1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حجاجوفيتش : ابن بطوطة المصري في برلين

اجرى الحوار خالد الكوطيط١٥ أبريل ٢٠١٣

الرحالة المصري أحمد حجاجوفيتش، وأسمه الحقيقي أحمد حجاج، سافر إلي أكثر من ثمانية وتسعين دولة، حاملا راية مصر وداعيا للسلام. كان له في برلين محطة حيث حاورته DW عربية قبل أن يتوجه إلى محطته الجديدة، جمهورية التشيك.

صورة من: DW/K. El Kaoutit

كيف بدأ مشروع رحلتك حول العالم؟

البداية كانت لما كان عمري أربع سنوات. كنت حينها في حمام السباحة وسألني مذيع، عما أريد أفعله عندما أصبح بالغا في العمر. إجابتي العفوية كانت: "أريد أن أسافر إلى اليابان". حينها كنت أتصور أن اليابان أبعد مكان في العالم. طبعا هذا التصور خاطئ. لكن هذا هو عالم طفل من جيلنا، كبر مع ماجلان وكابتن ماجد. لكن حلم السفر لم يفارقني تماما. إلى أن تمكنت من السفر إلى ألمانيا دون مرافق وأنا أبن خمسة عشر ربيعا. هذه الرحلة كانت أول ما حققته من لائحة أحلام كتبتها وأنا في الرابعة عشر من العمر، وهي الرغبة في السفر لوحدي. في هذه الرحلة انتابتني الرغبة بتكسير الحواجز، بدءا بحواجز التفكير، أي العوائق الشخصية أو العوائق العائلية والاجتماعية التي تمنعنا من تحقيق أحلامنا.

كانت ألمانيا محطة لك لأكثر من مرة، كيف وجدتها في كل المرات؟

في الواقع كل من علم بالأمر كان يستغرب لاختياري ألمانيا. كانوا يقولون أن الألمان دمهم ثقيل، أو أنهم لا يقبلون الأجانب. لكني لم أكن أصدق مثل هذا الكلام، كنت أرغب في التأكد من الحقائق بأم عيني، وبالفعل، عندما جئت إلى ألمانيا وجدت العكس تماما: التقيت بأناس طيبين ومستعدين لمساعدة الآخرين، وحتى من لا يتقنون اللغة الإنجليزية يحاولون مساعدتك، إذا ما سألت عن الطريق مثلا.

لكن هذه المرة تمت سرقة حقيبتي من السيارة في برلين، وفيها كل أغراضي ومعداتي الفوتوغرافية طبعا هذه صدفة، وهذا قد يحدث في أي مكان،ما أثار استغرابي أن هذا حدث في ألمانيا ولم يحدث في دول أكثر فقرا زرتها من قبل.

إبن بطوطة المصري حجاجوفتيش في برلينصورة من: DW/K. El Kaoutit

عموما، هذا الحادث لا يعبّر عن ألمانيا أو عن طبيعة الألمان، كما أنه لن يمنعني من العودة إلى هذا البلد مرة ثانية. أنا بالتأكيد منزعج لكون الأغراض التي تمت سرقتها مهمة للغاية بالنسبة لي، ولحسن الحظ لم يكن جواز سفري في الحقيبة. لذا أقول: بسيطة.

أنت تسافر من أجل الحرية وكسر الحواجز كما تقول. من هو الجمهور الذي تريد الوصول إليه؟ المصريون أم غيرهم؟

أنا أحاول أن أخاطب كل العالم. سكان البرازيل يرغبون في التعرف على ألمانيا، والألمان يرغبون في التعرف على روسيا والروس يرغبون في زيارة الصين، وهلم جرا. السفر غريزة إنسانية لا يمكن حصرها على جنسيات معينة.

أنا أحاول أن أكون حلقة الوصل من خلال زياراتي هذه. أرغب في السفر إلى كل دول العالم. وحتى الآن زرت 98 دولة والتقيت بأشخاص من كل الأجناس والثقافات. لذا لا أعتبر أن رسالتي موجهة للشباب المصري فقط، وإنما أعتبر نفسي عينا يرى الناس من خلالها الخارج، أي الدول الأخرى التي يرغبون في زيارتها ولم يتمكنوا من ذلك، لذا أقوم بتوثيق زياراتي من خلال الصور والأفلام.

طيب أنت تصر دائما على إظهار العلم المصري في كل مكان تزوره، ما هي الرسالة في ذلك؟

أولا أنا فخور أنني مصري، وأعتقد أن مصر يمكن أن تصبح من أفضل دول العالم. من الناحية السياحية مثلا: لدينا جميع المقومات الثقافية والتاريخية وحتى الطبيعية. كما أعرف جيدا أن في مصر كثير من المواهب الشابة، لكنها للأسف مهمشة. المسؤولون لا يعتنون بهذه القدرات والمواهب، و للأسف تنضج وتظهر المواهب المصرية خارج البلد، ولا تستفيد منها مصر.

هل تسمي ذلك تهميشا؟

أعتقد أن هذا مرتبط بالثقافة وبالعادة بالدرجة الأولى، فهم لم يتعلموا تطوير ودعم المواهب الشابة، وهذه خسارة كبيرة لبلدنا.

أنت سافرت قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير وبعدها أيضا، كيف كنت تتحدث عن الأوضاع في مصر قبل سقوط مبارك؟

أنا أسافر من أجل عالم متفق على الحرية، وعلى حب مصر. مرة استقبلتني رئيسة الأرجنتين السيدة كريستينا فيرنانديز دي كيرشنر في عام 2007 وسألتني: "كيف تسافر من أجل الحرية وأنتم في مصر لا تتمتعون بها؟" فأجبتها أن التطورات الاجتماعية يمكن مقارنتها بالتطورات الجيولوجية، فالانفجار يحدث طبعا مع وجود الضغط، لكن يحتاج إلى وقت. كلما كان الضغط أقوى، كان الانفجار قويا أيضا. قلت لها أيضا إن الشباب المصري سينزل للشارع في وقت قريب جدا، وسينتفض من القمقم الذي هو موجود فيه، وهذا ما حصل بالفعل.

حجاجوفيتش في الصين.صورة من: Haggagovic Historic Mission

هل شعرت بتغيير في تعامل الأجانب معك بعد ثورة 25 يناير؟

طبعا، كنت أستقبل بحفاوة بالغة. كما يقول اللسان المصري "كانوا بيشيلوني فوق دماغهم". خصوصا في بدايات مرحلة ما بعد الثورة، كان هناك احترام كبير للغاية. انطباعي كان أن المصريين أبهروا العالم، بل وألهموه إلى حد ما.

أظهرنا أنه من الممكن تغيير وضع استمر عشرات السنين من خلال ثورة سلمية، لكن الآن تسود دهشة واستياء إلى حد ما لأن الأوضاع في مصر غير عادية ولا تسير على النحو الأمثل.

كثيرا ما أُسأل إذا كنت متفائلا بشأن مستقبل مصر؟ وإذا ما سيعرف البلد فعلا نهضة اقتصادية؟

 أرى أنه يجب على المصريين الآن أن يتحدوا دون أن يكون هناك فرق بين مسلم ومسيحي، كما يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر بالشباب، حتى نستطيع أن نبني جيلا يعرف كيف ينشئ بنية تحتية البلد في أمس الحاجة إليها الآن، وكما هو معروف لا نهضة بدون أساس والبنية التحتية هي أساس كل نهضة اقتصادية. على كل حال أتمنى أن تتحسن الأوضاع في القريب العاجل.

احمد حجاجوفيتش في الهندصورة من: Haggagovic Historic Mission

التقيت بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب في مصر. كيف كان هذا اللقاء؟

الرئيس المصري استقبلني في القصر الرئاسي وتحدثنا تقريبا ساعة كاملة وكان لقاء مغلقا واستمع إلى رواياتي حول الرحلات التي قمت بها، كما تحدثنا عن طرق دعم السياحة المصرية والنهوض بها في المرحلة الراهنة.

 بعدها أعطاني وعودا منها منحي جواز سفر ديبلوماسي لتسهيل أسفاري، كما وعدني بدعم من طرف وزارة السياحة المصرية وأن أتولى مهمة ما في مكاتب السياحة المصرية في الخارج، لكن لحد الآن لم يحصل شيء من هذا، وهذا ما أزعجني من الرئيس محمد مرسي، فرغم كونه استقبلني باحترام وتواضع شديدين إلا أن العبرة بالنهاية، أي بالأعمال والوعود التي أعطاني إياها والتي لم تنجز لحد الآن.

ما حجم الاعتراف الذي نالته جولاتك في مصر؟

أنا أحاول مخاطبة الشباب، وأعتقد أن رسالتي تصل إلى العديدين، كما أن موقعي في فيسبوك يحظى بإعجاب أكثر من 100 ألف شخص من أنحاء العالم، وهذا أعتبره اعترافا كافيا بكل جهودي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW