بينما لازال قرار مسعود أوزيل اعتزال اللعب دوليا مع المنتخب الألماني يُثير العديد من ردود الفعل، اقترح حارس أرسنال تقديم الدعم لصاحب القدم اليُسرى بطريقة خاصة، فيما دافع رئيس الاتحاد الألماني عن نفسه إزاء انتقادات أوزيل.
إعلان
أوضح موقع "sportbuzzer" أن حارس أرسنال اللندني بيتر تشيك، أبدى دعمه لحصول زميله في الفريق مسعود أوزيل على شارة القيادة، وأضاف الحارس التشيكي المُخضرم أن اعتزال أوزيل اللعب دوليا مع المنتخب الألماني، سيجعله يُركز بشكل أكبر مع "المدفعجية".
وأكد بيتر تشيك أن أوزيل من اللاعبين، الذين يمتلكون خبرة في عالم كرة القدم، إذ سبق لصاحب القدم اليُسرى الساحرة التتويج بكأس العالم مع المنتخب الألماني في مونديال البرازيل 2014 على حساب المنتخب الأرجنتيني العنيد.
وأفاد موقع "sportbuzzer" أن حظوظ أوزيل للحصول على شارة قيادة أرسنال تبدو كبيرة، لاسيما وأن كابتن أرسنال لوران كوتشيلني، يغيب عن المستطيل الأخضر حتى نهاية السنة على الأقل بداعي الإصابة، وأضاف الموقع الألماني نقلا عن بيتر تشيك قوله "لعب أوزيل على المستوى الدولي، وبالنسبة لنا هو لاعب مهم للغاية"، وأردف :"بالتأكيد أوزيل مرشح بوضوح لتولي شارة قيادة فريق أرسنال".
وفي سياق ذي صلة، يخوض مسعود أوزيل اليوم الخميس (26 يوليو/تموز 2018) أول مباراة له، بعدما أعلن نهاية الأسبوع الماضي، اعتزاله رسميا من المنتخب الألماني على خلفية الانتقادات الحادة، التي تعرض لها بسبب صورة التقطها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وشدد مدرب أرسنال أوناي إيمري، في تصريحات صحفية قبل مباراة الفريق الودية أمام فريق أتلتيكو مدريد في كأس الأبطال الدولية، التي تحتضنها سنغافورة أن النادي الإنجليزي "مثل بيته، مثل عائلته، إذ سنحاول مساعدة (أوزيل) على الشعور بالراحة".
إلى ذلك، أبدى مدرب ليفربول يورغن كلوب احترامه قرار مسعود أوزيل (29) اعتزال اللعب مع "المانشافت"، وأضاف المدرب الألماني أن قرار أوزيل شخصي، مُشددا على ضرورة إبداء المزيد من الاحترام للاعبين.
في المقابل، رفض رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل اتهامات أوزيل للاتحاد بالعنصرية، حيث أكد غريندل في بيان مكتوب أنه "يأسف نيابة عن زملائه والكثير من العاملين والموظفين التابعين للاتحاد بأن يربط اسم الاتحاد بالعنصرية"، وأضاف: "أرفض ذلك بحزم أصالة عن الاتحاد وأصالة عن نفسي"، لكنه أقرّ في الوقت ذاته بأنه ارتكب أخطاء في التعامل مع هذا الملف، في إشارة إلى سياسية التكتم التي انتهجها الاتحاد الألماني لكرة القدم غداة الأزمة أي أسبوعين قبيل انطلاق مونديال روسيا. لكن غريديل ومدير الكرة أوليفر بيرهوف عادا ليحملا في تصريحات سابقة وبشكل ضمني أوزيل المسؤولية على المستوى السيء الذي ظهر به المانشافت في نهائيات كأس العالم.
