قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أمرت قواتها في أوكرانيا بتكثيف عملياتها. وفي حين أن تركيز الحرب، التي دخلت شهرها الخامس، انتقل لشرق أوكرانيا، فإن روسيا توجه ضرباتها الصاروخية إلى مدن أخرى ما يوحي بتحولها إلى حرب استنزاف.
إعلان
في أحدث الضربات الصاروخية الروسية على أوكرانيا، قال أوليج سينهوبوف حاكم منطقة خاركيف اليوم السبت (16 تموز/يوليو 2022) إن الصواريخ أصابت بلدة تشوهيف التابعة للمنطقة الواقعة بشمال شرق البلاد مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص، منهم امرأة تبلغ من العمر 70عاما، وإصابة ثلاثة آخرين.
وجنوبا، قال فالنتين ريزنيشنكو حاكم إقليم دنيبروبتروفسك إن أكثر من 50 صاروخا روسيا من طراز جراد سقطت على مدينة نيكوبول المطلة على نهر دنيبرو. وقالت خدمات الطوارئ إن اثنين قتلا.
وتقول أوكرانيا إن عدد قتلى هذه الهجمات على المناطق الحضرية بلغ نحو 40 خلال الأيام الثلاثة الماضية.
روسيا تسعى "لمنع" ضربات على شرق اوكرانيا
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان على موقعها على الإنترنت إن وزير الدفاع سيرغي شويغو أمر الوحدات العسكرية بتكثيف عملياتها لمنع توجيه ضربات لشرق أوكرانيا ومناطق أخرى تسيطر عليها روسيا.
وأضافت أن شويغو "أعطى التعليمات اللازمة لزيادة تحركات المجموعات في جميع مناطق العمليات من أجل استبعاد احتمال قيام نظام كييف بشن ضربات صاروخية ومدفعية مكثفة على البنية التحتية المدنية وسكان التجمعات في دونباس ومناطق أخرى".
وقالت الوزارة إن شويغو أصدر الأمر بعد الاستماع في مركز للقيادة إلى تقارير من جنرالات يقودون مجموعات قيادة "الجنوب" و"الوسط" للقوات الروسية التي تنفذ عمليات في أوكرانيا، بالإضافة إلى قادة آخرين. ولم يتضح من البيان، أو اللقطات الصامتة المتاحة، بالضبط موعد عقد الاجتماع أو ما إن كان شويغو والقادة في ذلك الوقت داخل أوكرانيا.
وقالت أوكرانيا أمس الجمعة إن الضربات الصاروخية الأوكرانية باستخدام أنظمة قدمها الغرب دمرت أكثر من 30 مركزا لوجستيا عسكريا روسيا في الأسابيع الماضية وقللت بشكل كبير من قدرة القوات الروسية على الهجوم.
في دونباس وما بعد دونباس
في حين أن تركيز الحرب، التي دخلت الآن شهرها الخامس، انتقل إلى منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، فإن القوات الروسية توجه ضرباتها الصاروخية إلى مدن في أماكن أخرى من البلاد فيما تحول بشكل متزايد إلى حرب استنزاف.
وتقول موسكو، التي شنت ما سمته "عمليتها العسكرية الخاصة" ضد أوكرانيا في 24 شباط/فبراير بدعوى استئصال من وصفتهم بالقوميين الخطرين، إنها تستخدم أسلحة عالية الدقة لتقويض البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وحماية أمنها.
وتقول كييف والغرب إن الحرب محاولة غير مبررة لإعادة احتلال دولة تحررت من حكم موسكو مع تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
نفت روسيا مرارا استهداف مناطق مدنية، على الرغم من الأدلة المتزايدة على أن صواريخها أصابت مناطق سكنية في جميع أنحاء البلاد.
وفي أحد الهجمات التي أثارت غضب أوكرانيا وحلفائها الغربيين في الآونة الأخيرة، أصابت صواريخ كاليبر كروز أطلقتها غواصة روسية في البحر الأسود يوم الخميس مبنى إداريا في فينيتسا، وهي مدينة يسكنها 370 ألف شخص على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب غربي كييف. وقالت كييف إن الضربة أدت لمقتل 23 على الأقل وإصابة العشرات.
وكان من بين القتلى طفلة تدعى ليزا، تبلغ من العمر أربع سنوات ومصابة بمتلازمة داون، وُجدت جثتها بين الأنقاض بجوار عربة أطفال. وسرعان ما انتشرت صور لها وهي تدفع نفس عربة الأطفال والتي نشرتها والدتها على مدونة قبل أقل من ساعتين من الهجوم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربة على فينيتسا كانت موجهة إلى مبنى كان بداخله مسؤولون كبار من القوات المسلحة الأوكرانية في اجتماع مع موردي أسلحة أجانب.
وقال ريزنيشنكو، حاكم إقليم دنيبروبتروفسك التي تضم المدينتين، عبر تيليغرام إن صواريخ روسية أصابت مدينة دنيبرو الواقعة على بعد حوالي 120 كيلومترا شمالي نيكوبول في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 آخرين.
وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي دخانا أسود كثيفا يتصاعد من المباني ونيران شبت في سيارات. وقالت روسيا اليوم السبت إنها دمرت مصنعا في دنيبرو يُصنّع مكونات صاروخية.
انقسام في مجموعة العشرين بسبب الصراع
وهيمنت الحرب على اجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين في إندونيسيا. وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إن الخلافات بسبب الصراع منعت الوزراء ومحافظي البنوك المركزية من إصدار بيان رسمي لكنهم اتفقوا على ضرورة معالجة أزمة الأمن الغذائي المتفاقمة.
وقالت يلين "هذا وقت صعب لأن روسيا عضو في مجموعة العشرين ولا تتفق معنا بشأن كيفية وصف الحرب".
وفرضت دول غربية عقوبات صارمة على روسيا واتهمتها بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا وهو ما تنفيه موسكو. ولم يصدر عن دول أخرى في مجموعة العشرين، منها الصين والهند وجنوب أفريقيا، موقف معلن من هذا الصراع.
وفي إحدى تداعيات هذا الصراع، أثار حصار يُقيّد صادرات الحبوب الأوكرانية تحذيرات من أنه قد يعرض الملايين في البلدان الفقيرة لخطر المجاعة.
وعلى الرغم من إراقة الدماء، تحدثت كل من روسيا وأوكرانيا عن إحراز تقدم نحو التوصل لاتفاق لرفع الحصار خلال محادثات في الآونة الأخيرة. وقالت تركيا، التي توسطت في المحادثات، إن اتفاقا ربما يتم توقيعه هذا الأسبوع.
خ.س/أ.ح (رويترز)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة