يبدو أن التفاهم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أكبر بكثير مما كان متوقعا، إذ تجاوز اللقاء الأول بينهما وقته المحدد. كما فشلت كافة محاولات وضع نهاية له، فما الذي دار بين الزعيمين؟
إعلان
أكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب السبت أن لقاءه للمرة الأولى مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين، يوم الجمعة كان "رائعا". وقال ترامب، في مستهل لقاء مع رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في اليوم الثاني والأخير من القمة التي تستضيفها مدينة هامبورغ في ألمانيا، إن "اللقاء كان رائعا".
وكان أول اجتماع مباشر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة وديا لدرجة أنه حتى سيدة أمريكا الأولى ميلانيا عجزت عن منعه من أن يمتد إلى حوالي ضعفي الوقت المخطط له.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إنه حاول بضع مرات تذكير الرئيس بالوقت أثناء اجتماعه مع الرئيس الروسي. وأبلغ تيلرسون الصحفيين "أحد الأسباب في أن الاجتماع استمر لوقت طويل...أنه بمجرد لقائمها فإنهما تعارفا على بعضهما البعض بسرعة وكان هناك الكثير من الأمور للحديث بشأنها. حدث قدر من التواصل وتبادل الآراء لدرجة أن لا أحد منهما أراد أن يتوقف".
وأوضح تيلرسون أن الزعيمين تواصلا سريعا وحدث بينهما "تفاعل إيجابي واضح للغاية" مضيفا "كانت بينهما كميمياء إيجابية واضحة جدا". واستغرق اجتماع ترامب وبوتين ساعتين و15 دقيقة وهو أطول كثيرا من الوقت الذي كان مخططا له.
وقال تيلرسون "اضطررت بضع مرات إلى تذكير الرئيس.. الناس كانت أنظارهم مركزة على الباب. حتى إنهم ...أرسلوا السيدة الأولى في مرحلة ما لمعرفة هل يمكن إخراجنا من هناك. لكن ذلك لم يجد نفعا". وأضاف قائلا "انتظرنا ساعة أخرى بعد أن جاءت لرؤيتنا. من الواضح أنها فشلت".
وهذا الاجتماع الأول بين الزعيمين كان منتظرا بفارغ الصبر في قمة العشرين بسبب العلاقات المتوترة بين البلدين حول عدة قضايا. وأعلن فور انتهاء الاجتماع عن اتفاق أمريكي روسي على وقف إطلاق النار في جنوب سوريا ابتداء من ظهر الأحد، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف.
على صعيد آخر، قال تيلرسون إن ترامب وبوتين تبادلا حديثا "حازما جدا" حول تدخل روسي مزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأضاف كان هناك "تبادل مطول جدا وحازم جدا" معتبرا أن التدخل الروسي كان يشكل "عقبة كبيرة" في العلاقات بين البلدين.
وتابع تيلرسون أن ترامب "ألح مرارا على الرئيس بوتين حول قضية التدخل الروسي"، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي "نفى مثل هذا التدخل، كما فعل في السابق". وقال وزير الخارجية الروسي لافروف الذي حضر الاجتماع بين الرئيسين، إن "الرئيس ترامب قال انه سمع تصريحات واضحة من بوتين تؤكد أن (مزاعم التدخل) غير صحيحة وان السلطات الروسية لم تتدخل، ووافق على هذه التصريحات". وتواجه وعود الرئيس الأميركي بتطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن اتهامات بالتواطؤ بين روسيا وأعضاء فريق حملة ترامب.
ا.ف/ ف.ي (رويترز، أ.ف.ب)
قمة العشرين: وللمناوئين كلمتهم
كل مرة يجتمع فيها قادة العالم في قمة ما، تبدأ الاحتجاجات المناوئة للقمة على اختلاف تسمياتها، وتصبح المناسبة فرصة لمناوئي العولمة للتنفيس عن غضبهم. في صور استعراض لأهم التظاهرات المناوئة للقمم.
صورة من: Reuters/P. Kopczynsk
هامبورغ 2017، يبدو المشهد كأن المدينة في حالة حرب، بعد تصاعد ألسنة اللهب والدخان من أزقة هامبورغ التاريخية، اثر حرق متظاهرين معارضين لقمة مجموعة العشرين لسيارات في المدينة. وأعلنت السلطات الألمانية أن 76 شرطيا على الأقل أصيبوا بجروح خلال مواجهات مع متظاهرين.
صورة من: Reuters/Social Media
وتصاعدت الاحتجاجات في هامبورغ بعد منع تظاهرة تحمل شعار "مرحبا بكم في الجحيم".وطلبت الشرطة الألمانية في هامبورغ تعزيزات من مناطق أخرى في البلاد في المواجهات مع متظاهرين. وهذه الاحتجاجات ضد قمة العشرين ليست الأولى، بل سبقتها عدة تظاهرات.
صورة من: Reuters/P. Kopczynsk
البداية كانت في "معركة سياتل" في سنة 1999، والتي تعد الانطلاقة غير الرسمية لموجة احتجاجات الحركات المناوئة للعولمة. وكانت التظاهرة موجهة آنذاك ضد مؤتمر وزراء التجارة والاقتصاد لمنظمة التجارة الدولية، ولم يتم عقد المؤتمر بسبب المواجهات التي حدثت بين آلاف المعارضين للعولمة والشرطة.
صورة من: Getty Images/K.Stallknecht
وفي الاحتجاجات في سياتل اجتمعت لأول مرة الحركات المطالبة بحقوق العمال ودعاة حماية البيئة. وهذا شيء جديد. وتظاهرت المجموعتان سوية ضد منظمة التجارة الدولية وضد الآثار السلبية للعولمة. وكانت هنالك الكثير من الاعتقالات – رغم ذلك بقي أعضاء نقابات العمال الأمريكيين وممثلو حماية البيئة "الذين أطلقوا على أنفسهم تسمية السلاحف"، سوية.
صورة من: Getty Images/AFP/J. G. Mabanglo
في شهر حزيران/يونيو 1999، كانت في لندن إحدى أولى التظاهرات المنظمة من قبل المعارضين للعولمة. وحملت المظاهرة اسم "كرنفال ضد العولمة". وعقدت في الوقت نفسه قمة مجموعة الثماني في مدينة كولونيا الألمانية. وانتشرت أخبار التظاهرة في مختلف أنحاء العالم ونظمت حفلات مساندة لها في لندن وفي مدينة أوريغون الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في جنوا الإيطالية عام 2001 تظاهر آلاف الناس تحت شعار "عالم آخر ممكن" أثناء انعقاد مؤتمر مجموعة الثماني، ضد هدر الموارد وسوء التغذية والفجوة بين الأغنياء والفقراء. ولم تكن التظاهرات للأسف كلها سلمية. وأسست الاحتجاجات بداية لعصر احتجاج جديد – يتخلله الغاز المسيل للدموع وسيارات محترقة وقذائف المولوتوف.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Julien
وحاول 20 ألف شرطي إيطالي في جنوا ضبط المتظاهرين، دون جدوى. والنتيجة المحزنة: عدد لا يحصى من الجرحى ومقتل شخص واحد وهو الإيطالي كارلو جولياني. ومنذ ذلك الحين بدأ تطبيق مبدأ جديد، وهو الحرص على اختيار مكان معزول ويمكن تأمينه بصورة جيدة لعقد قمة الثماني وقمة العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
في عام 2015 عقدت قمة الدول السبع في قصر إلماو في ولاية بافاريا الألمانية. وقبل وأثناء عقد القمة كانت هنالك إجراءات أمنية مشددة. وأغلقت الشرطة حتى فتحات مجاري المياه وصناديق البريد. وتم عزل منطقة انعقاد القمة تماما. أما الاحتجاجات العنيفة التي يخشى منها، فلم تحدث أصلا. وكان هنالك بعض الاعتراضات على مكان عقد الاجتماع، الذي حدث في منطقة فاخرة ومكلفة.
صورة من: imago
وفي قمة إلماو تناول قادة الدول السبع بصورة مفاجأة عدة مواضيع تخص البيئة وحماية المناخ، مثل موضوع حماية البحار. وتوصل الزعماء إلى "مكافحة رمي النفايات في البحار، بصورة أكثر فعالية وتركيزا "، وأتفق القادة على خطة عمل. ومع ذلك، افتقرت القرارات النهائية لمطالب الجماعات المدافعة على البيئة، التي دعت إلى التزام أكثر صرامة لتجنب النفايات.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
أما عقد قمة العشرين 2017، داخل مدينة كبيرة، وهي هامبورغ، فكان قرارا شجاعا. واحتشد 20 ألف شرطي لحفظ أمن القمة. واختيرت المدينة لعقد القمة كي تذكر دائما باعتبارها "بوابة العالم". أما النشطاء فنصبوا خيامهم في المدينة تحت شعار "يمكننا التخييم"، دون ان يسألوا أن كان يحق لهم ذلك أم لا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/J. Widener
وعقدت قمة "التضامن العالمي" في هامبورغ قبيل عقد قمة العشرين. وقال منظموها إن "قمة العشرين تدافع عن نظام يدعو إلى عدم المساواة الاجتماعية بأعلى مستوياتها". ودعا مناهضو العولمة ودعاة حماية البيئة إلى بديل عن سياسة قمة العشرين، لأنها لا تحل، حسب وجهة نظرهم، المشاكل الرئيسية في العالم مثل التغير المناخي والحروب والجوع.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Sabrowsky
ارتفعت وتيرة الاحتجاجات بالفعل في هامبورغ المعارضة لقمة العشرين. فيما تعرض قارب مطاطي لنشطاء "السلام الأخضر" لسفينة شحن الفحم الصينية "غولدن أبورتيونيتي"، قبل إنزال شحنتها في ميناء هامبورغ. ورفع النشطاء لافتات تطالب بوقف الاعتماد على الفحم، وكتبوا عبارة "أنهوا الفحم" على جانب السفينة، ومن ثم تدخلت الشرطة النهرية وصادرت القارب المطاطي. الكاتب: هانا فوكس/ زمن البدري.