حادث جديد في مضيق تايوان يؤجج التوتر بين واشنطن وبكين
٤ يونيو ٢٠٢٣
نددت واشنطن بالتصرفات "الخطيرة" للجيش الصيني بعد تزايد الحوادث بين البلدين في مضيق تايوان، فيما حذرت الصين من مغبة تدخل واشنطن في النزاع مؤكدة أنها لن تتردد في استعمال القوة. تطور يتزامن مع زيارة مسؤول أمريكي كبير لبكين.
إعلان
اتهمت البحرية الأمريكية مساء أمس (السبت الثالث من يونيو/ حزيران 2023) سفينة صينية بالقيام بتحركات "خطيرة" حول مدمرة أمريكية في مضيق تايوان بعد أقل من عشرة أيام على وقوع حادث جوي بين البلدين في المنطقة.
وقالت القيادة الأمريكية في بيان إن السفينة الصينية "قامت بمناورات خطيرة بالقرب من تشونغ هون" المدمرة الأمريكية التي كانت تبحر المضيق. وأضاف البيان أن السفينة الصينية "تجاوزت تشونغ هون من الجانب الأيسر ثم اعترضت طريقها على بعد 150 مترا"، موضحا أن المدمرة "تابعت مسارها وأبطأت إلى سرعة عشر عقد لتجنب اصطدام".
وتابع أن السفينة الصينية "مرت مجددا أمام مقدمة تشونغ هون من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر على بعد ألفي متر" وواصلت الإبحار إلى جانب المدمرة الأمريكية التي اقتربت منها إلى مسافة تبعد عنها أقل من 150 مترا.
ووقع هذا الحادث عندما كانت السفينة "يو إس إس تشونغ هون" وهي مدمرة من نوع إيجيس تابعة للأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ، تبحر إلى جانب السفينة الكندية "إتش إم سي إس مونتريال" في مضيق تايوان الذي يبلغ عرضه 180 كيلومترا ويفصل الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي عن الصين القارية.
وقال الجيش الصيني إنه راقب مرور السفينتين لكنه لم يذكر أي حوادث. وصرح المتحدث باسم القيادة الشرقية للصين الكولونيل شي يي إن "الدول المعنية تختلق عمدا مشاكل في مضيق تايوان وتتعمد تأجيج المخاطر وتقوض بخبث السلام والاستقرار الإقليميين".
وتعبر سفن أمريكية باستمرار مضيق تايوان لكن نادراً ما ترافقها سفن تابعة للحلفاء. ويعود آخر مرور لسفن أمريكية وكندية معا إلى أيلول / سبتمبر الماضي. وتثير هذه التحركات غضب الصين التي تعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها وتؤكد أنها تمتلك حقوقا سيادية في المضيق.
وهذا الحادث هو الثاني بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة خلال أقل من عشرة أيام. فقد صرح عسكريون أمريكيون في 26 أيار/ مايو أن طيارا صينيا قام بـ"مناورة عدوانية غير مبررة" بالقرب من طائرة استطلاع أمريكية كانت تحلق فوق بحر الصين الجنوبي. وصرح متحدث عسكري صيني حينذاك أن الطائرة الأمريكية "اقتحمت عمدا" منطقة تدريب في الصين "للقيام بعمليات استطلاع".
من جهته، حذر وزير الدفاع الصيني لي شانجفو اليوم الأحد الولايات المتحدة من التدخل في النزاع حول تايوان. وقال لي في كلمة ألقاها في حوار شانجري-لا في سنغافورة، وهو مؤتمر ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "إذا تجرأ أي شخص لفصل تايوان عن الصين،فإن الجيش الصيني لن يتردد لثانية". وأضاف "لن نخشى الخصوم ونعمل بحزم لحماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضي بغض النظر عن أي ثمن".
وتتزامن هذه التطورات مع وصول مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إلى بكين اليوم الأحد لحضور اجتماعات مقررة هذا الأسبوع مع سعي واشنطن لتعزيز التواصل مع الصين في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين. وقالت الوزارة في بيان أمس السبت إن مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي دانيال كريتنبرينك سيناقش "القضايا الرئيسية في العلاقات الثنائية" خلال زيارته للصين.
وتأتي زيارة كريتنبرينك في أعقاب زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز للصين الشهر الماضي. وقال مسؤول أمريكي إن بيرنز "شدد على أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة بين أجهزة المخابرات" خلال اجتماعاته مع نظرائه الصينيين. لكن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وبخ الصين أمس السبت لرفضها إجراء محادثات عسكرية.
وفي حديثه في حوار شانجري-لا في سنغافورة، وهي أعلى قمة أمنية في آسيا، قال أوستن إن إحجام بكين عن إجراء الحوار يقوض جهود الحفاظ على السلام في منطقة يعزز فيها الخصمان من قدراتهما العسكرية.
ح.ز/م.س (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)
أشهر حوادث السفن.. كم بلغت التكاليف والتعويضات؟
قد تخيم الضبابية لسنوات على تكاليف حوادث السفن وتعويضاتها، وذلك يعتمد على الأضرار التي تسببها، من تعطيل حركة الملاحة أو الأضرار البشرية أو البيئية أو جهود إعادة تعويمها. لمحة عن أبرز حوادث السفن مع التكاليف أوالتعويضات.
