1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أنا لست خائفاً"

نعومي كونراد/ عبد الرحمن عثمان٣ مارس ٢٠١٥

المجلس المركزي لليهود في ألمانيا ينصح اليهود بعدم وضع الطاقية على الرأس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يشجع يهود أوروبا على الهجرة. يهودي أمريكي في ألمانيا يرى أن هذا مبالغٌ فيه.

Symbolbild Juden in Deutschland
صورة من: picture-alliance/dpa/Rainer Jensen

يروي ماكسيميليان فيلدهاكه قصة وداعه قبل ثلاث سنوات في كنيس يهودي بالولايات المتحدة، آنذاك تمنى له المودعون كل الخير والنجاح، لكنهم أضافوا: "نحن نخشى عليك، رجاء انتبه إلى نفسك جيداً". ويضيف أن بعضهم سألوه: "لماذا تريد الانتقال إلى أوروبا حيث الحزن والموت؟"، ولماذا إلى ألمانيا تحديداً؟

يبتسم فيلدهاكه، الشاب القادم من مدينة فونيكس الأمريكية ويقول، إنه لا يدري لماذ أراد دائما العيش في ألمانيا. ربما لأن جدوده من ألمانيا وربما بسبب سمعة بافاريا والبيرة والسجق. لكنه لا يملك جوابا على هذا السؤال ويقول: "كنت دائما أريد الهجرة إلى ألمانيا".
يعيش ماكسيميليان البالغ من العمر 26 عاما الآن في برلين حيث يدرس علوم الدين في كلية دينية منذ سنتين ليتخرج منها كحبر ليبيرالي. وقبل ذلك عاش سنة في مدينة دريسدن الألمانية.

"يرى الناس أنني يهودي ولم يصبني مكروه"

يتفهم ماكسيميليان قلق أصدقائه في فونيكس الأمريكية. ويقول بلغة ألمانية متقنة تشوبها لكنة أمريكية: "أنا أدرك بالضبط أسباب قلقهم، لكن كان ذلك في عام 2012". ويعبر عن انزعاجه من الأحكام المسبقة السائدة إزاء النازيين الجدد وقوى اليمين في ألمانيا، ويقول "ألمانيا، وخاصة دريسدن ،لا يسكنها متطرفون يمينيون فقط". ويشير إلى طاقيته التي يضعها اليهود على رؤوسهم، الكيباه، ويقول: "يرى الناس أنني يهودي، ولا يصيبني أي مكروه". ويقول إن الناس إما يحيونه بالعبرية ويقولون "شالوم" أو لا يحدث شيء. لذلك فهو لا يعير بالاً لتحذير المجلس المركزي ليهود ألمانيا بعدم ارتداء الكيباه في الأماكن العامة.
تجربة سلبية وحيدة مر بها خلال ثلاث سنوات من وجوده في ألمانيا، وكانت أثناء حرب غزة في الصيف الماضي حين قابله شابان "ربما من أصول تركية أو عربية"، وقالا له كلاما بذيئاً ضد إسرائيل ووصفوه بـ"يهودي خنزير". يعترف ماكسيميليان أنه شعر ببعض الخوف، لكنه ذاك الخوف المتجذر لدى كل أمريكي "يعتقد مباشرة باحتمال أن يكون مع الناس سلاح، لكن الناس في ألمانيا لا تحمل السلاح طبعا". ويضيف بأنه يشعر بالأمان في ألمانيا أكثر من الولايات المتحدة: "هناك يمكن أن تقتل كل يوم على قارعة الطريق"، لكثرة حملة السلاح في أمريكا.

"المبالغات لا تساعد"

أما حركة بيغيدا المناهضة للإسلام التي تحذر من "أسلمة الغرب" والتي انطلقت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي من مدينة دريزدن، فلا تخيف ماكسيميليان فيلدهاكه، ويقول: "صحيح أن البعض ينظر إلى الحركة بشكل مغاير، لكن يمكن القول، إنه وحسب الإحصائيات، يبقى 470 ألف نسمة في بيوتهم ولا يشاركون في مسيرات حركة بيغيدا". وهو يزور دريسدن مرة كل أسبوعين، وإذا صادف وجود مظاهرة لبيغيدا، فإنه ينضم إلى المظاهرة المضادة.

ماكسيميليان فيلدهاكه، حبر يهودي أمريكي يدرس اللاهوت في ألمانيا منذ سنتينصورة من: DW/N. Conrad

وعن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو يهود أوروبا بالهجرة إلى إسرائيل بسبب تنامي معاداة السامية في أوروبا، يهز فيلدهاكه رأسه ويقول، بأنه ليس من أنصار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، لكن جملتها التي تقول فيها إن اليهود جزء من الحياة في ألمانيا تعجبه كثيرا ويؤيدها. يبتسم ويضيف: "ميركل هي رئيسة حكومتي وليس نتينياهو، وهذا أفضل هكذا. نتينياهو، أنت تطلب أن نهاجر جميعا، شكراً لك، لكن الأفضل هو أن لا نهاجر".

ثم يقول بجدية طبعا هناك معاداة للسامية في ألمانيا وأوروبا وهو لا يريد الحديث عن معادة السامية في دول أخرى، ولكن من الضروري الحديث عن معادة السامية، لكن "هذه المبالغات لا تفيد ولا تساعد أحدا". وهو يريد الحصول على الجنسية الألمانية في أقرب فرصة ممكنة، ويقول: "من يريد التغيير في مجتمع ما، فعليه أن يحمل جنسيته".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW