حرائق ضخمة في الساحل السوري والألغام تعيق عمليات الإخلاء
خالد سلامة أ ف ب، د ب أ
٥ يوليو ٢٠٢٥
تعمل فرق إغاثة سورية على إخلاء مناطق سكنية في محافظة اللاذقية بسبب حرائق أحراج ضخمة، وفق السلطات. وحسب الأمم المتحدة، لم تشهد ظروفا مناخية بهذا السوء منذ 60 عاماً، ما يعرض أكثر من 16 مليون شخص لانعدام الأمن الغذائي.
أصدر الدفاع المدني السوري المعروف بتسمية "الخوذ البيضاء" تحذيراً للسكان "من وصول انبعاثات الدخان المتصاعد إلى القسم الشمالي لجبال الساحل ومدينة حماة وريفها ومناطق جنوبي إدلب".صورة من: SANA/Reuters
إعلان
أفاد مدير مديرية الكوارث والطوارئ في محافظة اللاذقية السورية عبد الكافي كيال وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن الحرائق في منطقة قسطل معاف تمددت نحو قرى مأهولة، ما دفع فرق الإطفاء وعناصر الدفاع المدني لإخلائها. منذ أيام تجتاح حرائق مساحات كبيرة في سوريا، خصوصاً في المنطقة الساحلية، فيما يواجه عناصر الإطفاء صعوبات في السيطرة عليها بسبب سرعة الرياح وشدة الجفاف.
وبدأت فرق إطفاء تركية صباح اليوم السبت (الخامس من تموز/يوليو 2025) في المشاركة في عملية إخماد الحرائق في محافظة اللاذقية وذلك بعد التنسيق مع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية. وذكر الدفاع المدني السوري، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، أن الفرق تضم طائرتين مروحيتين و 11 آلية (ثماني سيارات إطفاء، وثلاثة ملاحق تزويد مياه). وأشار إلى مشاركة 62 فريق إطفاء من الدفاع المدني السوري وأفواج الغطاء الحراجي في عملية إخماد حرائق الغابات المستمرة منذ أول أمس الخميس في مناطق قسطل معاف وزنزف وربيعة بريف اللاذقية على الساحل السوري.
وأصدر الدفاع المدني السوري المعروف بتسمية "الخوذ البيضاء" تحذيراً للسكان "من وصول انبعاثات الدخان المتصاعد إلى القسم الشمالي لجبال الساحل ومدينة حماة وريفها ومناطق جنوبي إدلب".
وقال الدفاع المدني إن "فرقنا سجلت خسائر في حقول الأشجار المثمرة جراء الانتشار الكبير للحريق الحرجي بعدة مناطق من ريف اللاذقية"، داعياً السكان إلى "إبلاغ السلطات الأمنية عن الأشخاص الذين يتعمدون افتعال الحرائق في مناطق الأحراج".
وأكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح في منشور على منصة اكس إنه يتابع الوضع على الأرض حيث تواجه ظروف صعبة الفرق بسبب وعورة التضاريس وشدة الرياح وارتفاع درجات الحرارة، مضيفاً "نعد السوريين بأننا سنبذل كامل جهدنا في مواجهة هذه الحرائق ولن نخذلهم أبداً".
"تحديات تعيق عمليات الإخماد"
مع تزايد احتمال الجفاف وحرائق الغابات عالمياً بسبب أنشطة بشرية، تشهد سوريا منذ سنوات موجات حر وتراجعاً في منسوب الأمطار وحرائق أحراج ضخمة.
في حزيران/يونيو أفادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) وكالة فرانس برس بأن سوريا "لم تشهد ظروفاً مناخية بهذا السوء منذ 60 عاماً"، مشيرة إلى أن جفافاً غير مسبوق سيجعل أكثر من 16 مليون شخص عرضة لانعدام الأمن الغذائي.
إلى ذلك تعاني البلاد تداعيات حرب استمرت أكثر من عقد مع مسار انتقالي مستمر من حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي أطيح في كانون الأول/ديسمبر إلى السلطات الجديدة. وقال مدير مديرية الكوارث والطوارئ في محافظة اللاذقية السورية عبد الكافي كيال: "هناك جملة من التحديات تعوق عمليات الإخماد أبرزها: انتشار الألغام والمقذوفات غير المنفجرة في المنطقة، إلى جانب صعوبة الوصول إلى بؤر النيران، وسرعة الرياح التي ساهمت في انتقال الحرائق إلى أحراج جديدة".
الجفاف في ألمانيا يقسو على الطبيعة ويفاقم مصاعب الاقتصاد
كان شهر مارس/ آذار 2025 واحدا من أكثر الشهور جفافًا على الإطلاق. وحذّرت وزيرة البيئة الألمانية من أن الجفاف غير المعتاد في الربيع يزيد خطر حرائق الغابات ويؤثر على النباتات والحيوانات والحصاد. وقد يعطل النقل النهري.
صورة من: Marc John/picture alliance/Bonn.digital
الجفاف يضرب شمال ألمانيا
جو مشمس وبارد وجاف للغاية، هكذا بدأ الربيع في شمال ألمانيا. وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية (DWD) أن شهر مارس/ آذار 2025 كان واحداً من أكثر الشهور جفافاً في ألمانيا منذ بدء تسجيل القياسات في عام 1881. وكانت رطوبة التربة في طبقاتها العليا، وخاصة في شمال ألمانيا، أقل بنسبة تصل إلى 20 في المائة عن الحد الأدنى للقيم المسجلة على مدار سنوات طويلة.
