تلقى بوريس جونسون خليفة تيريزا ماي فور إعلان فوزه برئاسة حزب المحافظين برقيات ورسائل التهاني من مختلف أنحاء العالم، فيما أعربت اوساط اقتصادية ألمانية وأوروبية عن مخاوفها بشأن عزمه على إتمام البريكست حتى دون اتفاق.
إعلان
بعد إعلان فوز بوريس جونسون بزعامة حزب المحافظين البريطانيين خلفا لتيريزا ماي الثلاثاء (23 تموز/يوليو 2019)، انهالت على السياسي المثير للجدل التهاني من مختلف أرجاء العالم، فيما عبرت أوساط اقتصادية أوروبية عن مخاوفها إزاء عزمه إتمام عملية البريكست حتى بدون اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقدمة المهنئين، حيث كتب على تويتر "تهانينا لبوريس جونسون لفوزه لرئاسة وزراء المملكة المتحدة. سيكون عظيماً!". وكان ترامب قد قال يوم الجمعة الماضي "لطالما أحببت بوريس، إنه شخص مميز، ويقولون إنني أنا أيضاً شخص مميز، نحن ننسجم جيداً".
كما هنأت المفوضية الأوروبيةجونسون مبدية عزمها على العمل معه "بأفضل طريقة ممكنة". كما هنأت الرئيسة المقبلة للمفوضية أورسولا فون دير لاين جونسون معلنة "أتطلع إلى إقامة علاقة عمل جيدة معه". لكنها أضافت "هناك العديد من المسائل المختلفة والصعبة ينبغي معالجتها معا" محذرة من "تحديات تنتظرنا".
بدورها هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بوريس جونسون مشددة على أنها تريد مواصلة "الصداقة الوثيقة" مع بريطانيا وسط خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. وقالت على تويتر بواسطة المتحدثة باسمها أولريكي ديمر "أهنئ بوريس حونسون وأتمنى تعاونا جيدا. على بلدينا الاستمرار في البقاء متحدين بصداقة وثيقة".
بدوره هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جونسون معربا عن أمله في تعاون بناء بشأن مستقبل أوروبا. من جهته أعلن كبير المفاوضين الأوروبيين حول بريكست ميشال بارنييه في تغريدة "نتطلع إلى العمل بشكل بناء مع رئيس الوزراء بوريس جونسون حين يتسلم مهامه، من أجل تسهيل إبرام اتفاق الانسحاب وإنجاز بريكست منظم".
ورغم التوتر القائم بين طهران ولندن، قدم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التهاني لجونسون بالمناسبة محذرا في نفس الوقت من إيران تعتزم حماية الخليج، وذلك ردا على تصريحات وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت حول عزم لندن تشكيل قوة بحرية لحماية الملاحة في مياه مضيق هرمز وخليج عمان. وقال ظريف في تغريدة "أهنئ نظيري السابق (بوريس جونسون) الذي أصبح" رئيس وزراء بريطانيا.
كما هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوريس جونسون قائلا: أعتقد أن العلاقات التركية البريطانية ستشهد مزيدا من التحسن في ظل رئاسته للوزراء".
مخاوف اقتصادية
ورافقت التهاني لبوريس جونسون على انتخابه زعيما للمحافظين مخاوف الأوساط الاقتصادية الأوروبية والألمانية من مغبة إتمام عملية البريكست حتى دون اتفاق، أي خروج بريطانيا غير منظم من الاتحاد الأوروبي.
وقال المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الألمانية يواخيم لانف: "التهديدات من لندن بخروج غير منظم من الاتحاد الأوروبي مضرة"، موضحا أنها ستكون ذات عواقب وخيمة مرتدة على بريطانيا نفسها، وأضاف: "هذه الخطوة ستعظم الأضرار التي ظهرت بالفعل في الاقتصاد".
من جانبه، قال رئيس الاتحاد الألماني للتجارة الخارجية، هولغر بينغمان، إن انتخاب "المتشدد والمؤيد للبريكست"، جونسون، يزيد من مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد بدون اتفاق، مطالبا الاتحاد الأوروبي بالالتزام بقراراته، حتى لا يعرض مصداقيته للخطر.
محليا طالب زعيم المعارضة العمالية جيرمي كوربين بإجراء انتخابات عامة واصفا انتخابات المحافظين الداخلية بأنها لا تمثل رغبة الشعب. وكتب في تويتر: "لقد حصل بوريس جونسون على دعم أقل من مئة ألف عضو من حزب المحافظين... "، مشددا على أنه "لم يفز بدعم بلادنا".
ح.ع.ح/أ.ح(أ.ف.ب/د.ب.أ/رويترز)
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.