أوزيل ـ "عازف ليل" رمى مزماره بسبب صورة مع أردوغان
بعدما ساهم في تربع ألمانيا على عرش كرة القدم وفي صنع أمجادها الرياضية، فجر مسعود أوزيل قنبلة اعتزاله اللعب دوليا مع "المانشافت"، وسط جدل كبير على خلفية صورة له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. مسيرة أوزيل الكروية في صور
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
الطفل المعجزة
في فترة طفولته، حمل مسعود أوزيل قمصان عدة أندية كروية في مدينة "غيلزنكيرشن" الألمانية، التي ولد فيها، ثم لعب بعد ذلك لمدة خمس سنوات برفقة فريق "روت فايس إيسن". في سنة 2005 انضم أوزيل إلى فريق شالكه، وفي 2009 لعب مع المنتخب الألماني تحت 21 سنة وحصل معه على بطولة أوروبا.
صورة من: Imago/Team 2
التألق دولياً ـ البداية من جنوب إفريقيا
سنة 2008 انتقل "عازف الليل" إلى فريق فيردر بريمن، بسبب خلافات بشأن تجديد عقده بين فريق شالكه، ووالد مسعود أوزيل (مصطفى)، الذي كان آنذاك وكيلا لأعمال ابنه. لكن صاحب القدم اليسرى جلب اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، بعدما قدم أداء رائعا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث انتقل أوزيل إلى ريال مدريد، الذي لعب معه ثلاث سنوات، ليحط الرحال بعدها في فريق أرسنال في صفقة بلغت 50 مليون يورو.
صورة من: Imago/Sven Simon
نموذج للاندماج
سنة 2010 فاز مسعود أوزيل بجائزة "بامبي" الإعلامية الشهيرة كمثال ناجح للاندماج. في نهاية 2007 تنازل أوزيل عن جنسيته التركية، بيد أنه لم يخف أبدا فخره بجذوره التركية. سنة 2016 نشر مسعود صورا لرحلة حج في مكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
بطل القلوب
هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (الصورة) مسعود أوزيل، على الانتصار الذي حققه منتخب "المانشافت" على نظيره التركي، في مباراة برسم التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا 2012. وبعد مونديال البرازيل 2014 تبرع أوزيل بمكافأة الفوز لصالح الأطفال البرازيليين، الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، وهو ما جعل صانع الألعاب ينال استحسان الكثير من الناس، كما زار أوزيل الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
صانع الفرص بعد ميسي
شارك مسعود أوزيل في جميع مباريات المنتخب الألماني (سبع مباريات) في رحلته نحو الفوز بكأس العالم 2014، حيث يُعد صاحب القدم اليسرى الساحر ليس فقط صانع ألعاب منتخب "المانشافت"، بل أيضا حلقة وصل مهمة بين المدرب يواخيم لوف وباقي اللاعبين في المنتخب. كما نجح أوزيل في مونديال البرازيل 2014 في الحلول ثانيا بعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأكثر لاعب يخلق الفرص.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gillar
الصورة المثيرة للجدل
ليست المرة الأولى ( مايو/أيار 2018)، التي يتم فيها تصوير مسعود أوزيل برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ سبق وظهر أوزيل مع أردوغان، غير أن صورته الأخيرة مع الرئيس التركي، قبل انطلاق مونديال روسيا أثارت الكثير من الاهتمام. وفيما أنتقد البعض أوزيل لدعمه حاكم سلطوي، أتهمه البعض الآخر بعدم الولاء لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
كبش فداء لفشل المانشافت؟
في مونديال روسيا ودع منتخب "المانشافت" البطولة من الدور الأول، وهو ما اعتبر أكبر إخفاق في تاريخ مشاركات المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم. على إثر ذلك أعتبر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل، أن صمت أوزيل بخصوص قضية لقائه مع أردوغان أثقل كاهل المنتخب. تصريحات غريندل قوبلت بانتقادات من الوسطين السياسي والرياضي أما أوزيل فقد أعتبر أنه يتم استخدامه كـ"كبش فداء".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
"ألماني عند الفوز ومهاجر حال الخسارة"
في بيان مثير للانتباه، على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعلن مسعود أوزيل (29 عاما) في ( 22 يوليو/تموز 2018) اعتزاله اللعب رسميا مع المنتخب الألماني. أوزيل الذي لعب 92 مباراة مع "المانشافت" وسجل 23 هدفا وساهم في صنع 40 هدفا، كتب قائلا: "أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر". الكاتب : شوماخر إليزابيث/ر.م