وفاته أثارت الجدل.. هكذا تفاعل الجزائريون مع وفاة قايد صالح
٢٣ ديسمبر ٢٠١٩
أثارت وفاة رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، أحد أعمدة النظام، ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ في وقت تشهد فيه البلاد انقسامات سياسية رغم انتخاب رئيس جديد للبلاد.
إعلان
مسائيةDW : الجزائر بعد رحيل القايد صالح.. إلى أين؟
24:33
تباينت تعليقات الجزائريين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مواقف الفريق قايد صالح الذي توفي بشكل مفاجئ إثر سكتتة قلبية، حيث اعتبره البعض رجل المرحلة الانتقالية التي أدارها بنجاح حتى الانتخابات الرئاسية، فيما رأى آخرون أنه "حارس النظام" ولم ينحز للحراك الجزائري.
فقد كتب كريم بوسالم، إعلامي جزائري ومقدم برامج في التلفزيون الجزائري سابقا، عبر حسابه بموقع "تويتر" عن صالح: "سيذكر التاريخ أنك كنت للبلاد وفيا، وأنك صُنت الأمانة وحفظت العهد والوعد (...) اللهم إحفظ الجزائر وشعبها".
وقالت الكاتبة أحلام مستغانمي في تغريدة لها على "تويتر"، "يرحل الرجال ويبقى الوطن. رحم الله أحمد قايد صالح، سيذكر التاريخ أنّه حكم الجزائر في أصعب مراحلها، من دون أن يريق قطرة دم، صمت صوته الذي كان يخطب في الشعب كلّ أسبوع، منذ الآن الكلمة للتاريخ".
وعلى ذات المنوال قال أحمد سكندر، مغرد جزائري: "ختم حياته في خدمة الوطن أقسم أن لا تراق قطرة دم. الرجل وقف على رجليه لآخر دقيقة إلى أن وضع الجزائر على السكة الصحيحة، وانطلق القطار. انتهت مهمته وانتقل الى جوار ربه.. ستدركون الآن أن القايد صالح كان واجهة، والمشروع أكبر منه ومنكم المشروع سيستمر والجزائر بخير".
وكتب أيضا حفيظ دراجي، المعلق الرياضي والناشط الجزائري، "وفاة قائد الأركان الفريق قائد صالح صبيحة اليوم.. كل نفس ذائقة الموت، سبحان الحي الذي لا يموت.. اللهم ألطف بالجزائر وأهلها يارب".
وفي تغريدة أخرى أضاف دراجي: "الشعب الجزائري الوفي لمبادئه وقيمه سيعرف كيف يجتاز محنة أخرى بفضل وعيه وصبره وتمسكه بوحدته. رحيل قائد الأركان في هذا الظرف يقتضي مزيدا من التماسك والتلاحم بين أبناء الشعب والجيش حول وطن واحد. ثقتنا كبيرة في شعبنا حتى يرفع التحدي، ويسمو بقيمه إلى مستوى عظمة الجزائر".
وشارك أنيس البسكري تغريدة دراجي ورد عليها بمطالبة السلطات منع سفر أقرباء وأولاد قايد صالح لحين انتهاء كل التحقيقات، وقال: "هؤلاء هم الجزائريون يختلفون ويتوحدون في المصائب.. رغم عدائنا له إلا إننا تقف بروح خاشعة نترحم عليه وندعو له بالمغفرة.. نرجو من السلطات أن تمنع سفر أقربائه وأولاده إلى حين انتهاء كل التحقيقات".
وكتبت آمال عراب، وهي إعلامية جزائرية بقناة التلفزيون العربي، "بعد أن صنع الحدث في كل ما سبق قائد الأركان في ذمة الله.. رغم كل شيء هذا الرجل لم يأمر بقتل جزائري واحد في المظاهرات و لم يسمح بإراقة الدم في فترة عصيبة. أما الباقي فله رب يحاسب وهناك تاريخ أتمنى أن يكتب بأمانة".
وعلقت نور لعبيد، وهي تعرف نفسها كمواطنة جزائرية: "القايد صالح عند الله يجتمع الخصوم... هؤلاء لا يتركون السلطة إلا بالموت ولو بيدهم يأخذون الجزائر معهم إلى القبر.. الحراك مستمر".
