1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حادث اقتحام "أسطول الحرية" هل ينهي الحصار على غزة؟

٣١ مايو ٢٠١٠

تتسارع ردود الفعل الدولية على حادث اقتحام قوات البحرية الإسرائيلية لأسطول سفن مدنية تقل مساعدات إلى قطاع غزة، ويرى محللون ان تداعيات هذا الحادث الذي أودى بحياة خمسة عشر شخصا على الأقل، ربما لا تتجاوز بيانات الإدانة.

صورة من: AP

حثت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إسرائيل في أعقاب اقتحام قوات من البحرية الإسرائيلية فجر يوم الإثنين (31 مايو /أيار2010) لسفن مدنية تضامنية مع قطاع غزة، على إنهاء الحظر الذي تفرضه على قطاع غزة. وقالت ميركل في مقابلة مع قناتي التلفزيون الألماني الأولى والثانية (أإر.دي، وزد.دي.اف) مساء يوم الإثنين أنها أجرت اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وطالبته برفع الحظر "لأنه أمر غير سليم انطلاقا من الدواعي الإنسانية".

وأعربت ميركل عن انزعاج حكومتها الشديد إزاء الاحتمالات القائمة حاليا للتصعيد وطالبت بتوفير معلومات مفصلة بما في ذلك حالة المواطنين الألمان الذين كانوا على متن "أسطول الحرية". وتشير تقارير إلى مقتل 15 إلى 19 شخصا في عملية اقتحام السفن ولم يعرف لحد الآن مصير 10 مواطنين ألمان كانوا ضمن الأسطول.

وتثير أزمة اقتحام "أسطول الحرية" تساؤلات المراقبين حول تداعياتها على ملفات استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، أهمها عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والعلاقات التركية الإسرائيلية.

إسرائيل ومطالب التحقيق الدولي المستقل

ميركل تدعو إسرائيل إلى إنهاء الحصار على غزةصورة من: AP

وحول الدعوة التي أيدتها عدد من الدول الأوروبية، الى إجراء تحقيق في حادث اقتحام السفن، يرى جوزيف كرواتورو الكاتب الصحافي الألماني المولود في حيفا، أنه بالنسبة لإسرائيل فإن" أسوأ ما يمكن أن يحدث هو قيام الأمم المتحدة بتحقيق يحاسب إسرائيل".و أشار في حوار مع دويتشه فيله بأن التحقيق المستقل الذي تطالب به بعض الدول وضمنها ألمانيا لا يعني أنه سيكون ضرورة على مستوى الأمم المتحدة ويتعين الانتظار لمعرفة تطورات الأمور في هذا الصدد.

من جهته استبعد عمرو حمزاوي كبير خبراء "معهد كارينغي للسلام" لشؤون الشرق الأوسط، في حوار مع دويتشه فيله، أن تتعامل الحكومة الإسرائيلية بإيجابية مع المطالب بإجراء تحقيق دولي في حادث الاقتحام، معللا رأيه بأن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة خلال السنوات الماضية كانت دائما تتملص من المطالب بإجراء تحقيقات دولية.

وفي هذا السياق تبدو الاحتمالات الممكنة في سلوك المجتمع الدولي إزاء حادثة "أسطول الحرية"، هو سعي عدد من الدول العربية وتركيا الى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين إسرائيل، ويرجح حمزاوي أن يصطدم أي قرار إدانة لإسرائيل بفيتو أميركي. وعلى مستوى آخر توقع حمزاوي قيام مبادرات نشيطة من المجتمع المدني على الصعيدين العربي والدولي بهدف إدانة إسرائيل لكنه لاحظ أن تلك الإدانات "لا تؤثر على إسرائيل بل تقابلها بمزيد من الرفض والاستعلاء".

وبشأن التداعيات المحتملة لحادث الاقتحام على موضوع الحظر المفروض على غزة، يعتقد كرواتورو أن الأمور لن تصل إلى حد التأثير على وضع الحظر المفروض على غزة وما يرتبط به من عمليات مراقبة النقل والعبور إلى القطاع، معللا رأيه بأن الحظر الذي تفرضه إسرائيل تسوغه متطلبات أمنية لمنع تهريب الأسلحة، مشيرا بأن هذه المتطلبات تحظى بتأييد المجتمع الدولي. وأعرب كرواتورو عن اعتقاده بأن "إسرائيل ستحافظ على هذا الوضع الذي نجحت في إسناده بحجج جيدة، وهو ما سيجعلها بالتالي تواصل سياستها في هذا الصدد".

إمتحان جديد للعلاقات التركية الإسرائيلية

حادث "أسطول الحرية" يهدد العلاقات التركية الإسرائيلية بمزيد من التوترصورة من: DW

ويبدو ملف العلاقات التركية الإسرائيلية مرشحا أكثر من غيره ليشهد تداعيات، فبينما يرجح حمزاوي سيناريو توتر"غير محدود" في العلاقات بين البلدين يعتقد كرواتورو أنه لا ينبغي " المبالغة في تقييم الموقف التركي الفوري على الحادث".

ويرى حمزاوي أن مقتل عدد من المواطنين الأتراك في هذا الحادث من قبل القوات الإسرائيلية سينتج عنه "تصعيد في العلاقات مع إسرائيل" مشيرا في هذا الصدد إلى ردود فعل أنقرة وضمنها سحب السفير التركي في إسرائيل وسعي تركيا لاستصدار قرار إدانة من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة كما ألغت تركيا مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل. وقال حمزاوي أن الجانب الإسرائيلي توقع من جانبه حالة غضب شعبي في تركيا ولذلك حذرت الخارجية الإسرائيلية الرعايا والسياح الإسرائيليين من التوجه إلى تركيا.

بينما يرجح كرواتورو أن تحافظ العلاقات التركية الإسرائيلية على "استقرارها" على غرار ما حدث في الفترة السابقة حيث شهدت العلاقات توترات، وأضاف الكاتب الصحافي كرواتورو أن قراءة رد الفعل التركي ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار كونه "رد فعل عاطفي متأثر بما حدث ومعبر بقوة عن التزام تركي بمبادرة إرسال سفن تضامنية إلى قطاع غزة".

وقال كرواتورو ان الإسرائيليين يفترضون أن هنالك خلفيات للموقف التركي تنطلق من إستراتيجية رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان هدفها تقوية النفوذ التركي في المنطقة، ملاحظا أن أبعاد إستراتيجية أردوغان لا تقتصر على السياسة الخارجية بل تشمل السياسة الداخلية في بلده. فمن منظور إسرائيلي، كما يقول كرواتورو، "يريد أردوغان أن يكسب مزيدا من النفوذ على حساب العسكريين الذين لا يسايرون سياسته الإسلامية المعتدلة، ومن خلال موقفه هذا يحاول أردوغان ممارسة مزيد من الضغط على العسكريين الذين ما يزالون يشكلون داخل تركيا الجهة الأكثر تأييدا لإسرائيل".

وحول مدى تأثير توتر العلاقات الإسرائيلية التركية على مساعي أنقرة للعب دور الوسيط بين إسرائيل والعرب وكذلك إيران، يعتقد حمزاوي ان "الفجوة بين إسرائيل وتركيا آخذة في الاتساع منذ وقوع حرب غزة" مرجحا أن تحافظ الدبلوماسية التركية على المدى المتوسط على دورها كوسيط في المنطقة وهو ما يحتم عليها الحفاظ على علاقات جيدة مع مختلف أطراف النزاعات في المنطقة وضمنهم إسرائيل وإيران والأطراف العربية.

من جهته لاحظ كرواتورو أن مساعي تركيا للقيام بدور الوساطة سواء بين إسرائيل وحماس أو بين حركتي فتح وحماس "منيت بالفشل" ومن هنا ربما تفهم ، برأي كرواتورو، سياسة أنقرة في سياق بحثها عن تأثير على الأقل من خلال دعم حماس.

تأثيرات "محدودة" على الملف الفلسطيني الإسرائيلي

تساؤلات حول تأثير الحادث على المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟صورة من: AP/DW

ويتفق حمزاوي وكرواتورو في التوقعات بشأن المدى المحدود لتأثيرات حادثة السفينة على الملف الفلسطيني الإسرائيلي في بعديه السياسي والأمني. وتوقع حمزاوي أن لا تتجاوز التداعيات على مستوى عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين "خطوات تأجيلية في مسلسل المفاوضات غير المباشرة"، مستبعدا إقدام السلطة الفلسطينية على قرار إيقاف هذه المفاوضات التي تتم برعاية أميركية. من جهته قال كرواتورو إنه لا توجد مؤشرات تجعله ينظر لتطور ردود الفعل على حادثة السفينة على نحو يختلف جوهريا عن ردود فعل مشابهة في أحداث سابقة مشيرا في هذا الصدد الى أحداث قصف إسرائيل لغزة وكذلك الى ملف المستوطنات وتداعياته على العلاقات الأميركية الإسرائيلية.

وعلى الصعيد الأمني يرى حمزاوي ان الحالة الأمنية بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية يمكن أن تشهد توترا خلال الأيام القليلة المقبلة لكنه اعتبر ان التوقعات بقيام انتفاضة جديدة "ليست في محلها" معللا رأيه بأن "ردود الفعل التي شهدتها الضفة الغربية لم تصل الى حد الانتفاضة سواء عندما وقعت حرب غزة - رغم وحشيتها- أو حتى الحصار المفروض على قطاع غزة رغم قسوته "ملاحظا ان التحركات وردود الفعل في الضفة الغربية تتم بناء على" اعتبارات ومصالح اقتصادية واجتماعية وفي اتجاه مغاير لما يجري في قطاع غزة".

من جهته قال كرواتورو إن حادث أسطول الحرية "يمكن أن يتم توظيفه لتأجيج المشاعر الشعبية وخصوصا من قبل حماس عبر تنظيم مظاهرات وربما حتى بإطلاق بعض الصواريخ على إسرائيل"، أما في الضفة الغربية فإن الأمور لن تتجاوز تنظيم مظاهرات"عفوية أو منظمة" على غرار ما جرى في أحداث سابقة.

الكاتب: منصف السليمي

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW