حذف إدانة لخطة السلام من مشروع قرار فلسطيني بمجلس الأمن
٩ فبراير ٢٠٢٠
عُدّل مشروع قانون قدّمته تونس وإندونسيا إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، وذلك بحدف إشارة "لإدانة" خطة السلام الأمريكية. وخُففت لهجة مسودة القرار الجديد بعد أن اكن يعتبر النص الأول للخطة "انتهاكاً" للقانون الدولي.
إعلان
حُذفت إدانة"خطة السلام" الأميركية للشرق الأوسطمن نصّ مشروع قرار فلسطيني من المقرّر التصويت عليه في مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل ويمتنع عن ذكر الولايات المتحدة خلافا لصيغته الأولى. والنص الجديد الذي قُدم للدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن السبت واطّلعت عليه وكالة فرانس برس، يذهب إلى أن "المبادرة التي تم تقديمها في 28 كانون الثاني/ يناير 2020 بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، تبتعد عن المعايير المتّفق عليها دولياً لحلّ دائم وعادل وكامل لهذا النزاع كما وردت في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
في المقابل تضمنت الصيغة الأولى المقدمة من قبل تونس وأندونيسيا أن مجلس الأمن "يأسف بشدة لأن خطة السلام التي قدمتها في 28 كانون الثاني/ يناير الماضي الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي والمعايير المرجعية لحل دائم وعادل وكامل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني".
ورغم تخفيف لهجة القرار، إلا أنه لا يزال يتضمّنإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلةبما في ذلك في القدس الشرقية، ويؤكّد على ضرورة الحفاظ على خطوط التقسيم إلى حدود عام 1967. كما يضيف مشروع القرار المعدّل فقرة تتضمّن "إدانة كل أعمال العنف ضدّ المدنيين بما فيها أعمال الإرهاب، والأعمال الاستفزازية، والتحريض على (العنف) والتدمير".
بينما حُذفت منه الدعوة إلىعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط"في أقرب وقت"، واكتفت النسخة الجديدة من مشروع القرار بالتذكير بأنّ ذلك منصوص عليه في قرار صادر عن الأمم المتحدة في عام 2008.
العتبي قام "بخطأ دبلوماسي جسيم"
في غضون ذلك أوضحت الرئاسة التونسية السبت أن مندوبها لدى الأمم المتحدة الذي أُعفي من مهامه، قام "بخطأ دبلوماسي جسيم" تمثل في توزيع وثيقة ستُعتمد لبلورة مشروع قرار أممي لإدانة الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط بدون التشاور مع سلطات بلاده ودول عربية.
وكانت خارجية تونس، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، قد أعلنت الجمعة إعفاء مندوبها لدى الأمم المتحدة المنصف البعتي من مهامه، معلّلة قرارها بـ "ضعف الأداء وغياب التنسيق" معها في مسائل وصفتها بـ "الهامة".
واعتبرت رشيدة النيفر، المستشارة لدى الرئيس التونسي والمكلفة بالإعلام، أن "أخطاء مهنية قام بها (العتبي) وتتمثل أساساً في غياب التنسيق والتشاور أوّلاً مع وزارة الخارجية ومع بقية أعضاء المجموعة العربية التي رشحت تونس لعضوية مجلس الأمن".
وأضافت النيفر في تصريح لراديو "شمس اف ام": "قام بتوزيع وثيقة ستُعتمد لبلورة مشروع يُعرض على اجتماع مجلس الأمن القادم. ووزّع وثيقة لم يتم التشاور حولها مع رئاسة الجمهورية التونسية ووزارة الخارجية".
من جهتها نقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر لم تسمه، قوله "إن البعتي ذهب أبعد مما أرادت السلطات التونسية في ملف الشرق الأوسط، وقدم دعماً كبيراً للفلسطينيين يهدد بإفساد العلاقة بين تونس والولايات المتحدة". غير أن النيفر نفت "وجود ضغوطات" من قبل الإدارة الأميركية من أجل إقالة البعتي.
يذكر أن المنصف البعتي لم يشارك الخميس في الاجتماع الذي نظمته الولايات المتحدة بين عرّاب خطتها للسلام غاريد كوشنر ومجلس الأمن.
بعد "صفقة القرن".. نتنياهو يعد "لصفقة الصحراء الغربية".. فما هو المقابل الذي ينتظره من المغرب؟
01:54
ومنذ إعلان خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط في 28 كانون الثاني/ يناير الماضي، ضاعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مبادراته الدبلوماسية لحشد معارضة للمشروع.
وبعد تلقيه دعم جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، من المنتظر أن يشارك عباس في قمة الاتحاد الإفريقي المنطلقة الأحد، قبل توجهه الثلاثاء لإلقاء كلمته أمام مجلس الأمن الدولي. ويسعى الفلسطينيون لعرض مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي يدين الخطة الأميركية.
و.ب/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
الاختلاف في المواقف حول "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم ـ الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت إسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثار موجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط تثير الكثير من الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
صورة من: picture-alliance/A.A. Alkahlout
موقف أمريكي جديد
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها لم تعد ترى في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي، وفيما رحبت إسرائيل بالموقف الأمريكي، أدانته السلطة الفلسطينية والأردن. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه لم يتغير، مؤكدا أن كل النشاط الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. فيما حذر مراقبون من تداعيات هذا الموقف على الوضع في الشرق الأوسط.
صورة من: imago images/UPI Photo
التمهيد لـ"صفقة القرن"
يُطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة السلام في الشرق الأوسط، التي عكفت إدارة ترامب منذ عام 2017 على إعدادها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من المتوقع أن يتم الكشف عنها مطلع 2018، لكنها تأجلت. وفي أول مؤتمر علني حول "صفقة القرن" في حزيران/ يونيو 2019 أطلق مستشار ترامب وصهره غاريد كوشنر الجانب الاقتصادي منها، في البحرين ضمن ورشة "من السلام إلى الازدهار"، وسط مقاطعة الفلسطينيين لها.
صورة من: Reuters
وسط ترحيب إسرائيلي ورفض فلسطيني
قوبل إعلان ترامب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بترحيب إسرائيلي، ورفض وتنديد من قبل القيادة الفلسطينية. فيما توالت ردود فعل العواصم العربية والعالمية. ولا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن هذه الصفقة. غير أن ما رشح عنها يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر وبرعاية أمريكية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك