"حرب التأشيرات" تستعر بين أنقرة وحليفتها الكبرى واشنطن
٩ أكتوبر ٢٠١٧
دخلت العلاقات التركية الأمريكية طورا جديدا في ظل تصاعد الخلاف حول التأشيرات، ما ينذر بوجود أزمة حقيقية بين البلدين العضوين في الناتو. فما حقيقة الخلاف الجديد وهل يتعلق بالتأشيرات فقط، أم أن هناك عوامل أخرى تتسبب في ذلك؟
صورة من: Reuters/K. Lemarque
إعلان
مسائية DW: "حرب التأشيرات" – هل بدأت مرحلة الصدام بين أردوغان وترامب؟
25:19
This browser does not support the video element.
حثت السلطات التركية الاثنين (التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر 2017) الولايات المتحدة على العدول عن قرارها الصادر بتعليق منح تأشيرات في ممثلياتها في تركيا، في خلاف ينذر بتفاقم أزمة كبيرة بين البلدين خصوصا بعد أن استدعى القضاء موظفا تركيا جديدا في القنصلية الأميركية في إسطنبول لاستجوابه.
بيد أن بعض المراقبين يقولون إن أنقرة لم تكتف بحث حليفتها في حلف الناتو بالتراجع، بل بادرت هي إلى خطوات مماثلة حين ردت بالمثل وعلقت إصدار تأشيرات للمواطنين الأميركيين. كما دخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خط الأزمة وعلق في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني في كييف قائلا: "بالطبع قبل كل شيء هذا القرار (وقف منح التأشيرات) يحزننا حقا كثيرا".
كما واصلت الحكومة التركية تعقب موظفي ممثليات الولايات المتحدة على أراضيها، إذ ذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أن موظفا ثانيا "استدعي من قبل المحققين في إسطنبول لتقديم إفادة". وأفاد التلفزيون التركي أن مذكرة توقيف صدرت بحق الموظف، لكن ذلك لم يتم تأكيده. فيما أوقفت زوجه الموظف وابنه وسيتم نقلهما إلى إسطنبول للخضوع للتحقيق.
عن كثب - مجتمع منقسم - تركيا بعد عام على محاولة الانقلاب
28:30
This browser does not support the video element.
واستدعت وزارة الخارجية التركية المسؤول الثاني في السفارة الأميركية في أنقرة فيليب كوسنيت الاثنين، وسلمته طلب أنقرة بعدول واشنطن عن قرارها تعليق كل خدمات التأشيرات لغير الهجرة في ممثلياتها في تركيا. وتم إخبار الدبلوماسي الأميركي أن قرار واشنطن يخلق "تصعيدا غير ضروري"، حسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول.
أزمة مزمنة ـ توقيف موظف ثالث
وذكرت صحيفة "حرييت" التركية أن السلطات أصدرت مذكرة توقيف بحق موظف ثالث في القنصلية الأميركية، مشيرة إلى اختبائه حاليا في القنصلية. لكن وزير العدل التركي عبد الحميد غول نفى علمه بالأمر.
وقال سونر كاغابتاي مدير البرنامج التركي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن الأوضاع الحالية تكشف وجود أزمة مزمنة في العلاقات الأميركية التركية. وأوضح كاغابتاي لفرانس برس "هذه الخطوة ستدفع النخب التركية إلى مطالبة أردوغان بالتوقف عن مضايقة المواطنين الأميركيين في تركيا، لكنني اعتقد أنه سيفعل العكس وسيقوم بالتصعيد".
وكان مسؤولون أتراك أعربوا عن أملهم في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين أنقرة وواشنطن في عهد الرئيس دونالد ترامب. بيد أن المحلل السياسي كاغابتاي يقول إنه "سيكون من الصعب في القريب العاجل استعادة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه".
وكانت واشنطن قد اتخذت إجراء وقف التأشيرات على خلفية توقيف أحد موظفي البعثة الدبلوماسية الأميركية في إسطنبول وتوجيه تهم رسمية له بالتجسس. وتطالب تركيا واشنطن بتسليمها الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه بأنه وراء محاولة الانقلاب، وهو ما ينفيه الأخير بالمطلق، إلا أن عدم حصول أي تطور في هذه المسألة أدى إلى مزيد من التعقيد في العلاقات التركية الأميركية.
أ.ح/ي.ب (أ ف ب، رويترز)
ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا وتبعاتها
قبل عام من الآن أراد انقلابيون الإطاحة بالرئيس التركي أردوغان. ولكن مساعيهم خابت. وبدلا من ذلك تعمقت سيطرة أردوغان بشكل غير مسبوق. هذا عرض لبعض المشاهد في ليلة الانقلاب الفاشل، والفترة التي تبعتها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
البداية
الصور الأولى من مساء 15 يوليو/تموز 2016، التي وصلت من تركيا: دبابات الجيش تقطع السير على جسر البوسفور. مع مرور الوقت اتضح الأمر: مجموعات في الجيش بدأت بمحاولة انقلاب. طلقات تُسمع وهناك جرحى. والطائرات الحربية والمروحية تحلق على علو منخفض.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
دبابات في المطار
صورة مشابهة في مطار أتاتورك في اسطنبول: الدبابات تقدمت. وانفع الانقلابيون باتجاه برج المطار وأوقفوا حركة الطيران. عدد قليل من المدنيين يقفون بوجه الانقلابيين.
