حادثة اعتداء عنصرية على ليبي قعيد في مدينة كيمنتس الألمانية
١٧ سبتمبر ٢٠١٩
شهدت مدينة كيمنتس الألمانية حادثة تعرض قعيد على كرسي متحرك منحدر من ليبيا للضرب والإهانة، ووفقا لصحيفة بيلد الألمانية فقد هاجمه متطرف واصفا اياه بـ"العربي القذر". المدينة كانت مسرحا لمظاهرات ضد الأجانب العام الماضي.
إعلان
تعرض قعيد على كرسي متحرك منحدر من ليبيا للضرب والإهانة العنصرية من جانب يميني متطرف مشتبه به في مدينة كمنيتس شرقي ألمانيا. وقال متحدث باسم الشرطة اليوم الثلاثاء (17 سبتمبر / أيلول 2019) إن التحقيقات الأولية أظهرت أن المشتبه به (22عاما) أوقع الرجل من على كرسيه المتحرك ليلة السبت/ الأحد وهاجمه، مضيفا أنه يُجرى التحقق الآن من الوقائع على نحو دقيق.
تجدر الإشارة إلى أن المشتبه به، الذي تم إيقافه بالقرب من مكان الواقعة، معروف لدى الشرطة لارتكابه جرائم ذات دوافع يمينية والتسبب في إصابات جسدية. وتجري السلطات ضد المشتبه به الآن تحقيقات بتهمة التسبب في إصابات جسدية خطيرة والإهانة.
وأصيب القعيد بإصابات طفيفة وتلقى العلاج في أحد المستشفيات. وكانت امرأة (29 عاما) سمعت المشاجرة واستدعت الشرطة. وقال الضحية في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية إن عددا من الرجال اقتربوا منه وسبوه بـ"العربي القذر"، ثم قام أحدهم بتسديد لكمات في وجهه، وقال "لقد لكمني باستمرار حتى سقطت من على الكرسي... وعندما وقعت على الأرض ركلني بقدمه".
وكانت المدينة الواقعة في ولاية ساكسونيا شهدت في نهاية الصيف الماضي اشتباكات استمرت أسابيع عقب مقتل ألماني (35 عاما) خلال احتفال شعبي، ويُشتبه في أن طالبي لجوء متورطون في الجريمة. وأثارت جريمة القتل صدمة في المدينة حيث دعت عدة جماعات، بينها "برو كيمنتس" عبر فيسبوك إلى مظاهرات مشى فيها المواطنون جنبا إلى جنب مع يمينيين متطرفين أشهر العديد منهم تحية هتلر النازية، وفتحت الشرطة تحقيقات في عشر حالات على الأقل. وتعرض 18 من طرفي المتظاهرين والشرطة لجروح أثناء المظاهرة.
ع.أج/ ح ز (د ب ا)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.