حتى في الغرب.. مساواة المرأة بالرجل اقتصاديا لا تزال بعيدة!
٣١ ديسمبر ٢٠١٨
بنسبة نحو 50% من سكان العالم لا يمكن للنساء أن يشكلن أقلية بكل تأكيد، إلا أن التعامل معهن لا يتم على قدم المساواة، خصوصا في ساحات العمل والانتاج. وفي عام 2018 ازداد الوضع سوءا ولكن ليس في كل مكان.
إعلان
لا يتلقين الدعم ويتقاضين أجورا أقل ويتعرضن جزئيا للإقصاء. الكثير من النساء والرجال على مستوى العالم يناضلون من أجل مزيد من المساواة وحققوا بعض النجاحات. لكن لم يحصل الكثير في الآونة الأخيرة. فالمساواة تشهد بعض الركود في العالم وفي بعض المجالات تتسع الفجوة مجددا، كما حذر منتدى الاقتصاد العالمي الذي يحلل منذ 2006 في كل سنة وضع مساواة النساء ويتم النظر إلى مجالات الاقتصاد مثل الأجور وفرص شغل مناصب قيادية والولوج إلى التعليم وإمكانيات المشاركة السياسية والصحة مثل معدل الحياة في 149 بلدا.
إيسلندا: الرائدة في المساواة
طبقا للدراسة الأخيرة نزلت ألمانيا في مؤشر المساواة السنوي بمقعدين لتحتل المرتبة 14 في التصنيف. وبهذا يتم سد نحو 78 في المائة من الفجوة بين الجنسين. والوضع أسوء في سويسرا التي تحتل المرتبة 20 والنمسا تأتي في المرتبة 53. وللمقارنة فإن في البلد الرائد إيسلندا تتقلص الفجوة بين الجنسين بـ 85 في المائة، وبهذا تكون البلاد للسنة العاشرة على التوالي رائدة في المؤشر.
وكنموذج في سد الثغرة بين الجنسين تكون البلدان الشمالية مثل النرويج (المرتبة 2) والسويد (3) وفنلندا (4). وتمكنت نيكاراغوا من احتلال المرتبة الخامسة ورواندا المرتبة السادسة. وبين بلدان مجموعة العشرين نجد فرنسا في المرتبة الأولى باحتلال المرتبة 12 وتتبعها ألمانيا في المرتبة 14 وبريطانيا في المرتبة 15 وكندا في المرتبة 16. ونزلت الولايات المتحدة الأمريكية بمقعدين لتحتل المركز 51.
المساواة لن تعيشها نساء اليوم
كيفما كانت النتيجة، فهي غير مرضية ـ 2017 كان الوضع أسوء. والسنة الماضية كانت الأولى التي توسعت فيها الفجوة مجددا بين النساء والرجال. ويبقى الكثير من العمل الذي يجب فعله: فإذا استمر الوضع على هذه الوتيرة، فإن الأمر سيتطلب 202 سنة إضافية إلى أن تتحقق المساواة بين الرجل والمرأة في مجال العمل. وإذا ما نظرنا إلى جميع المجالات، فإن الوضع سيطول 108 سنة إلى أن تختفي الفجوة بين الجنسين.
تحسن طفيف في ساحات العمل
وإذا ما نظرنا إلى الفجوة الاقتصادية بين الجنسين، فإن الوضع ليس سيئا بهذه الدرجة. فالفجوة تقلصت بعض الشيء في 2018. وهذا التطور يعود إلى أن الرجال لم يعودوا يكسبون أكثر من النساء. ففي 2018 كانت فجوة الأجور تقع في حدود 51 في المائة. كما يشغل عدد متزايد من النساء مناصب قيادية (34 في المائة عالميا).
ويساهم في هذه النتيجة أيضا حقيقة أن نسبة النساء بين السكان العاملين عالميا تراجعت. كما أن النساء أقل تمثيلا في قطاعات عمل تستدعي كفاءات علمية. ومن بين الأسباب الممكنة أيضا هو البنية التحتية مثل رعاية الأطفال والمسنين التي تسمح بإعادة إدماج النساء في سوق العمل تبقى متأخرة والعمل غير المأجور تقوم به بالأخص نساء.
النساء لبنة هامة للاقتصاد
مع العلم أن النساء عنصر هام في الاقتصاد: "الاقتصاديات التي ستبقى قائمة في الثورة الصناعية الرابعة هي التي تعرف الاستفادة على أحسن وجه من المواهب المتوفرة"، كما يتنبأ كلاوس شفاب، مؤسس منتدى الاقتصاد العالمي.
وحقيقة أن يكون عدد النساء قليلا في المجالات العلمية (الرياضيات والمعلوماتية والعلوم الطبيعية والتقنية)، فهذا معروف منذ مدة. وهذه النسبة أقل أكثر في مجال الذكاء الاصطناعي. وتقول سعدية زاهيدي، عضوة رئاسة منتدى الاقتصاد العالمي:" الصناعة يجب أن تبذل الجهد من خلال إجراءات التعليم والتكوين الإضافي والإمكانيات الملموسة من أجل تغيير الوضع في المساواة لصالح النساء في عالم الشغل المستقبلي".
آفاق مظلمة في المجالات الأخرى
وتدهور ولوج النساء لمجال الصحة والتعليم والسياسة على مستوى العالم. وفي المشاركة السياسية يزداد الوضع قتامة من سنة لأخرى بالنسبة إلى النساء. وحتى ولو أن أنغيلا ميركل وتيريزا ماي تلعبان دورا مهما ـ وفي 2018 شغل فقط عدد قليل من النساء مناصب قيادية حكومية. وهذا الوضع غير المتساوي ليس قائما في كل البلدان. ففي 22 من الاقتصاديات "الغربية" تحسنت إمكانيات المشاركة السياسية للنساء.
إنسا فريدي/ م.أ.م
مناضلات بارزات في مسيرة الكفاح من أجل حقوق المرأة
لا يزال كفاح المرأة من أجل المساواة الكاملة مع الرجل مستمرا منذ عقود. اخترنا لكم مجموعة من أشهر النساء المناضلات في مسيرة الكفاح من أجل حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل.
صورة من: Rowohlt Verlag
مزن حسن
تكافح المصرية منذ 2007 من أجل حقوق المرأة في بلدها عبر منظمتها "نظرة للدراسات النسوية". وناضلت بشكل خاص خلال ما يسمى بالربيع العربي من أجل ضرورة تجريم التحرش الجنسي. حصلت مزن حسن المولودة عام 1979 على جائزة "رايت ليفليهوود" عام 2016 والمعروفة أيضا بجائزة نوبل البديلة.
صورة من: Right Livelihood Award/M. Mohie
أليس شفارتزر
ولدت الألمانية أليس شفارتزر عام 1942 وتعد أشهر ناشطة نسوية في ألمانيا. تصدر منذ عام 1977 المجلة النصف شهرية "إيما". و قبلها أصدرت كتابا عنوانه "الفَرق الصغير وعواقبه الكبيرة". كتاب حقق مبيعات ضخمة، طالبت فيه بعدم التفريق بين المرأة والرجل.
صورة من: picture-alliance/ZB/T. Schulze
أوليمب دو غوج (1748 -1793)
تعد واحدة من الثائرات الفرنسيات ورائدة في النضال من أجل المساواة. ساهمت أوليمب دو غوج 1791 في كتابة "إعلان حقوق المرأة والمواطنة" كرد فعل على "إعلان حقوق الإنسان والمواطن" الصادر عام 1789 الذي لم ينصف المرأة. و كتبت ما يلي "ولدت المرأة حرة، و عليها أن تبقى متساوية مع الرجل في جميع الحقوق".
صورة من: picture-alliance/akg-images
سوجورنر تروث (1797 - 1883)
كانت أول ناشطة "سوداء" تجمع حقوق المرأة والعبيد معا. طالبت الأمريكية سوجورنر تروث علنا بإلغاء الرق ومنح المرأة حق الاقتراع. ألقت أشهر خطبها "ألست أنا إمرأة؟" في مؤتمر أوهايو لحقوق المرأة في ولاية أوهايو عام 1851.