صورة من: Maxar Technologies/REUTERS
إيفر غيفن: مطالب بـ900 مليون دولار كتعويض
جنوح سفينة "إيفر غيفن" في قناة السويس تسبب في تعطيل حركة الملاحة لستة أيام، إلى أن تم تعويمها أخيراً. احتجزت مصر السفينة مطالبة الشركة المالكة بدفع 900 مليون دولار كتعويض، وسط استمرار المحادثات بين الجانبين. هيئة قناة السويس كانت قد قالت إنها خسرت ما بين 12 إلى 15 مليون دولار يومياً جراء الحادث. أما تكلفة تعطل الملاحة على التجارة العالمية فتتراوح بين 6 إلى 10 مليارات دولار، بحسب "أليانتس" للتأمين.
صورة من: Maxar Technologies/AP/picture alliance
سي إس سي إل إنديان أوشن: عشرات الملايين
تعد "سي إس سي إل إنديان أوشن" واحدة من أكبر سفن الحاويات على مستوى العالم، إذ يمكنها نقل حوالي عشرين ألف حاوية. وفي عام 2016 علقت في قاع نهر الإلبه بمدينة هامبورغ الألمانية على الرغم من ارتفاع مناسب النهر بسبب الفيضان، ولم تتمكن سفن الإنقاذ من تحريرها إلا بعد عدة أيام. وقد تولت شركة تأمين الشركة المشغلة للسفينة دفع تكاليف إعادة تحرير السفينة والتي بلغت عشرات ملايين اليوروهات.
صورة من: Imago/L. Berg
إم إس سي تشيترا: خلاف حول 66 مليون دولار
بعد تصادمها مع سفينة أخرى، مالت سفينة "إم إس سي تشيترا" في 8 آب/أغسطس 2010 قبالة سواحل مومباي بشكل خطير، ما تسبب بفقدان نحو 300 حاوية شحن. لكن السفينة لم تغرق، وبعد أشهر تم إغراقها في المياه الدولية. سلطات إدارة الموانئ طالبت الشركة المالكة بدفع تعويض بلغ نحو 5 مليارات روبية (نحو 66 مليون دولار) بسبب التلوث الذي تسببت به، إذ تسربت منها أطنان من مشتقات النفط. ويستمر الخلاف حول التعويض حتى الآن.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Mukherjee
رينا: تعويضات بـ38 مليون دولار
لم يتبق الكثير من سفينة الشحن "رينا" في تشرين الأول/ أكتوبر 2011 بعد أن اصطدمت بشُعب مرجانية قبالة سواحل نيوزيلندا، إذ سرعان ما انقسمت إلى قسمين انفصلا عن بعضهما. ولم يتبق من السفينة إلا مقدمتها بعد أن غرقت باقي الأجزاء بما كانت تحمله من حاويات. وفي عام 2012 وافقت الشركة المالكة للسفينة على دفع تعويضات بلغت 38 مليون دولار للشركة التي أزالت مخلفات السفينة من المياه.
صورة من: picture-alliance/abaca/Maritime New Zealand
إم إس سي نابولي: نحو 165 مليون دولار
في عام 2007 فقدت سفينة الشحن "إم إس سي نابولي" جزءاً من شحنتها بعد أن جنحت قبالة سواحل جنوب إنكلترا. وأدى ذلك إلى تحول شاطئ "سيدموث" الجميل في ديفون إلى مكب للنفايات. واستغرقت أعمال تنظيف الشاطئ وتخليصه من النفايات أكثر من سنتين ونصف، ووصلت قيمة الأضرار إلى 120 مليون جنيه إسترليني (نحو 165 مليون دولار) دفعتها الشركة المالكة وشركة التأمين.
صورة من: picture-alliance/dpa/PA/B. Batchelor
تصادم في القنال الإنجليزي
هكذا انتهى الحال بإحدى السفن السياحية بعد تصادمها مع إحدى سفن نقل الحاويات عام 1999 في القنال الإنجليزي، إذ اخترقت بعض الحاويات الفولاذية العملاقة مقدمة السفينة. ورغم الأضرار الكبيرة واندلاع حريق على متن سفينة الشحن إلا أن الحادث لم يسفر عن إصابات كبيرة، إذ أُصيب يومئذٍ 24 شخصاً بجراح بسيطة.
صورة من: picture-alliance/dpa
إكسلسيور: غرامة للقبطان
في عام 2007 فقدت سفينة "إكسلسيور" 31 حاوية في مناورة فاشلة بالقرب من مدينة كولونيا الألمانية، وانتشرت الحاويات على مسافة عدة كيلومترات في نهر الراين، ما تسبب بعرقلة حركة الشحن والنقل. بلغت أضرار الحادث نحو مليون يورو متجاوزة الحد الأقصى لمبلغ تأمين الشركة المشغلة التي كانت مهددة بالإفلاس. وقضت محكمة ألمانية بضرورة تشكيل صندوق لتغطية نفقات مثل هذه الحوادث. وتم تغريم القبطان بـ3200 يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
لُقى ثمينة على الشاطئ
رغم تبعات مثل هذه الحوادث إلا أن البعض قد يستفيد منها على ما يبدو، إذ يقبل البعض على جمع محتويات الحاويات التي تجرفها المياه. هذه الأحذية الرياضية الجديدة مثلاً على شاطئ نورديرني الألمانية عام 2014، ويبدو أنها سقطت من إحدى السفن المبحرة في بحر الشمال.