القوات الروسية، بحسب السلطات الأوكرانية التي دعت إلى "نزع السلاح" من المنطقة برعاية الأمم المتحدة.
وكتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك على تلغرام مساء الأحد "اندلعت حرائق هائلة في منطقة الحظر يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة جدا".
وأفادت السلطات المحلية الأوكرانية أن الجيش الروسي سيطر على بلدة سلافوتيتش حيث يقيم موظفو محطة تشيرنوبيل واعتقل رئيس البلدية فترة وجيزة. وخرجت فيها تظاهرات مؤيدة لأوكرانيا.
ع.ح./ع.ش. (أ ف ب ، رويترز، د ب أ)
بالصور.. نساء أوكرانيا يعشن معاناة الحرب واللجوء!
بعضهن يختبئن مع أطفالهن في أقبية المشافي والملاجئ خوفاً من القصف، بينما تضطر أخريات للجوء إلى الدول المجاروة، ومنهن من تحمل السلاح للدفاع عن بلدها. ألبوم صور يسلط الضوء على معاناة النساء الأوكرانيات خلال الغزو الروسي.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
لم تنس غيتارها رغم الحرب!
الحرب في أوكرانيا دفعت أكثر من 1,5 مليون شخص للجوء إلى البلدان المجاورة، ومنهم الطفلة الأوكرانية ليليا التي لم تنس غيتارها رغم الحرب، وجلبته معها في رحلة لجوئها إلى الحدود البولندية. تجلس ليليا مع شقيقتها وقريبات لهما على جذع شجرة مقطوع ومغطى بالبطاطين. تعزف أغنية حزينة والجميع ينصت إليها، تبتسم، لكن يلوح من عينيها خوف كبير.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
نساء وأطفال
تشكل النساء والأطفال الغالبية العظمى من لاجئي أوكرانيا إلى البلدان المجاورة، لأن كييف منعت خروج الذكور من سن 18 إلى 60 عاماً بسبب حالة الطوارئ، ليبقوا في البلاد ويدافعوا عنها. في الصورة عشرات اللاجئات الأوكرانيات يأخذن قسطاً من الراحة في معبر ميديكا الحدودي بعد دخولهن إلى بولندا.
صورة من: Visar Kryeziu/AP/picture alliance
إنقاذ ما يمكن إنقاذه!
ورغم اضطرار اللاجئات الأوكرانيات إلى الهرب دون أزواجهن أو إخوتهن، فقد جلبن معهن ما استطعن إنقاذه. مثل هذه الفتاة التي استطاعت إنقاذ قطتها من براثن الحرب. في الصورة التي التقطت بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب، كانت الفتاة في طريقها إلى معبر ميديكا الحدودي مع بولندا.
صورة من: Kunihiko Miura/Yomiuri Shimbun/AP/picture alliance
وداع وقلق!
حزن على فراق الأهل وقلق عليهم وخوف من المستقبل: قد تكون هذه بعض المشاعر التي تعكسها نظرة هذه السيدة الأوكرانية في الصورة، التي تظهر فيها وهي تلوح لأهلها، بينما يتم إجلاؤها بقطار مع أطفالها من مدينة بالقرب من كييف.
صورة من: Chris McGrath/Getty Images
نساء في الملاجئ ومحطات المترو!
أما النساء اللواتي لم يستطعن الخروج بسبب الحرب، فيضطررن إلى التوجه إلى الملاجئ ومحطات المترو لحماية أنفسهن وعائلاتهن من القصف الروسي. في الصورة نساء وفتيات أوكرانيات يحتمين في محطة مترو بالعاصمة كييف.
صورة من: AFP via Getty Images
أمهات ومواليدهن في قبو المستشفى
بالنسبة للنساء المرضى واللواتي أنجبن حديثاً، يتم نقلهن إلى أقبية المستشفيات. في الصورة أطفال مرضى وحديثو الولادة بجانب أمهاتهم، تم نقلهم إلى قبو بمستشفى الأطفال في كييف لحمايتهم من عمليات القصف. فحتى المستشفيات لم تسلم، إذ تعرض المستشفى المركزي في قلب المدينة للقصف، كما تم استهداف محطات للطاقة والكهرباء في ضواحي المدينة.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
حرب في أوروبا بعد عقود من السلام!
وتعاني النساء المسنات من الحرب بشكل خاص، مثل هذه السيدة التي تحمل عكازها في الصورة، والتي يتم إنقاذها من قبل فرق الطوارئ من على جسر في كييف استهدفه القصف الروسي. ولعل هذه السيدة لم تكن تتوقع مثل كثيرين أن تشهد أوروبا حرباً كهذه بعد عقود من السلام.
صورة من: Emilio Morenatti/dpa/AP/picture alliance
مدافعات عن البلد مهما كان السن
لكن التقدم في السن لم يمنع بعض النساء الأوكرانيات من تعلم كيفية الدفاع عن بلدهن. في الصورة تتعلم فالنتينا (79 عاماً) كيفية استخدام السلاح في دورة نظمها الحرس الوطني الأوكراني، لتساهم في الدفاع عن بلدها ضد الغزو الروسي.
صورة من: Vadim Ghirda/AP/picture alliance
مدافعات عن حقوق الإنسان
كانت تاتيانا، التي تنتمي إلى أقلية الروما الغجربة، تجهز لعرسها وتستعد لتسلم وظيفة جديدة عندما بدأت الحرب. لكنها قررت البقاء في مدينتها الواقعة بين العاصمة كييف ومدينة خاركيف، وذلك لنقل الصورة الصحيحة وتسجيل انتهاكات حقوق الإنسان. تقول تاتيانا التي تعمل مدافعة عن حقوق الأقليات: "ما تقوم به روسيا جريمة حرب".
صورة من: Privat
زواج رغم الحرب!
ظروف الحرب لم تمنع أوكرانيات من التطلع إلى المستقبل، مثل ليزا الجندية في الجيش الأوكراني، والتي لم تمنعها ظروف الحرب ومعاناتها عن الاحتفال بزواجها من حبيبها فاليري، الجندي الأوكراني. احتفل الزوجان بزواجهما في السادس من آذار/مارس 2022 وهما في جبهة الدفاع عن العاصمة كييف. في الصورة يقدم فاليري باقة ورد لزوجته.
صورة من: Genya Savilov/AFP/Getty Images
صحفيات يغطين الحرب!
تفرض الحرب تحديات كبيرة على الصحفيات أيضاً. مراسلة DW فاني فاكسار تغطي الأحداث في أوكرانيا. وفي الصورة تتحدث عن الأوضاع في مدينة تشيرنيفتسي الأوكرانية بالقرب من الحدود مع رومانيا. تقول فاني: "يسأل الناس في تشيرنيفتسي: متى ستعود حياتهم إلى ما كانت عليه قبل 24 شباط/ فبراير؟".
صورة من: DW
متى تنتهي الحرب؟
حتى الآن لا يعرف أحدٌ متى ستنتهي الحرب في أوكرانيا، لكن تبقى الآمال بأن تنتهي قريباً ليلتئم شمل العائلات الأوكرانية من جديد، كما تأمل هذه الفتاة الأوكرانية التي لجأت إلى الحدود البولندية.
إعداد: محيي الدين حسين/عباس الخشالي