نال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكثير من الثناء حول هجومه ضد إيران، إلا أن مستقبله السياسي سيعتمد على ما سَيَلِي من أحداث متعلقة بحرب غزة. فكيف يرى الإسرائيليون المستقبل؟
استطلاعات الرأي العام تشير إلى ارتفاع معدلات تأييد نتنياهوصورة من: Marc Israel Sellem/POOL/IMAGO
إعلان
بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران صباح الثلاثاء الماضي، وإن كان هشّاً، عادت شوارع ومقاهي القدس إلى الازدحام. وبحلول المساء، رفعت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية جميع القيود العامة.
في الأسواق المفتوحة، عاد الناس للتحرك بأريحية، بعد انتهاء الصراع الذي استمر 12 يوما، والتي دفعت الإسرائيليين مرارا إلى الاختباء في الملاجئ.
قالت ليبا فركيش في تصريح لـ DW: "أشعر ببعض الارتياح لأننا لم نعد في حالة حرب. لكن الأمر كان صعبا أيضا لأننا لا نعرف أبدا ما الذي سيجري، نكون في حالة وقف إطلاق نار، وفي اليوم التالي يتوقف سريان وقف إطلاق النار".
أعرب الكثيرون داخل إسرائيل عن رضاهم عن الهجوم على إيران وأشادوا برئيس الوزراء نتنياهو. مثل أدينا بير، طالبة في المدرسة الثانوية، والتي صرحت لـ DW قائلة: "أعتقد أننا هاجمناهم في الوقت المناسب تماما، وهو ما كان علينا فعله بالضبط. أعتقد أن نتنياهو بذل قصارى جهده. كانوا على وشك استخدام سلاح ضدنا، وبصراحة نجونا في اللحظة الأخيرة".
أما أفراهام ليفي، صاحب متجر، فيرى في تصريح لـ DW: "ما فعله نتنياهو ليس لإسرائيل فحسب، بل للعالم أجمع. إيران نظام ديني متطرف يهدف إلى القضاء على إسرائيل".
وأظهر استطلاع رأي سريع أجراه مركز فيتربي فاميلي لأبحاث الرأي العام والسياسات في معهد الديمقراطية الإسرائيلي (IDI) مؤخرا، أن حوالي 82% من اليهود الإسرائيليين أيدوا هجوم إسرائيل على إيران وتوقيت الهجوم.
ارتفاع شعبية نتنياهو
قبل شهر واحد فقط، بدا أن سمعة نتنياهو السياسية قد تضررت بشدة. واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول مدة في المنصب، المعروف بقدرته على المناورة في الأزمات السياسية، انتقادات محلية ودولية متزايدة بسبب تعامله مع حرب غزة، ورفضه الواضح للموافقة على صفقة مع حماس لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
إعلان
يمكن لنتنياهو أن يزعم أنه نفّذ تهديده بمهاجمة العدو اللدود لإسرائيل وبرنامجها النووي. لطالما أصرت إيران على أن برنامجها النووي سلمي، وخلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أن طهران لا تسعى حاليا إلى تطوير أسلحة نووية. مع ذلك، جادل القادة الإسرائيليون بأن إيران كانت على وشك امتلاك سلاح نووي.
ساهم الهجوم على إيران في استعادة صورة نتنياهو كرجل قوي بعد الإخفاقات الأمنية الفادحة التي أدت إلى الهجمات الإرهابية التي قادتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
بالنسبة لتال شنايدر، المراسل السياسي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإنه "فيما يتعلق بالهجوم الإيراني، هناك الكثير من الغموض، ولا نعرف كل التفاصيل. لكن كل ما رأيناه هنا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يُظهر أنه في الأساس هناك خطة مُحكمة من قِبل الإيرانيين. وقد أدرك الجميع ضرورة التعامل مع هذا الأمر. لم يثق أحد بالحل الدبلوماسي معهم، بل بالحل العسكري فقط".
يتعرض نتنياهو لضغوط لإيجاد حل للحرب في غزةصورة من: Abed Rahim Khatib/Anadolu/picture alliance
ما مدى هامش المناورة السياسي الذي يتمتع به نتنياهو؟
في حين أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن حزب الليكود بزعامة نتنياهو قد اكتسب المزيد من الدعم في أعقاب النجاح الملحوظ لعمليته العسكرية، إلا أن الصورة أكثر تعقيدا، فالأحزاب في حكومة نتنياهو الائتلافية الحالية من المتوقع ألا تحقق أغلبية الـ 61 مقعدا التي تحتاجها للاحتفاظ بالسلطة.
وأشارت تلك الاستطلاعات إلى أن وضع نتنياهو لا يزال على حاله. ربما يكون قد حصل على بعض المقاعد لحزبه، لكن هذا جاء بفضل حليفه المقرب، حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف بزعامة إيتامار بن غفير. هذا يعني أن نتنياهو لا يملك هامشا كبيرا من الحرية لتشكيل ائتلاف جديد بعد الانتخابات المقبلة، حسب شنايدر.
وأضاف المتحدث، أن نتنياهو "لم يتمكن نتنياهو من استقطاب ناخبين من الوسط، لذلك ظل معارضو ضده، حتى مع النجاح العسكري الكبير والنجاح الاستراتيجي الكبير الذي لا ينكره أحد".
أسفرت الضربات الصاروخية الإيرانية عن مقتل 28 شخصا وإصابة أكثر من 1000 آخرين، وفقا لمديرية الدبلوماسية العامة الإسرائيلية. أما في إيران، فوفقا للأرقام الرسمية، قتل 606 أشخاص وجرح 5332 شخصا. وفي الحالتين معا يعتقد أن أرقام الضحايا أعلى مما هو معلن.
وبينما أشاد المعلقون الإسرائيليون بأداء الجيش في إيران، لا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت العملية ضد المواقع النووية الإيرانية وبرنامجها الصاروخي الباليستي ناجحة كما ادعى نتنياهو، الذي قال في بيان صدر مساء الثلاثاء إن إسرائيل "حققت انتصارا تاريخيا سيبقى لأجيال".
ضغوط على نتنياهو بشأن حرب غزة
عاد الاهتمام في إسرائيل إلى الحرب مع حماس في غزة. صباح الأربعاء، استيقظ الإسرائيليون على نبأ مقتل سبعة جنود في جنوب غزة. وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة أنهم كانوا داخل ناقلة جند مدرعة اشتعلت فيها النيران بسبب عبوة ناسفة مثبتة بها.
وحسب بن كاسبيت، الصحفي الإسرائيلي في صحيفة معاريف اليومية، مخاطبا نتنياهو في مقاله: "أحيانا، كل ما عليك فعله هو التصرف الصحيح. ترامب فعلها. إذا كان ترامب قادرا على فعلها، فأنت أيضا قادر على فعلها. عليك وضع حد، هنا والآن، للحرب غير المبررة في غزة". وأضاف: "أفضل أبنائنا يموتون هناك الآن، ولماذا؟ لتدمير المزيد من "البنية التحتية للإرهاب"؟ هل أنت جاد؟ هل تسمع نفسك؟".
أظهرت استطلاعات الرأي باستمرار دعما كبيرا لاتفاق تبادل الأسرى مع حماس في غزة لإعادة الخمسين رهينة المتبقين، أحياء وأمواتا، والذي يشمل أيضا وقف إطلاق النار.
بالنسبة لتامار هيرمان، الباحثة البارزة في معهد إسرائيل للديمقراطية والمديرة الأكاديمية لمركز فيتربي العائلي لأبحاث الرأي العام والسياسات: "من المهم لنتنياهو أن يتوصل إلى حلّ هنا، لأن ما اكتشفناه هو أن غالبية مؤيديه يعتقدون أنه يجب إعادة الرهائن إلى ديارهم، حتى لو كان ذلك يعني وقف الحرب، وليس إنهائها بالكامل". وأضافت في تصريحها لـ DW: "إذا أراد زيادة دعمه، فعليه أن يفعل شيئا في هذا الصدد". وطالما اتهم منتقدو نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية بعدم رغبته في إنهاء الحرب، زاعمين أنه غير مستعد للموافقة على صفقة جديدة مع حماس تضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين. وهدد شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف بالانسحاب من الائتلاف إذا أنهى الحرب دون الإطاحة بحماس، الأمر الذي كان سيؤدي إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل.
أعدته للعربية: ماجدة بوعزة
الضربة الإسرائيلية.. محطة كبرى في التصعيد بين إسرائيل وإيران حول الملف النووي
تطورت لعبة القط والفأر حول البرنامج النووي الإيراني، حيث قررت إسرائيل اليوم التدخل لوقف تطوره. منذ نهاية خمسينات القرن الماضي انطلق، ثم جاءت القطيعة مع وصول الخميني للحكم لتتوالى فصول الترغيب والترهيب بين الغرب وطهران.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Iranian Presidency Office/M. Berno
ضربات إسرائيلية في قلب إيران لوقف تطور برنامجها النووي
يثير البرنامج النووي الإيراني منذ عقود قلقاً كبيراً لدى عدد من الدول الغربية ودول المنطقة، وعلى رأس هذه الدول إسرائيل، التي استهدفت مؤخراً عدة منشآت نووية إيرانية للحد من النمو المتسارع للبرنامج الإيراني، ومنع طهران من حيازة سلاح نووي رغم نفي الأخيرة طوال عقود أن يكون هذا هو هدفها، وتأكيدها المستمر أن أغراض برنامجها سلمية.
صورة من: Don Emmert/AFP/Getty Images
استهداف منشآت لتخصيب اليورانيوم وتصفية القادة
الضربة الإسرائيلية شملت منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، كما تم تنفيذ عمليات اغتيال لعدد من كبار القادة العسكريين أدت لمقتل قائد أركان القوات المسلحة محمد باقري، فضلا عن قائد الحرس الثوري حسين سلامي والقيادي البارز في الحرس غلام علي رشيد، كما قتل ستة من العلماء الإيرانيين، بينهم محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي.
صورة من: Atomic Energy Organization of Iran/AP/picture alliance
البداية النووية
كان العام 1957، بداية البرنامج النووي الأيراني حين وقع شاه إيران اتفاق برنامج نووي مع أمريكا، ليتم الإعلان عن "الاتفاق المقترح للتعاون في مجال البحوث ومجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية" تحت رعاية برنامج أيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي1967، أسس مركز طهران للبحوث النووية. لكن توقيع إيران معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في 1968، جعلها تخضع للتفتيش والتحقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة.
صورة من: gemeinfrei
إنهاء التدخل الغربي في البرنامج النووي
الإطاحة بحكم الشاه وقيام جمهورية إسلامية في إيران سنة 1979، جعلت أواصر العلاقات بين إيران والدول الغربية موسومة بقطيعة، فدخل البرنامج النووي في مرحلة سبات بعد انسحاب الشركات الغربية من العمل في المشاريع النووية وإمدادات اليورانيوم عالي التخصيب؛ فتوقف لفترة برنامج إيران النووي .
صورة من: Getty Images/Afp/Gabriel Duval
البحث عن حلول
سمح خميني عام 1981 بإجراء بحوث في الطاقة النووية. وفي 1983، تعاونت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لمساعدة طهران على الصعيد الكيميائي وتصميم المحطات التجريبية لتحويل اليورانيوم، خاصة في موقع أصفهان للتكنولوجيا النووية، لكن الموقف الغربي عموما كان رافضا لمثل هذا التعاون. ومع اندلاع الحرب بين إيران والعراق تضرر مفاعل محطة بوشهر النووية فتوقفت عن العمل.
صورة من: akairan.com
روسيا تدخل على الخط، والصين تنسحب!
في التسعينات تم تزويد إيران بخبراء في الطاقة النووية من طرف روسيا. وفي 1992، انتشرت مزاعم في الإعلام الدولي بوجود أنشطة نووية إيرانية غير معلنة، مما جعل إيران تستدعي مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة المنشآت النووية، وخلصت التفتيشات حينها إلى أن الأنشطة سلمية. في 1995، وقعت إيران مع روسيا عقدا لتشغيل محطة بوشهر بالكامل، في حين انسحبت الصين من مشروع بناء محطة لتحويل اليورانيوم.
صورة من: AP
إعلان طهران وزيارة البرادعي لإيران
طلبت الوكالة الدولية، في 2002، زيارة موقعين نوويين قيل أنهما غير معلنين، لكن إيران لم تسمح بذلك حتى مرور ستة أشهر على شيوع الخبر. وفي 2003، زار محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران للحصول على إيضاحات في ما يخص استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم، واصدرت الوكالة تقريرا سلبيا تجاه تعاون إيران.
صورة من: AP
شد وجذب
أصدرت الوكالة الدولية، في 2004، قرارا يطالب إيران بالإجابة عن جميع الأسئلة العالقة، وبتسهيل إمكانية الوصول الفوري إلى كل المواقع التي تريد الوكالة زيارتها، وبتجميد جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بمستوى يتيح إنتاج الوقود النووي والشحنة الانشطارية. لكن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وبعد انتخابه، عمل على تفعيل البرنامج النووي ولم يكترث للتهديدات الغربية، كما أسس مفاعل "أراك" للماء الثقيل.
صورة من: AP
فصل جديد
في 2006، صوت أعضاء الوكالة الدولية على إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، الذي فرض حظرا على تزويد إيران بالمعدات اللازمة لتخصيب اليورانيوم وإنتاج صواريخ بالستية. وردت إيران على هذا الإجراء بتعليق العمل بالبروتوكول الإضافي وجميع أشكال التعاون الطوعي. وفي نفس السنة، أعلن الرئيس الإيراني؛ أحمدي نجاد، عن نجاح بلده في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3,5 بالمائة. الصورة لوفد قطر أثناء التصويت على القرار.
صورة من: AP
مفاعلات نووية سرية
في عام2009 ، تحدث بعض المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين، عبر وسائل الاعلام، عن قيام إيران ببناء مفاعل نووي في ضواحي مدينة قم، كما قال هؤلاء بأنه تحت الأرض ويبنى بكل سرية، دون أن تخبر به إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين نفت طهران ذلك واعتبرته مجرد ادعاءات.
صورة من: AP
على مشارف حل
في عام 2014، تم الاتفاق على وقف تجميد الولايات المتحدة لأموال إيرانية قدرت بمليارات الدولارات، مقابل توقف إيران عن تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة إلى وقود. وفي نفس السنة، قامت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية باجراء تعديلات على منشأة "أراك" لضمان إنتاج حجم أقل من البلوتونيوم.
صورة من: ISNA
الاتفاق التاريخي
في عام 2015، وبعد سلسلة من الاجتماعات، في فيينا، أعلن عن التوصل لاتفاق نهائي؛ سمي اتفاق إطار، بخصوص برنامج إيران النووي. الاتفاق جمع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا بإيران. وكان من المرجح أن ينهي هذا الاتفاق التهديدات والمواجهة بين إيران والغرب.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Wilking
طموحات حدها الاتفاق!
كان باراك أوباما، الرئيس الأمريكي السابق، واحدا من رؤساء الدول المتفقة مع إيران، فيما يخص البرنامج النووي، من الذين رأوا في الخطوة ضمانا لأمن العالم، بالمقابل قال نظيره الإيراني؛ حسن روحاني، إن بلاده حققت كل أهدافها من خلال الاتفاق. لكن الأمور لم تعرف استقرارا، خاصة مع رغبة إيران في تطوير برنامجها نووي، دون أن تلفت اليها الأنظار.
صورة من: Getty Images/A. Burton/M. Wilson
أمريكا تنسحب
آخر التطورات في الاتفاق النووي، كانت يوم الثلاثاء 8 أيار/مايو 2018، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، متعهداً بأن تفرض بلاده "أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني". وفي هذا الصدد، عبرت طهران عن عدم رغبتها في الدخول في جولات جديدة من المفاوضات الشاقة مع أمريكا.
صورة من: Imago/Zumapress/C. May
شروط أي "اتفاق جديد"
بعد الانسحاب الأميركي، أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو 12 شرطاً أميركياً للتوصل إلى "اتفاق جديد". وتضمنت هذه الشروط مطالب شديدة الصرامة بخصوص البرنامج النووي وبرامج طهران البالستية ودور إيران في الشرق الأوسط. وهدّد بومبيو إيران بالعقوبات "الأقوى في التاريخ" إذا لم تلتزم بالشروط الأميركية.
صورة من: Getty Images/L. Balogh
واشنطن تشدد الخناق
فرضت إدارة ترامب أول حزمة عقوبات في آب/أغسطس ثم أعقبتها بأخرى في تشرين الثاني/نوفمبر. وشملت هذه العقوبات تعطيل معاملات مالية وواردات المواد الأولية إضافة إلى إجراءات عقابية في مجالي صناعة السيارات والطيران المدني. وفي نيسان/أبريل من عام 2019، أدرجت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على لائحتها السوداء لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، وكذلك فيلق القدس المكلف بالعمليات الخارجية للحرس الثوري.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
أوروبا تغرد خارج السرب
في 31 كانون الثاني/يناير 2019، أعلنت باريس وبرلين ولندن إنشاء آلية مقايضة عرفت باسم "إنستكس" من أجل السماح لشركات الاتحاد الأوروبي بمواصلة المبادلات التجارية مع إيران رغم العقوبات الأميركية. ولم تفعل الآلية بعد، كما رفضتها القيادة العليا في إيران. وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أكدت على "مواصلة دعمنا الكامل للاتفاق النووي مع إيران، وتطبيقه كاملاً"، داعية إيران إلى التمسك به.
صورة من: Reuters/S. Nenov
طهران ترد
في أيار/مايو الماضي، قررت طهران تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى بعد عام على القرار الأميركي الانسحاب من الاتفاق. وحذرت الجمهورية الإسلامية من أنها ستستأنف تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من المسموح بها في الاتفاق خلال 60 يوماً، إذا لم يوفر لها الأوروبيون الحماية من العقوبات الأمريكية. مريم مرغيش/خالد سلامة