1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتإسرائيل

حرب إسرائيل وإيران: هل هي طوق نجاة سياسي لنتنياهو؟

٢٨ يونيو ٢٠٢٥

نال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكثير من الثناء حول هجومه ضد إيران، إلا أن مستقبله السياسي سيعتمد على ما سَيَلِي من أحداث متعلقة بحرب غزة. فكيف يرى الإسرائيليون المستقبل؟

 زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجمع مستشفى سوروكا بعد إصابته بصاروخ أُطلق من إيران في بئر السبع، إسرائيل، يوم الخميس 19 يونيو 2025
استطلاعات الرأي العام تشير إلى ارتفاع معدلات تأييد نتنياهوصورة من: Marc Israel Sellem/POOL/IMAGO

بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران صباح الثلاثاء الماضي، وإن كان هشّاً، عادت شوارع ومقاهي القدس إلى الازدحام. وبحلول المساء، رفعت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية جميع القيود العامة.

في الأسواق المفتوحة، عاد الناس للتحرك بأريحية، بعد انتهاء الصراع الذي استمر 12 يوما، والتي دفعت الإسرائيليين مرارا إلى الاختباء في الملاجئ.

قالت ليبا فركيش في تصريح لـ DW: "أشعر ببعض الارتياح لأننا لم نعد في حالة حرب. لكن الأمر كان صعبا أيضا لأننا لا نعرف أبدا ما الذي سيجري، نكون في حالة وقف إطلاق نار، وفي اليوم التالي يتوقف سريان وقف إطلاق النار".

أعرب الكثيرون داخل إسرائيل عن رضاهم عن الهجوم على إيران وأشادوا برئيس الوزراء نتنياهو. مثل أدينا بير، طالبة في المدرسة الثانوية، والتي صرحت لـ DW قائلة: "أعتقد أننا هاجمناهم في الوقت المناسب تماما، وهو ما كان علينا فعله بالضبط. أعتقد أن نتنياهو بذل قصارى جهده. كانوا على وشك استخدام سلاح ضدنا، وبصراحة نجونا في اللحظة الأخيرة".

أما أفراهام ليفي، صاحب متجر، فيرى في تصريح لـ DW: "ما فعله نتنياهو ليس لإسرائيل فحسب، بل للعالم أجمع. إيران نظام ديني متطرف يهدف إلى القضاء على إسرائيل".

وأظهر استطلاع رأي سريع أجراه مركز فيتربي فاميلي لأبحاث الرأي العام والسياسات في معهد الديمقراطية الإسرائيلي (IDI) مؤخرا، أن حوالي 82% من اليهود الإسرائيليين أيدوا هجوم إسرائيل على إيران وتوقيت الهجوم.

ارتفاع شعبية نتنياهو

قبل شهر واحد فقط، بدا أن سمعة نتنياهو السياسية قد تضررت بشدة. واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول مدة في المنصب، المعروف بقدرته على المناورة في الأزمات السياسية، انتقادات محلية ودولية متزايدة بسبب تعامله مع حرب غزة، ورفضه الواضح للموافقة على صفقة مع حماس لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين.

يمكن لنتنياهو أن يزعم أنه نفّذ تهديده بمهاجمة العدو اللدود لإسرائيل وبرنامجها النووي. لطالما أصرت إيران على أن برنامجها النووي سلمي، وخلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أن طهران لا تسعى حاليا إلى تطوير أسلحة نووية. مع ذلك، جادل القادة الإسرائيليون بأن إيران كانت على وشك امتلاك سلاح نووي.

ساهم الهجوم على إيران في استعادة صورة نتنياهو كرجل قوي بعد الإخفاقات الأمنية الفادحة التي أدت إلى الهجمات الإرهابية التي قادتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

بالنسبة لتال شنايدر، المراسل السياسي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإنه "فيما يتعلق بالهجوم الإيراني، هناك الكثير من الغموض، ولا نعرف كل التفاصيل. لكن كل ما رأيناه هنا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يُظهر أنه في الأساس هناك خطة مُحكمة من قِبل الإيرانيين. وقد أدرك الجميع ضرورة التعامل مع هذا الأمر. لم يثق أحد بالحل الدبلوماسي معهم، بل بالحل العسكري فقط".

يتعرض نتنياهو لضغوط لإيجاد حل للحرب في غزةصورة من: Abed Rahim Khatib/Anadolu/picture alliance

ما مدى هامش المناورة السياسي الذي يتمتع به نتنياهو؟

في حين أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن حزب الليكود بزعامة نتنياهو قد اكتسب المزيد من الدعم في أعقاب النجاح الملحوظ لعمليته العسكرية، إلا أن الصورة أكثر تعقيدا، فالأحزاب في حكومة نتنياهو الائتلافية الحالية من المتوقع ألا تحقق أغلبية الـ 61 مقعدا التي تحتاجها للاحتفاظ بالسلطة.

وأشارت تلك الاستطلاعات إلى أن وضع نتنياهو لا يزال على حاله. ربما يكون قد حصل على بعض المقاعد لحزبه، لكن هذا جاء بفضل حليفه المقرب، حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف بزعامة إيتامار بن غفير. هذا يعني أن نتنياهو لا يملك هامشا كبيرا من الحرية لتشكيل ائتلاف جديد بعد الانتخابات المقبلة، حسب شنايدر.

وأضاف المتحدث، أن نتنياهو "لم يتمكن نتنياهو من استقطاب ناخبين من الوسط، لذلك ظل معارضو ضده، حتى مع النجاح العسكري الكبير والنجاح الاستراتيجي الكبير الذي لا ينكره أحد".

أسفرت الضربات الصاروخية الإيرانية عن مقتل 28 شخصا وإصابة أكثر من 1000 آخرين، وفقا لمديرية الدبلوماسية العامة الإسرائيلية. أما في إيران، فوفقا للأرقام الرسمية، قتل 606 أشخاص وجرح 5332 شخصا. وفي الحالتين معا يعتقد أن أرقام الضحايا أعلى مما هو معلن. 

وبينما أشاد المعلقون الإسرائيليون بأداء الجيش في إيران، لا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت العملية ضد المواقع النووية الإيرانية وبرنامجها الصاروخي الباليستي ناجحة كما ادعى نتنياهو، الذي قال في بيان صدر مساء الثلاثاء إن إسرائيل "حققت انتصارا تاريخيا سيبقى لأجيال".

ضغوط على نتنياهو بشأن حرب غزة

عاد الاهتمام في إسرائيل إلى الحرب مع حماس في غزة. صباح الأربعاء، استيقظ الإسرائيليون على نبأ مقتل سبعة جنود في جنوب غزة. وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة أنهم كانوا داخل ناقلة جند مدرعة اشتعلت فيها النيران بسبب عبوة ناسفة مثبتة بها.

وحسب بن كاسبيت، الصحفي الإسرائيلي في صحيفة معاريف اليومية، مخاطبا نتنياهو في مقاله: "أحيانا، كل ما عليك فعله هو التصرف الصحيح. ترامب فعلها. إذا كان ترامب قادرا على فعلها، فأنت أيضا قادر على فعلها. عليك وضع حد، هنا والآن، للحرب غير المبررة في غزة". وأضاف: "أفضل أبنائنا يموتون هناك الآن، ولماذا؟ لتدمير المزيد من "البنية التحتية للإرهاب"؟ هل أنت جاد؟ هل تسمع نفسك؟".

أظهرت استطلاعات الرأي باستمرار دعما كبيرا لاتفاق تبادل الأسرى مع حماس في غزة لإعادة الخمسين رهينة المتبقين، أحياء وأمواتا، والذي يشمل أيضا وقف إطلاق النار.

بالنسبة لتامار هيرمان، الباحثة البارزة في معهد إسرائيل للديمقراطية والمديرة الأكاديمية لمركز فيتربي العائلي لأبحاث الرأي العام والسياسات: "من المهم لنتنياهو أن يتوصل إلى حلّ هنا، لأن ما اكتشفناه هو أن غالبية مؤيديه يعتقدون أنه يجب إعادة الرهائن إلى ديارهم، حتى لو كان ذلك يعني وقف الحرب، وليس إنهائها بالكامل". وأضافت في تصريحها لـ DW: "إذا أراد زيادة دعمه، فعليه أن يفعل شيئا في هذا الصدد". وطالما اتهم منتقدو نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية بعدم رغبته في إنهاء الحرب، زاعمين أنه غير مستعد للموافقة على صفقة جديدة مع حماس تضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين. وهدد شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف بالانسحاب من الائتلاف إذا أنهى الحرب دون الإطاحة بحماس، الأمر الذي كان سيؤدي إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل.

أعدته للعربية: ماجدة بوعزة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW