لم يخفي مدافع بايرن ميونيخ جيروم بواتنغ خلال حديثه مع صحيفة "بيلد سبورت"، أمنيته في حمل شارة قائد المنتخب الألماني، واصفاً ذلك بأنه سيكون شرفاً له، أن يصبح في يوم من الأيام "أول قائد من أصول إفريقية للمنتخب الألماني لكرة القدم".

بواتنغ مولود لأم ألمانية وأب من غانا. يبلغ من العمر 26 عاماً وخاض خمسين مباراة دولية مع المانشافت منذ عام 2009، توجها بالحصول على كأس العالم الصيف الماضي في البرازيل. بدأ مسيرته الرياضية عام 2002 مع أشبال نادي "تنس بروسيا برلين"، ثم انتقل لعب مع نادي هيرتا برلين بين عامي 2006 و2007.

ولعب ثلاثة مواسم مع نادي هامبورغ حتى عام 2010. ورحل بعدها للعب في الدوري الانكليزي، عندما انضم لموسم واحد إلى نادي مانشستر سيتي الانكليزي. وخلال هذا الموسم جلب أنظار بايرن ميونيخ إليه، فانتقل للعب مع النادي البافاري، ومازال يلعب فيه.

بعكس أخيه كيفن- برنس بواتنغ، الذي يلعب للمنتخب الغاني، اختار جيروم بواتنغ اللعب للمنتخب الألماني لكرة القدم. ويقول بواتنغ إنه يعرف جيداً الشعور أن ينشأ المرء ملون البشرة في ألمانيا. ويضيف بالقول: "لعبت في طفولتي وفي فترة نشوئي في أندية ألمانية، وكانت لدي خبرات حول هذه القضية. كنت أتحدث حولها مباشرة مع والديّ في المنزل. هذا الموضوع يطرح كثيراً على الساحة الرياضية ومن الأفضل أن نتحدث عنه بصراحة".

"هزة أرضية"

ايرفين كوستيده، لاعب المنتخب الألماني في سبعينات القرن الماضي، المولود لأم ألمانية وأب أميركي من أصول أفريقية، علق حول موضوع حمل شارة قائد المنتخب الألماني لكرة القدم بالقول: "سيكون محل فخر لنا نحن الرياضيين الملونين أن يحمل بواتنغ الشارة يوما ما، لكن ذلك سيكون بمثابة هزة أرضية في ألمانيا وأوروبا. فألمانيا هي ألمانيا. وطننا له تاريخه".

لكن كوستيده يتحدث هنا حول تاريخ ألمانيا خلال الحقبة النازية، حين كانت الكراهية ضد الأجانب منتشرة في ألمانيا. "كانت هناك كراهية ضد الملونيين"، يقول كوستيده الذي ولد في مونستر بولاية شمال الراين فيستفاليا.

بيد أن بواتنغ حمل الشارة مرة واحدة ولفترة وجيزة خلال مباراة ودية ضد الأرجنتين في عام 2012، إلا أنه يتمنى لو دخل الملعب حاملاً الشارة منذ بداية المباراة "سيكون الأمر مختلفاً تماماً إذا دخلت بها من البداية أرضية الملعب"، يقول بواتنغ.

بواتنغ ألماني، يلعب لمنتخب ألمانيا وشارك بقوة في نجاح المانشافات في الفوز بكأس العالم في البرازيل. عن تلك التجربة يعلق بالقول: "لن تكون المسألة متعلقة بلون البشرة. أنا أعتبر نفسي ألمانياً، وأحب أن أظهر ذلك". واعتبر بواتنغ أنه يملك صفات القائد لقيادة مجموعة المدرب يواخيم لوف، مضيفاً: "المدرب يرى أنني لست من النوع الذي يصيح في الملعب ولكنني أعبر عن مواقفي القيادية من خلال عروضي على أرضية الملعب".

لوف عيّن زميل بواتنغ في الفريق البافاري باستيان شفاينشتايغر، قائداً للمانشافت بعد اعتزال القائد السابق وقائد بايرن ميونيخ حالياً فيليب لام اللعب دولياً عقب المونديال، ولكن شفاينشتايغر غائب عن الملاعب منذ بداية الموسم الحالي بسبب الإصابة. وبالتالي مُنحت الشارة إلى حارس مرمى بايرن ميونيخ أيضاً مانويل نوير. ولوف رشح بواتنغ ضمن الأسماء التي يمكن أن تحمل شارة القيادة خلفاً لشفاينشتايغر.