بعد أن تلقى ضربة موجعة جديدة، هذه المرة من المحكمة العليا بإلغاء قراره تعطيل البرلمان، اعلن بوريس جونسون أنه يحترم قرار المحكمة لكنه لا يوافق على محتواه وسيواصل مساعيه من أجل خروج سريع لبلاده من الاتحاد الأوروبي.
إعلان
حكم المحكمة البريطانية العليا بإلغاء قرار حكومة بوريس جونسون تعطيل البرلمان لفترة محددة شكل ضربة جديدة موجعة لمساعي جونسون الخاصة بالخروج من الاتحاد الأوروبي بنهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل باتفاق أو بدونه. جونسون قال بعد صدور القرار لهيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي)، إنه سيحترم قرار المحكمة العليا بأن تعليقه للبرلمان كان مخالفا للقانون.
وقال جونسون إنه لا يوافق على قرار المحكمة وإنه سيواصل مع بروكسل محاولاته لضمان اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). وأوضحجونسون في نيويورك حيث يشارك حاليا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "الشيء الأكثر أهمية هو أننا ننطلق وننتهي من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 من تشرين الأول/أكتوبر".
وكانت المحكمة العليا قد أعلنت ظهر الثلاثاء (24 أيلول/سبتمبر 2019) أن حكومة جونسون لم تقدم مبررات مقنعة تسمح باتخاذ إرجاء حاد من هذا النوع (تعطيل البرلمان).
وعل الفور أعلن رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركو أن البرلمان سيجتمع مجددا يوم الأربعاء، فيما طالب زعيم كتلة الاستقلاليين الاسكتلنديين الذي يرفض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، باستقالة جونسون من منصبه فورا. ودعا زعيم حزب العمال البريطاني من منبر مؤتمر حزبه في بريغتون جونسون إلى الاستقالة أيضا وروج لانتخابات مبكرة في البلاد.
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.ا، أ.ف.ب)
بوريس جونسون أمام مجلس النواب البريطاني.. "مأساة" وملهاة
بريطانيا أعرق ديمقراطية بلا منازع. يعود تاريخ ولادة برلمانها إلى عام 1264. الجدل الحاد والنقاش المحتدم حول خروج البلد من الاتحاد الأوروبي دلل على رسوخ قدم الديمقراطية وعلو كعبها، ولكن ليس من دون دراما.
صورة من: picture-alliance/AP/House of Commons
الحكومة ضد البرلمان؟
رئيس الوزراء البريطاني في قمة غضبه بعد أن تلقى 3 ضربات موجعة تحت قبة البرلمان خلال 24 ساعة، أهمها رفض دعوته إجراء انتخابات مبكرة ومنع الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. كل ذلك يثبت أن الحاكم الحقيقي في البلد هو البرلمان. وهذا ما يجب أن تكون عليه الديمقراطية.
صورة من: picture alliance/dpa/AP/House Of Commons/J. Taylor
"حتى آخر نفس"
الناظر للصورة يظن أنها لوحة درامية. من سخرية الأقدار على رئيس الوزراء بوريس جونسون أن غريمه هنا رئيس البرلمان جون بيركو ينتمي لنفس حزبه المحافظ. بيد أن بيركو يدافع عن البرلمان في وجه رفيقه الحزبي الذي يريد إخراس صوت الشعب الممثل بالبرلمان. "سأدافع عن الحقوق البرلمانية حتى آخر نفس"، يقول جون بيركو.
صورة من: picture alliance/dpa/AP/UK Parliament/M. Duffy
صورة وجدت رواجا في العالم
صورة النائب ياكوب ريس- موغ هذه انتشرت على وسائل التواصل والإعلام التقليدي كالنار في الهشيم. زميلة له في البرلمان غردت بها معلقة: "الصورة تجسيد للغرور والغطرسة وقلة الاحترام لبرلماننا". والكثيرون غيرها أبدى انزعاجهم. غير أن البعض رأى فيها شبه بلوحة شهيرة يظهر فيها الشاعر الألماني غوته.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Parliament TV
حركات غريبة
"أنا رئيسها" يتنهد جونسون ويبدو هذا ما يفكر فيه تجاه إحدى الحاضرات. ويأتي بحركة غير متوقعة في مثل هذا المحفل العريق. ولكن من ينتظر من الفتى الأشقر الالتزام بالتقاليد؟ ولا حتى الجالسة إلى يمينه.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/UK Parliament/Jessica Taylor
ماي شامتة أم ضاحكة؟
في النقاش حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي بدأ على معظم النواب المحافظين الانزعاج، بيد عضو واح ابتسم بمليء فيه: رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي. ها هو من أزاحها يتلقى الضربات المدمية. السياسي المخضرم الجالس إلى جانبها، كين كلارك، صعب فك طلاسم تعابير وجه: بكاء أم ضحك. على الأقل نحن لا نعرف. ماذا عنكم؟
صورة من: AFP/J. Taylor
ماذا بعد؟
لا انتخابات مبكرة ولا خروج بدون اتفاق. هكذا رد البرلمان على جونسون. وهذا ما يجب أن يكون برلمانياً. هل يتعلم الفتى الأشقر الدرس. لا أحد يعتقد ذلك في لندن. ماتن مونو/خالد سلامة