وكتب أميد، أيضا: "كل نفس ذائقة للموت.. الحراك متواصل حتى تسليم السلطة للشعب أي شيء آخر غير كافي. الحراك مستمر".
بينما علق قادة بن عمار ويعرف نفسه كمواطن جزائري وصحفي: "سيختلف الناس حول قرارات الفريق قايد صالح أو يتفقون معه.. ذلك أمر طبيعي.. لكن الأكيد أن الرجل قرر عكس ما رأته العصابة في لحظة عصيبة عاشها الوطن وساهم مع الحراك في إبقاء الأمور سلمية لأبعد الحدود..!! رحم الله الفريق قايد صالح..وحفظ الله الجزائر من كل سوء!".
وشغل قايد صالح منصب رئيس أركان الجيش لمدة 15 سنة، وهي مدة قياسية، ومنذ نيسان/ أبريل، أصبح يظهر بوصفه الرجل القوي في الجزائر، الحازم في مواجهة الحركة الاحتجاجية، إلى درجة يبدو كحارس لـ"النظام" الحاكم منذ الاستقلال. وتعصف احتجاجات شعبية بالجزائر منذ فبراير/ شباط للمطالبة بتغيير النخبة الحاكمة بأسرها وابتعاد الجيش عن السياسة.
محمد مجدي
في صور .. أبرز اللاعبين في المشهد السياسي الجزائري
بعد استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، باتت العملية السياسية أكبر التحديات يواجه البلاد ونخبها السياسية والعسكرية. والسؤال الآن: ما هو البديل السياسي ومن هم اللاعبون البارزون والمرشحون المحتملون لرئاسة الجزائر؟
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Belghoul
الجنرال أحمد قايد صالح
رجل الجزائر الأقوى كما يراه كثيرون هو الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي منذ 2004، ونائب وزير الدفاع الوطني منذ عام 2013. شارك صالح في معارك التحرير وهو في السنة السابعة عشرة من عمره. تولى مناصب قيادية في جبهة التحرير منذ عام 1957. ويمثل امتداداً لنفس الخط السياسي الذي حكم الجزائر في الجمهورية الأولى عام 1962.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Belghoul
رئيس مجلس الأمة
عبد القادر بن صالح (77 عاما)، رئيس مجلس الأمة منذ 17 عاما وسيتولى رئاسة الجزائر بموجب الدستور بعد استقالة بوتفليقة، لمدة أقصاها 90 يوما يتم خلالها انتخاب رئيس جديد.
صورة من: AFP/P. Kovarik
نور الدين بدوي
تولى وزير الداخلية السابق نورالدين بدوي، رئاسة حكومة تصريف الأعمال، في 11 مارس/ آذار إثر إعلان بوتفيلقة عدوله عن الترشح لولاية خامسة، وإرجاء الانتخابات الرئاسية إلى أجل غير مسمى. وترفض معظم أحزاب المعارضة والشارع حكومة تصريف الأعمال لأن رئيسها بدوي مقرب جدا من النخبة الحاكمة. ولذلك من غير المرجح أن يترشح للمنافسة على الرئاسة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Bensalem
مصطفى بوشاشي
المحامي والناشط الحقوقي مصطفى بوشاشي، من أبرز وجوه وزعامات الحراك الشعبي ويحظى بتأييد كبير بين المحتجين. ويصر على استمرار الاحتجاجات حتى بعد استقالة بوتفليقة إلى أن تتم الاستجابة لمطالب الشارع برحيل كل رموز النظام. ومن شأن ترحيبه بموقف الجيش طمأنه المؤسسة العسكرية. وبالتالي يمكن أن يحظى بدعم الشارع وتأييد الجيش له، وهو ما يجعله واحدا من أقوى المرشحين للرئاسة، هذا إذا قبل الترشح!
صورة من: DW/T.Bougaada
عبدالرزاق مقري
رئيس حركة مجتمع السلم ومرشحها للتنافس على انتخابات الرئاسة عبد الرزاق مقري. يعرض مبدأ الإطار التوافقي الوطني لحشد الجزائريين حول قوة تخرج ببلدهم من خانق الأزمة. من أشد رافضي الولاية الخامسة لبوتفليقة. حركة مجتمع السلم ليست جزءاً من خارطة السلطة الحاكمة وتعلن أنّ الشعب هو مصدر السلطة.