صورة من: Reuters/Ihlas
قصف على البرلمان
وحتى مبنى البرلمان في أنقرة صار هدفا لقصف الانقلابيين. في تمام الساعة 2:32 صباحا تعرض المبنى للقصف من الجو. الانقلابيون استخدموا عدة طائرات من طراز أف 16 في تلك المهمة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الضحايا
في مواجهات ومصادمات لقي - بحسب بيانات رسمية - 249 شخصا حتفهم، وأصيب أكثر من 2000 آخرين بجروح. والآن يتم الاحتفاء بهم في تركيا كـ"شهداء".
صورة من: Getty Images/B.Kilic
المقاومة
وبعد مضي بضع ساعات من الليل، اتضحت الصورة أكثر: الانقلاب سيفشل. كما حدث هنا في ساحة تقسيم. الجنود المشاركون في محاولة الانقلاب تم القبض عليهم من قبل الشرطة أو من وحدات الجيش الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
ظهور أردوغان
وبطريقة غير اعتيادية ظهر الرئيس التركي أردوغان وخاطب الشعب. في بث مباشر عبر الهاتف اتصلت مذيعة إحدى القنوات بالرئيس التركي أردوغان، الذي تحدث للأتراك: "أدعو شعبنا للتجمع في الساحات وفي المطار". وبظهوره عمل أردوغان على وضع حد للتكهنات حول التغيير في البلاد.
صورة من: Screenshot/CNN Turk/Reuters
نزول الناس إلى الشوارع
كثير من الأتراك سمعوا نداء الرئيس وتدفقوا إلى الشوارع، ليتصدوا للانقلابيين ويساهموا في منع نجاح الانقلاب. كما هو الحال هنا في أنقرة، حيث تسلق الناس على ظهور الدبابات، رافعين العلم التركي.
صورة من: picture-alliance/abaca/O. Gurdogan
الانتقام
في صباح اليوم التالي تقهقر الانقلابيون في كل مكان تقريبا. فقط في مواضع قليلة كانت هناك مناوشات. والآن بدأت عملية الملاحقة للانقلابيين.
صورة من: Reuters
البحث عن الانقلابيين
بدأت قوات الجيش ملاحقة المتورطين في محاولة الانقلاب. وهكذا استسلم عدد كبير منهم وتم القبض عليهم.
صورة من: picture-alliance/AA
المتهم بأنه العقل المدبر
تم اتهامه بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية: رجل الدين الإسلامي فتح الله غولن. الحكومة التركية حملته المسؤولية. أما غولن فنفى ذلك. يشار إلى أنه يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات، ولم يتم تسليمه لتركيا.
صورة من: Reuters/C. Mostoller
الاحتفال بالنصر
بعد 24 ساعة من محاولة الانقلاب تغيرت الصورة تماما: آلاف الناس احتشدوا على جسر البوسفور محتفلين بالانتصار على الانقلابيين. بعدها تم تغيير اسم الجسر إلى "جسر شهداء 15 يوليو".
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Öztürk
حالة الطوارئ
بعدها بخمسة أيام، أعلن أردوغان حالة الطوارئ في البلاد، والتي دخلت في اليوم التالي حيز التنفيذ. فحصل الرئيس بذلك على صلاحيات واسعة، كما بدأ النقاش حول إعادة عقوبة الإعدام. وبعد مرور عام مازالت حالة الطوارئ مفروضة في بلاد الأناضول.
صورة من: Reuters/K. Ozer
التطهير
مباشرة بعد المحاولة الانقلابية تحدث أردوغان عن "نعمة الله". والهدف هو "قواتنا المسلحة يجب أن تكون نقية تماما، ولذلك سيتم تطهيرها". ولكن الأمر لم يقتصر على مؤيدي فتح الله غولن في الجيش. بل تعداه إلى صحفيين وباحثين وبقية المناهضين لأردوغان. حوالي 100 ألف موظف تمت إقالتهم، و50 ألف شخص تم اعتقالهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Mehmet
أردوغان وسّع صلاحياته
قبل محاولة الانقلاب، لم يتمكن أردوغان من الوصول إلى نظامه المفضل (النظام الرئاسي). ولكن المحاولة الانقلابية كانت فرصة له كي يتمكن من دفع هذا المشروع إلى الأمام، وصولا إلى نظام حكم برجل قوي على رأس السلطة. وفي أبريل/نيسان الماضي تحقق مراده، عندما صوت الأتراك، بأغلبية بسيطة، لصالح تعديل الدستور.
صورة من: Reuters/H. Aldemir
المعارضة
المعارضة التركية تم إضعافها بعد محاولة الانقلاب - وخاصة حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. رئيسا الحزب وتسعة برلمانيين من الحزب تم اعتقالهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. حزب الشعب الجمهوري يمر بمرحلة هدوء استمر حتى صيف 2017، عندما دعا الحزب لمسيرة "العدالة" من أنقرة إلى اسطنبول. إعداد: كريستيان فولف/ف.ي