حداد واستنفار في فرنسا والخناق يضيق حول المتهمين
٨ يناير ٢٠١٥أعلن مكتب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ظهر الخميس(الثامن من كانون الثاني/يناير 2015) أنه تم وضع منطقة بشمال فرنسا حيث تم رصد المشتبه بهما المفترضين في الهجوم على أسبوعية شارلي إيبدو، في حالة استنفار قصوى ضد الإرهاب. وكانت هذه الحالة معلنة فقط في المنطقة الباريسية منذ الهجوم الذي خلف 12 قتيلا يوم الأربعاء في العاصمة باريس. ورصد الإسلاميان المتطرفان منتصف نهار الخميس قرب فيلي كوتيري حيث انتشرت قوات الأمن بعد الظهر.
ويبدو أن الخناق بدأ يضيق حول المشتبه بهما، حيث انتشرت قوات من الشرطة والدرك بعد ظهر الخميس قرب مدينة فيلي ـ كوتوريه التي تقع على بعد 80 كم شمال شرق باريس بعد أن تم رصد المشتبه بهما في الاعتداء بعد اقل من 24 ساعة من الهجوم الدموي. وأوضح مصدر امني لوكالة فرانس برس أن وحدات النخبة في الشرطة والدرك الوطنيين "تتمركز للتحقق من أهداف في هذه المنطقة حيث تم التخلي عن السيارة التي استخدمها المشبوهان اللذان تعرف عليهما أحد الشهود".
يذكر أن مدير محطة للوقود في جنوب مدينة فيلي ـ كوتيريه قد شاهد الرجلين، شريف وسعيد القواشي، وتعرف عليهما رغم أنهما كانا ملثمين وبحوزتهما بندقية كلاشنيكوف وقاذفة صواريخ ظاهرتين.
وتعززت فرضية العمل الإرهابي الإسلاموي بعد العثور في سيارة المشتبه بهما التي تركاها في باريس الأربعاء على علم جهادي وعشرات قنابل المولوتوف. وبحسب السلطات، فان سبعة أشخاص من أوساط المشتبه بهما وضعوا قيد الحجز الاحتياطي بعد توقيفهم ليلا. وسلم رجل في الثامنة عشرة من العمر يشتبه في أنه متآمر معهم نفسه للشرطة ليلا.
وخيمت على فرنسا اليوم الخميس أجواء توتر شديد وصفها بعض المعلقين والسياسيين بأنها"حالة حرب". وتفاقمت الأجواء بعد مقتل شرطية شابة إثر إصابتها برصاص موظف بلدي في إطلاق نار حصل في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس في ضاحية مونروش جنوب باريس، لكن مصدر قضائي أكد لفرانس برس أن في الوقت الراهن لم تثبت أي علاقة بين اعتداء الأربعاء على المجلة الساخرة وإطلاق النار على الشرطية الذي وقع الخميس.
ولزم الفرنسيون دقيقة صمت لم يقطعها سوى قرع أجراس الكنائس تكريما لذكرى للضحايا الذين سقطوا في الاعتداء. وتوقفت حركة النقل العام في باريس خلال دقيقة الصمت التي لزمتها المدارس أيضا
وتوقف الموظفون في العديد من الشركات والمكاتب عن العمل. كما وقف نواب البرلمان الأوروبي صباح الخميس دقيقة صمت تكريما لضحايا الاعتداء على شارلي إيبدو على ان تنظم ظهر الخميس فعاليات أخرى في المؤسسات الأوروبية التي نكست أعلامها.
وكان الاعتداء على شارلي إيبدو قد دفع بأكثر من مئة ألف شخص إلى التجمع بشكل عفوي ضد الإرهاب في شوارع البلاد مساء الأربعاء وأثار استنكارا في مختلف أنحاء العالم.
وفي ليل (شمال) حمل أطفال مدرسة مسلمة الخميس أمام الكاميرات أوراقا كتب عليها شعار "ليس باسمي". لكن المسلمين في فرنسا يتخوفون من أعمال انتقامية ضدهم.
ح.ع.ح/ع.ج.م(أ.ف.ب)