الجيش الأوكراني يدخل بلدة ليمان الإستراتيجية شرق أوكرانيا
١ أكتوبر ٢٠٢٢
دخل الجيش الأوكراني بلدة ليمان الاستراتيجية في شرق أوكرانيا، الواقعة في منطقة دونيتسك، التي أثار ضمها في اليوم السابق من قبل موسكو، عاصفة من الإدانات الدولية ورفضا من قبل كييف المصممة على استعادة أراضيها.
إعلان
بعدما أكد الجيش الروسي أن قواته انسحبت من مدينة ليمان ذات الأهمية الاستراتيجية في شرق أوكرانيا، دخل الجيش الأوكراني اليوم السبت (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2022) بلدة ليمان الواقعة في منطقة دونيتسك. كما دانت كييف "الاعتقال غير القانوني" للمدير العام لمحطة الطاقة النووية في زابوريجيا (جنوب)، إيغور موراتشوف الذي أوقفته روسيا التي تحتل الموقع، لسبب لا يزال مجهولاً الجمعة. وكتبت وزارة الدفاع الأوكرانية على تويتر بعد الظهر "قوات الهجوم الجوي الأوكرانية تدخل ليمان بمنطقة دونيتسك".
وتعتبر ليمان مدينة مهمة لقربها من المنطقة المزدحمة "سلوفيانسك-كراماتورسك التابعة لكييف. فمن ناحية، هي تتيح القدرة على شن هجمات في شمال منطقة دونباس، ومن ناحية أخرى تعد حاجزا أمام هجوم أوكراني مضاد.
وأرفقت التغريدة بمقطع فيديو مدته دقيقة واحدة يُظهر جنديين أوكرانيين يلوحان ثم يعلقان العلم الوطني باللونين الأزرق والأصفر بجانب لافتة كُتب عليها "ليمان" عند مدخل المدينة. وقال أحد الجنديين مبتسما "نرفع علمنا الوطني وننصبه في أرضنا. ستظل ليمان دائمًا جزءًا من أوكرانيا". وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "بعد تهديدها بالتطويق، تم سحب القوات الحليفة من ليمان إلى خطوط ملائمة أكثر".
قبل ذلك بقليل، قال الجيش الأوكراني إنه "يطوق" آلافًا من الجنود الروس في هذه البلدة الواقعة في منطقة دونيتسك التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني الجمعة. وقال متحدث باسم الجيش الأوكراني إن "نحو خمسة آلاف أو 5500 روسي" تحصنوا في ليمان وحولها في الأيام الأخيرة.
يشكل الاستيلاء الكامل على ليمان انتصارًا رئيسيًا لكييف، فهي تعد مركز تقاطع مهمًا للسكك الحديد في شرق أوكرانيا. وردًا على الانسحاب الروسي من المدينة، ندد الرئيس الشيشاني وحليف بوتين، رمضان قديروف، بـ "المحسوبية" السائدة في الجيش الروسي ودعا موسكو الى استخدام "أسلحة نووية محدودة القدرة" في أوكرانيا، بدون أخذ "المجتمع الغربي الاميركي في الاعتبار".
بعد الضم الروسي غير القانوني.. ما مآلات الحرب في أوكرانيا؟
52:20
وفي أعقاب ضم موسكو لأربع مناطق أوكرانية في مخالفة للقانون الدولي، أعلنت كييف رفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية داعية "المحكمة إلى النظر في القضية في أقرب وقت ممكن". كما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه "سيوقع على ترشح أوكرانيا لانضمام سريع إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)".
وفي واشنطن، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده وكندا تؤيدان انضمام كييف. وقال "نؤيد بقوة انضمام الدول التي ترغب في ذلك والتي يمكنها المساهمة في قدراتها". لكنه أضاف أن "هناك عملية لتحقيق ذلك وستواصل الدول اتباعها".
وشجب الناتو الضمّ "غير الشرعي" للمناطق الأوكرانية، بينما ناقش مجلس الأمن الدولي في نيويورك قرارا يدين إجراءات "الضم المزعوم" لأوكرانيا عطل تمريره فيتو روسي. وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن "دعم جهود أوكرانيا لاستعادة السيطرة على أراضيها"، وقال إن بوتين "لن يرهب" الولايات المتحدة وحلفاءها.
ودفعت النجاحات العسكرية الأوكرانية الأخيرة الرئيس الروسي إلى إصدار أمر بتعبئة "جزئية" لمئات الآلاف من جنود الاحتياط المدنيين، في محاولة للحد من حيوية كييف.
ع.ش/ف.ي (أ ف ب، د ب أ)
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
في كل سنة تحيي روسيا باستعراض عسكري ضخم الانتصار على ألمانيا النازية. وهذه المرة يُراد أن يكون الحفل الأكبر من نوعه عبر كل الأزمنة ـ لكن هذا التطلع كان موجودا أيضا في استعراضات أخرى.
صورة من: Reuters/M. Shemetov
24 حزيران/ يونيو 1945: استعراض النصر الأول
الاحتفال بالنصر الأول للجيش الأحمر كان من فكرة يوزيف ستالين (وسط الصورة). كان يريد إحياء نصر الاتحاد السوفياتي على ألمانيا الفاشية بموكب كبير. وفي الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو 1945 سار في شوارع موسكو 40.000 جندي و 1850 عربة عسكرية. وكان ستالين يتطلع لاستقبال الموكب وهو يمتطي حصاناً.
صورة من: Imago Images
شوكوف بدلا عن ستالين فوق صهوة جواد أبيض
وفي النهاية كان قائد القوات الأعلى غيورغي شوكوف هو من اعتلى صهوة الجواد الأبيض . والسبب هو أن ستالين لم يكن متمكنا من ركوب الخيل، وسقط خلال صولة التدريب العامة من صهوة الحصان وأصيب في كتفه. ولهذا أمر الدكتاتور الجنرال شوكوف باعتلاء الجواد والسير في طليعة الموكب. فيما تتبع ستالين الحدث الضخم من مدرج الشرف على ضريح لنين.
صورة من: Imago Images
إحياء التقليد: 1995
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ألغي الاستعراض لبضع سنوات. وفي 9 حزيران/ مايو 1995 أعيد إحياء التقليد تحت قيادة الرئيس الأسبق بوريس يلتسين إثر مرور 50 عاما على نهاية الحرب. ومنذ تلك اللحظة بات استعراض النصر يقام مجددا كل سنة. وحدات عسكرية تسير عبر الميدان الأحمر ومن ضريح لنين يُلقي الأقوياء خطبهم التذكارية.
صورة من: Imago Images
الذكرى الستين: زوار من أنحاء العالم
ويحضر الاستعراضات العسكرية في الساحة الحمراء بموسكو غالباً رؤساء دول وشخصيات رفيعة المستوى من جميع أنحاء العالم. وفي الذكرى السنوية الستين عام 2005 كان من بين الحضور المستشار الألماني السابق غرهارد شرودر مع عقيلته السابقة دوريس والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ونظيره الأمريكي (الأسبق) جورج دبليو بوش.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Kovarik
استعراض المحاربين القدامى
بالنسبة لروسيا يكون "يوم النصر" يوماً مقدساً مكرساً لإحياء ذكرى ضحايا الاتحاد السوفياتي في "الحرب الوطنية العظمى"، كما يطلق الروس على الحرب العالمية الثانية. وتحيي العائلات ذكرى ذويها وتضع زهوراً حمراء على المآثر والقبور. وفي كثير من الأماكن تصدح أغاني الحرب الحماسية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Antonov
عودة التقنية العسكرية
موكب النصر من شأنه استعراض القوة الروسية على وجه الخصوص. وفي التاسع من أيار/ مايو 2008 تم لأول مرة استعراض تقنية عسكرية ثقيلة ـ للبرهنة للعالم وللمواطنين على قدرة البلاد على الدفاع. ومن أجل ذلك لا يتم توفير التكاليف: 40 مليون يورو كانت تكلفة الخسائر في الطرقات وشبكة الصرف الصحي التي تتسبب فيها العربات الثقيلة فحسب.
صورة من: Imago Images/UPI
قلما يحصل تعاطي واقعي مع التاريخ
لا تحصل معالجة نقدية وتعاطي واقعي مع التاريخ الروسي أثناء الاحتفالات بالنصر. فمواضيع التاريخ المعاصر وضحايا الحرب وستالين والفواجع التي أصابت الجنود الروس هي من المحرمات. فالحفل من شأنه أن يرمز للوطنية والوحدة.
صورة من: Imago Images
2010: أكبر استعراض عبر الأزمنة
أكثر من 10.000 جندي ـ بينهم لأول مرة قوات من بلدان أخرى مثل فرنسا وبريطانيا أو بولندا ـ ساروا في الذكرى السنوية الـ 65. وكان يعتبر إلى تلك اللحظة أكبر استعراض للأسلحة. وأفادت وسائل إعلام روسية أن 2.5 مليون شخص شاركوا في الاحتفالات. وحتى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتبعت حينها الاستعراض.
صورة من: Imago Images
الكتيبة الخالدة
الذكرى السنوية الـ 70 في 9 مايو 2015 أُقيمت بدون مشاركة زعماء دول غربية. وغالبية رؤساء الدول المدعوين لم تحضر بسبب أزمة القرم. وفي ختام الاستعراض أُقيم نشاط "الكتيبة الخالدة" شارك فيها 500.000 من أحفاد قدماء المحاربين، أرادوا إحياء ذكراهم برفع صور لهم. وحتى بوتين شارك بصورة لوالده.
صورة من: picture-alliance/Russian Look/D. Golubovich
9 أيار/ مايو 2020 : استعراض جوي بدلاً عن موكب عسكري
بسبب جائحة كورونا أجّل الرئيس فلاديمير بوتين الاستعراض العسكري لهذه السنة. ففي "يوم النصر" أقيم حفل هادئ حضره الرئيس الروسي ونُقل عبر التلفزيون. ونُظم استعراض جوي للقوات الجوية الروسية.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Kudryavtsev
تظاهرة جماهيرية في زمن كورونا
تنتقد المعارضة الروسية فلاديمير بوتين لأنه يريد تنظيم الموكب العسكري السنوي رغم أعداد الإصابات المتزايدة بكورونا. عمدة موسكو هو الآخر اقترح على المواطنين متابعة العرض من خلال شاشات التلفزة . كما أن منتقدين يتهمون بوتين بتوظيف الاستعراض في التصويت على التعديل الدستوري الذي يتواصل حتى فاتح يوليو تموز، وسيمكنه من البقاء في السلطة حتى 2036.
صورة من: Reuters/A. Druzhinin
إعادة تنظيم أكبر استعراض عسكري في التاريخ
أن يكون عدد أقل من الجنود مشاركين في الذكرى السنوية الـ 75 مقارنة مع السنوات الماضية لم يكن خيارا للرئيس بوتين. فبالرغم من وباء كورونا سار 13.000 جندي في العاصمة في صفوف متراصة. إنه أكبر استعراض عسكري في التاريخ. وحتى في مدن أخرى نُظمت مواكب، وحسب وزارة الدفاع شارك 64.000 جندي في مختلف أنحاء البلاد.
صورة من: Reuters/M. Shemetov
بوتين: إحياء الذكرى رغم قيود كورونا
في الحقيقة تبقى الاحتفالات والحشود الجماهيرية بسبب جائحة كورونا محظورة في موسكو. لكن بوتين والقيادة العسكرية أكدوا أن الاستعراض يقام بالأساس لتكريم ضحايا عمليات تحرير أوروبا من فاشية هتلر. وفضل عدد كبير من المدعويين في العالم البقاء في بيوتهم بسبب الجائحة.