صورة من: Imago/Zuma/B. Bensalem
علي بن فليس
علي بن فليس هو جزء من النخبة السياسية الحاكمة، وكان رئيسا للحكومة فترتين بين عامي 1999 و2003، ثم تحول الى صف المعارضة بعد فضيحة تزوير الأصوات في انتخابات عام 2004. يترأس حزب طلائع الحريات وهو مرشحه الآن. أعلن بوضوح عن احتمالين في الانتخابات "الأول أن تكون فرصة عظيمة للذهاب إلى نظام ديمقراطي"، أما الاحتمال الثاني فهو "الغموض التام والذهاب نحو المجهول".
صورة من: Imago/Chahine Sebiaa
رشيد نكاز
رشيد نكاز هو مرشح مستقل، ويعد مرشح الشباب والتغيير ويرفض الانتساب لأي حزب. مثير للجدل وقد جرى إبعاده عن انتخابات عام 2014. كبر وتعلم في فرنسا، وقد فاجأ الجميع بإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2011، ثم تخلى عن جنسيته الفرنسية وبات يروج من خلال صفحته على فيبسوك لبرنامجه الانتخابي في الجزائر الساعي إلى الحد من الهجرة غير القانونية إلى أوروبا. الصورة له وهو يتوسط الحراك الجزائري الجاري.
صورة من: Imago/Zuma/B. Bensalem
عبد المجيد تبون
جزء من النخبة السياسية الحاكمة، ويعد مرشحا توافقياً، وكان رئيس الحكومة قبل تولي أحمد أويحيى المنصب. خلال رئاسته للوزراء مطلع عام 2017، أعلن عن إصلاحات أراد منها الفصل بين السياسة والمال، في محاولة معلنة لمحاربة الفساد المستشري في البلد. لا يملك برنامجا انتخابياً واضحاً، لكنه متحالف بقوة مع الجنرال أحمد قايد صالح.
صورة من: Imago/PanoramiC
شكيب خليل
شكيب خليل من رجال النخبة السياسية التي كانت تدور في فلك بوتفليقة، تولى منصب وزير الطاقة ويشير البعض إلى صلته بمرحلة الرفاه الاقتصادي. وهو من أبرز وجوه فضيحة سوناطراك، وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية عام 2013، لكنّ علاقته الشخصية بالرئيس المستقيل بوتفليقة أنقذته. لا يملك أي برنامج انتخابي أو سياسي.
صورة من: Imago/Imagespic Agency
لويزه حنون
لويزة حنون هي المرأة الوحيدة التي رشحت للمشاركة في السباق على كرسي الرئاسة في الجمهورية "الثانية" المنتظرة بالجزائر. ترشحت عن حزب العمال المعارض، ثم انسحبت بعد إعلان حزب العمال يوم (الثاني من آذار/ مارس 2019) مقاطعته لانتخابات الرئاسة لعام 2019، ولكن هل سيتراجع الحزب عن قراره بعد استقالة بوتفليقة أم يستمر في المقاطعة وعدم المشاركة في الانتخابات؟
صورة من: Reuters
الجنرال المتقاعد علي غديري
أبن الجيش الجنرال المتقاعد علي غديري، طرده المتظاهرون بشارع ديدوش مراد بالعاصمة وظلوا يهتفون ضده بالفرنسية "ديغاج ديغاج" بمعنى "غادر". شغل منصب مدير الموارد البشرية في وزارة الدفاع لمدة 15 سنة، يعلن أنّ برنامجه الانتخابي هو"القطيعة مع ممارسات الماضي وإعلان جمهورية ثانية". ومن آرائه أنّ مشاكل الجزائر ليست اقتصادية وإنما سياسية بالأساس وسببها الفساد السياسي. (صورة من الأرشيف لوحدة من الجيش الجزائري)
صورة من: Reuters
شعب الجزائر قد يدفع بمرشح غير معلن
يبدو أن صوت الشعب الجزائري هو الأعلى في الميادين والشوارع، فهو ما برح يعلن اعتراضه واحتجاجه عبر مظاهرات كل جمعة، والسؤال هنا هو: من يقود قوة الشعب ومن سيحرز ثقته؟ وقد يُقرر شكل الحكم المقبل من خلال انتخاب شخص لم تسلط عليها الأضواء.