صورة من: picture-alliance/Everett Collection
لويزه أوتو بيترز (1819-1895)
تعتبر مؤسسة الحركة النسوية في ألمانيا، واشتهرت بهذه الجملة: "مشاركة المرأة في مصالح الدولة ليست حقا بل واجب". وشاركت لويزه أوتو بيترز عام 1865 في تأسيس الجمعية الألمانية العامة للنساء، وهي أول جمعية نسوية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيدفيغ دوهم (1931-1919)
كتبت عام 1874 كتابا بعنوان "تحرر المرأة العلمي". كانت هيدفيغ دوهم من الرائدات البارزات داخل الحركة النسوية الألمانية وطالبت بمنح المرأة حق التصويت وإفساح المجال أمام النساء للدخول إلى الجامعات. وبعبارتها أن "حقوق الإنسان ليس لها جنس" طالبت بالمساواة الأساسية بين المرأة والرجل.
صورة من: picture-alliance/akg-images
إميلي دافيسون (1872-1913)
اعتقلت الناشطة البريطانية ثماني مرات. كانت إميلي دافيسون من المدافعات عن حق المرأة في الانتخاب وشاركت في احتجاجات عنيفة من أجل ذلك. كانت عضوا في "اتحاد المرأة الاجتماعية والسياسية" الذي أسس عام 1903. وشعاره "أعمال لا أقوال". توفيت دافيسون في نهاية المطاف شهيدة ليس في سبيل النضال من أجل المرأة بل بسبب سباق للخيل عام 1913.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
سيمون دي بوفوار (1908-1968)
تعتبر مؤلفاتها علامة فارقة في الأدب النسوي وخاصة كتابها "الجنس الآخر"، إذ كتبت تقول "لا يولد الفرد كإمرأة بل إنه يصبح إمرأة". و بهذا تكون دي بوفوار أول من مثل فكرة النظر إلى المرأة ليس كائن بيولوجي وغنما كواقع اجتماعي، عام 1949، وبرؤويتها هذه تكون قد سبقت عصرها.
صورة من: picture-alliance/dpa
بيتي فريدان (1921-2006)
انتقدت الناشطة في كتابها "اللغز النسوي" اختزال المرأة في دور الأم وربة المنزل. صدر الكتاب عام 1963 وانضمت بذلك إلى الحركة النسوية في الولايات المتحدة. ساهمت الناشطة الأمريكية بيتي فريدان عام 1966 في تأسيس "المنظمة الوطنية للنساء". كما ناضلت طوال حياتها من أجل المساواة بين الرجل والمرأة.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Photo
جوديث بتلر
ارتكز محور عملها على تفكيك الجنس البيولوجي من خلال كتابها "مشاكل الجندر". وملخص أطروحتها: ليس فقط الجنس الاجتماعي "جندر" بل أيضا البيولوجي "تزاوج" تم تكوينه اجتماعيا، و بذلك تم إعادة تعريف الهوية الجنسية. لتصبح الفيلسوفة الأمريكية من رواد النظرية النسوية في التسعينات. وتجدر الإشارة إلى أنها من مواليد 1956.
صورة من: European Graduate School
لوري بيني
(1986): تعد واحدة من أهم الناشطات النسوية في عصرنا. في مؤلفاتها "سوق اللحوم" و"أشياء لا توصف" انتقدت الشابة البريطانية (تولد 1986) السيطرة على جسد المرأة وأفكار الحب الرومانسي والقهر الجنسي للمرأة . تعمل بيني كصحفية حرة مع جريدة "الغارديان" وغيرها.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
مارغريت ستوكوفسكي
(1986): صحفية ألمانية لدى "شبيغل". في كتابها "عارية من الأسفل"، تتناول البحث عن السلطة وآليات القمع الجنسي والعلاقة بين الحرية في معناها الواسع ومعناها الضيق. ويمكن اختصار فكرة الناشطة النسوية والصحفية الشابة مارغريت ستوكوفسكي (تولد 1986) بأنه "لا يمكننا أن نكون عراة من الأسفل إذا لم نكن عراة من الأعلى، وبالعكس". إعداد: لينا فريدريش/ سميح العامري