صورة من: Jens Büttner/AP/dpa/picture alliance
الصمود في وجه الصعاب
هذه الشتلات الصغيرة تحدّت الجفاف طويلا، فقد كان مارس/ آذار جافًا بشكل غير معتاد، كما شهد شهر فبراير/ شباط أيضًا ندرة في هطول الأمطار، ولم يسجل أي هطول للأمطار خلال الأسبوع الأول من أبريل/ نيسان كذلك. أما الأيام القادمة، فلن تشهد سوى زخات متفرقة هنا وهناك، "في أفضل الأحوال"، بحسب ما قال مارسيل شميد من دائرة الأرصاد الجوية الألمانية لوكالة الأنباء الألمانية الأربعاء الماضي.
صورة من: picture alliance/Daniel Kubirski
دعوة لترشيد استهلاك مياه الشرب
دعا هيلموت ديدي، رئيس رابطة المدن الألمانية، المواطنين الألمان إلى ترشيد استهلاك مياه الشرب في ظل الجفاف المستمر. وقال في تصريح لشبكة التحرير الألمانية: "تغيّر المناخ بات ملموسًا بشكل متزايد. علينا استخدام هذا المورد الثمين، الماء، بحذر واعتدال". وأضاف أن إمدادات مياه الشرب ما زالت كافية في الوقت الحالي.
صورة من: Jens Büttner/AP/dpa/picture alliance
في الجنوب لا تزال طافية .. لكن إلى متى؟
في بحيرة كونستانس، الواقعة بجنوب ألمانيا على الحدود مع سويسرا، انخفض منسوب المياه الآن إلى أدنى مستوياته منذ فترة طويلة. ولا تزال هذه السفن الراسية عند جزيرة رايشناو تطفو فوق الماء، لكن أحد الموانئ في بحيرة "أونتَريزي" قد جف بالفعل. أما أصغر جزيرة في بحيرة كونستانس، وهي جزيرة "هوي" التي تبعد نحو 100 متر عن الشاطئ، فقد أصبح من الممكن الوصول إليها سيرًا على الأقدام في الوقت الحالي.
صورة من: Felix Kästle/dpa/picture-alliance
"ننتظر الأمطار بشكل عاجل"
في مدينة غلادبك بولاية شمال الراين-وستفاليا، يُظهر المزارع بيرند إيم فينكل مدى جفاف التربة في أرضه. وقال يوآخيم روكفيد، رئيس اتحاد المزارعين الألمان: "نشعر بالقلق من الوضع الحالي للطقس. نحن ننتظر هطول الأمطار على نحو عاجل".
صورة من: imago images/Funke Foto Services
غبار في الرياح
أكد أندرياس برومزر من دائرة الأرصاد الجوية الألمانية أن هناك "رطوبة تربة منخفضة بشكل غير عادي في هذا الوقت من السنة"، لكنه أضاف أن التربة لا تزال مشبعة جيدًا بالمياه على الأعماق. وقال إنه إذا هطلت أمطار غزيرة خلال الأسابيع القادمة، يمكن تعويض الجفاف الحالي. وأوضح: "في الوقت الحالي، لا يجب أن نفترض أننا سنواجه جفافًا شديدًا خلال أشهر الصيف".
صورة من: Jens Büttner/AP/dpa/picture alliance
جفاف شديد عند كاتدرائية كولونيا
منسوب المياه في نهر الراين في كولونيا حاليًا عند 1.54 متر (حوالي 5 أقدام)، أي نصف المستوى المعتاد. وقد أسفر ذلك بالفعل عن تداعيات اقتصادية: فعلى سبيل المثال، تقوم شركة تصنيع الصلب "تيسينكروب" بتحميل سفنها بشحنات أقل. ومع ذلك، قال المتحدث باسم الشركة لصحيفة "راينيشه بوست" إن إمدادات المواد الخام لم تتأثر حتى الآن.
صورة من: Marc John/picture alliance/Bonn.digital
زيادة خطر حرائق الغابات
وفقًا لدائرة الأرصاد الجوية الألمانية، فقد زاد خطر حرائق الغابات بشكل كبير. ففي منطقة زاورلاند، تصدى رجال الإطفاء بالفعل لحرائق كبيرة خلال يومين فقط. كما أن الجفاف قد أضعف الأشجار، مما جعلها أقل قدرة على الدفاع عن نفسها ضد تكاثر الحشرات.
صورة من: imago images/Markus Klümper
"عواقب أزمة المناخ"
قالت وزيرة البيئة المنتهية ولايتها شتيفي ليمكه (حزب الخضر) يوم الثلاثاء (8/3/2025): "الجفاف الحالي مقلق. حتى الآن، في الربيع، لا يزال الوضع جافًا جدًا في العديد من مناطق ألمانيا هذا العام. الزراعة والغابات، ولكن أيضًا جميعنا، نشعر بوضوح بعواقب أزمة المناخ." وأضافت أنه إذا استمر الجفاف بهذا الشكل، فقد يتأثر الحصاد.
صورة من: Jens Büttner/AP/dpa/picture alliance
القليل من المطر في الأفق
ومع ذلك، فإن التوقعات تقدم بعض الأخبار الجيدة للأسبوع المقبل على الأقل بالنسبة لغرب ألمانيا. فمن المتوقع أن تهطل الأمطار في مناطق مثل فرايبورغ وكولونيا، مما قد يساعد في رفع منسوب المياه في الأنهار الجافة مثل نهر الراين، كما في الصورة أعلاه.