حجب مساعدات عسكرية أمريكية عن لبنان مع عودة الهدوء للشارع
١ نوفمبر ٢٠١٩
بالتزامن مع عودة الهدوء إلى شوارع لبنان وفتح المصارف أبوابها بعد أسبوعين من الإغلاق، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستوقف مساعدات عسكرية إلى لبنان تبلغ قيمتها 105 ملايين دولار. هذا واقتحم محتجون مبنى جمعية المصارف في بيروت.
إعلان
ذكر مسؤولان الخميس (الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستحجب مساعدات أمنية للبنان حجمها 105 ملايين دولار، وذلك بعد يومين من استقالة رئيس وزرائه سعد الحريري.
وقال المسؤولان، شريطة عدم الكشف عن هويتهما، لوكالة رويترز إن وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس اليوم بأن مكتب الميزانية في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي اتخذا ذلك القرار. ولم يذكر المسؤولان سبب الحجب، فيما أوضح مصدر أن وزارة الخارجية لم توضح للكونغرس سبب القرار. ورفضت وزارة الخارجية التعليق.
وكانت الإدارة الأمريكية طلبت الموافقة على تلك المساعدات اعتباراً من مايو/ أيار، قائلة إنها ضرورية للبنان لتمكينه من حماية حدوده. ولبنان حليف مهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط المضطرب. وشملت المساعدات أجهزة رؤية ليلية وأسلحة تأمين الحدود.
لكن واشنطن عبرت مراراً عن قلقها من تنامي دور جماعة حزب الله الشيعية المسلحة في الحكومة اللبنانية. وتصنف الولايات المتحدة الجماعة المدعومة من إيران منظمة إرهابية.
على الصعيد الميداني في العاصمة اللبنانية، اقتحمت مجموعة من المواطنين مبنى جمعية المصارف في بيروت وأقفلت المدخل الرئيسي احتجاجاً على سياسة القروض المصرفية وربط الاقتصاد بالدولار وللمطالبة باسترداد الأموال المنهوبة من قبل المصارف. ودخلت مجموعة من المحتجين قبل ظهر الجمعة مبنى جمعية المصارف في منطقة "الجميزة" في بيروت وأغلقت المدخل الرئيسي وتلت بياناً من داخل المبنى طالبت فيه "بتحويل القروض السكنية والشخصية الى الليرة اللبنانية بحيث لا تكون الطبقة الفقيرة مرهونة للدولار، وإعادة جدولة القروض الشخصية بحيث لا تستغل الطبقات الفقيرة بفوائد عالية، وتحرير الاقتصاد من الارتباط بالدولار واسترداد الأموال المنهوبة من قبل المصارف والأرباح غير المشروعة".
وقامت القوى الأمنية بإخراج المحتجين من المبنى وأوقفت أربعة منهم. كما أوقفت شاباً اقترب من السيارة التي وُضع بداخلها الشبان الموقوفون.
ملوك الطوائف في لبنان...هل تمهد استقالة الحريري لسقوطهم؟
02:12
المصارف تفتح أبوابها وتغص بالمراجعين
وكانت المصارف اللبنانية فتحت أبوابها اليوم بعد 14 يوماً من الإغلاق بسبب الاحتجاجات الشعبية. ولم تهدأ الاحتجاجات بعد كلمة الرئيس اللبناني، العماد ميشال عون، مساء أمس الخميس، وقطع المحتجون ليلاً عدداً من الطرقات في البقاع شرق لبنان وفي العاصمة بيروت وفي الشمال، وعملت القوى الأمنية منذ صباح الجمعة على إعادة فتح الطرقات في العاصمة بيروت.
وتسببت حركة الاحتجاج غير المسبوقة منذ سنوات، التي بدأت في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، بشلل كامل في البلاد شمل إغلاق المصارف والمدارس والجامعات وقطع طرق رئيسية في جميع المناطق. وعادت الحياة إلى طبيعتها نسبياً في البلاد مع خروج المعتصمين من الطرقات وتسجيل حركة سير ناشطة صباحاً.
ومنذ الصباح الباكر، غصّت المصارف بالمواطنين الذين أرادوا إجراء معاملاتهم المصرفية المعلّقة منذ أسبوعين أو سحب رواتبهم مع بداية الشهر. وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس طوابير هائلة تصل أحياناً إلى خارج المصارف في العاصمة بيروت، في حين وقف عدد من العناصر الأمنية أمام بعض المصارف.
ولم تتسع صالات الانتظار داخل المصارف لجلوس الجميع، فكان عدد كبير من المواطنين واقفين في انتظار دورهم في حين كان الموظفون يواجهون صعوبات في تقديم الخدمات لهم. وأفاد المراسل أنه لم يكن بالإمكان سحب مبالغ كبيرة دفعة واحدة من آلات الصرف الآلي.
ويتخوّف المواطنون من انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار بمجرد أن فتحت المصارف أبوابها مع ازدياد الطلب. لكن مصرف لبنان أكد أن سعر الصرف الرسمي مقابل الدولار لا يزال 1507 ليرة لبنانية، فيما يُتوقع أن يصل سعر الصرف في السوق الموازية أعلى من ذلك.
يشار إلى أن لبنان يشهد تدهوراً في الوضع الاقتصادي، تجلى بنسبة نمو شبه منعدمة العام الماضي، مع ارتفاع معدلات البطالة وتراجع تحويلات المغتربين والاستثمارات الخارجية، وتراكم الديون إلى 86 مليار دولار، أي ما يعادل 150 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، وهو من أعلى المعدلات في العالم.
وأعلن رئيس الوزراء سعد الحريري الثلاثاء استقالة حكومته "تجاوباً لإرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير".
ي.أ/ م.س (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
استقالة الحريري...هل هي بداية مفعول دومينو "كلن يعني كلن"؟
إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاستقالة من منصبه يشكل أحدث حلقة في التطورات التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة. بعد أسبوعين من مظاهرات هي الأكبر من نوعها منذ 2005، عمّت البلاد وتصدرها شعار "كلن يعني كلن"!
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS/APA Images/F. Abdullah
الحريري: "لا أحد أكبر من بلده"
قدّم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالة الحكومة إلى رئيس لبنان بعد دخول الاحتجاجات أسبوعها الثاني، ويبقى القرار رهن موافقة الرئيس ميشال عون على قرار الإقالة. إقالة جميع المسؤولين الحاليين تصدرت شعارات المحتجين.
صورة من: Reuters/M. Azakir
القشة الأخيرة
انطلقت مظاهرات اللبنانيين في 17 تشرين الأول/ أكتوبر احتجاجًا على إعلان الحكومة عن خطط لحزمة ضرائب جديدة وصلت حتى تطبيقات المكالمات الهاتفية، لتكون "القشة الأخيرة" نتيجة أزمة الدولار والحرائق التي اجتاحت البلاد، والضريبة المفروضة على البنزين والقمح.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid
مطالب المحتجين
اقتصرت الاحتجاجات في اليوم الأول على عشرات المتظاهرين، لتتسع خلال فترة قصيرة، حتى وصلت إلى آلاف المحتجين في جميع أنحاء البلاد. المظاهرات السلمية سلطت الضوء على مطالب عامة تتعلق بالطبابة المجانية، وحماية المرأة وتوفير فرص عمل للشباب، ودعم التعليم، ورحيل النخبة الحاكمة كاملة تحت شعار #كلن_يعني_كلن.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey
مهلة الحريري للشركاء
في الـ18 من تشرين الأول/أكتوبر ألقى رئيس الوزراء سعد الحريري خطاباً، اتهم فيها القوى السياسية اللبنانية بالانشغال في المناكفات السياسية، وأكد أن الحل يكمن في زيادة النمو وضخ أموال ودماء جديدة في الاقتصاد، وأمهل شركاءه في الحكومة 72 ساعة لدعم الإصلاحات. وفي ذات الوقت تم الإعلان عن سقوط قتيل جراء تعرضه لإطلاق النار في احتجاجات شمالي طرابلس.
صورة من: Reuters/S. Kumar
اللبنانيون "يغردون" ضد الطبقة السياسية
لم تفلح محاولات الحريري في تهدئة الشارع اللبناني، حيث ردد المحتجون في مظاهرات قبالة المبنى الحكومي وسط العاصمة بيروت، هتافات تطالب بإقالة الحكومة، وإسقاط النظام. إذ ظهر اسم الحريري في أكثر من 25 ألف تغريدة خلال الـ24 ساعة منذ خطابه، متسائلين كيف للحكومة أن تحقق الإصلاحات المقدمة خلال 3 أيام فقط.
صورة من: pictue-alliance/AP Photo/H. Ammar
نصر الله: نخشى وقوع حرب أهلية
الأمين العام لحزب الله (الشيعي) يخرج بخطابٍ في محاولة لإلقاء اللوم على الرئاسة الحالية، ويعبر عن معارضته لاستقالة الحكومة، ليعقّب بعد ذلك في خطاب آخر عن خوفه من وقوع حرب أهلية، متهمًا الحراك الاحتجاجي بأنه لم يعد "حركة شعبية عفوية".
صورة من: Reuters/A. Taher
"كلن يعني كلن ... حسن نصر الله واحد منن"
لم يفلح نصر الله في توجيه غضب المحتجين نحو الحكومة اللبنانية، بل إن الاحتجاجات وصلت إلى مدينة النبطية، أحد معاقل الحزب الشيعي، فيما نشبت اشتباكات بين المعتصمين ومجموعة موالية لحزب الله وحركة أمل في العاصمة اللبنانية، واستمر المحتجون في المطالبة باستقالة جميع المسؤولين من بينهم نصر الله.
صورة من: picture-alliance/AP/H. Ammar
الجيش اللبناني .. موقف حيادي
دعت الاحتجاجات إلى إنهاء المحاصصة الطائفية، فيما اتخذ الجيش موقفًا حياديًا بعد استقدام تعزيزات إلى نقاط التجمع في اليوم السابع للمظاهرات، وذلك لمنع التصادم بين المحتجين والموالين "للرموز" السياسية الحالية. وقد جدد الجيش اللبناني وقوفه إلى جانب المتظاهرين وحقهم في حرية التعبير والتظاهر السلمي.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
خطاب عون ... قبول سياسي ورفض شعبي
في اليوم الثامن من الاحتجاجات اللبنانية، خرج الرئيس ميشال عون في خطاب يشير فيه إلى أن تغيير النظام يتم عبر المؤسسات الدستورية وليس الشارع، ودعا لتحقيق التعاون ما بين الأطراف الحكومية، وقد لاقى الخطاب رواجًا بين المسؤولين اللبنانيين، بينما لم يلق أي ترحيب شعبي.
صورة من: picture-alliance/AP/Lebanese government/D. Nohra
خطاب غير "رئاسي"
جاء رد الشارع اللبناني واضحًا على خطاب عون، إذ رأوا أنه يفتقر إلى الحلول الجذرية، وأعتبره كثيرون خطابًا ضعيفًا. وفي استطلاع لـDW عربية ببيروت عبر مشاركون في الإحتجاجات عن اعتقادهم بأن الإصلاحات التي اقترحها عون لم تأت بجديد، ورأى البعض أن الخطاب "لا يليق" برئيس البلاد.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey