1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"حرب الشعارات"..حكايات الثورة على جدران القاهرة

٢٥ مارس ٢٠١٢

تحولت جدران شوارع وميادين القاهرة إلى ساحات لحرب الشعارات، التي تعكس خلفيات الصراع الخفي والمعلن بين الاتجاهات والتيارات السياسية المختلفة في مصر، فالشعارات المكتوبة والمعدلة والمشطوبة تحكي قصص هذا الصراع بكل تفاصيله.

صورة من: DW

بدأت القصة بعد الثورة مباشرة، إذ امتلأت جدران القاهرة فور تنحي الرئيس السابق حسني مبارك بالشعارات التي تحيي الثورة وشهداء 25 يناير. ولكن سرعان ما ظهر التوتر بين الثوار والمجلس العسكري وبدأت الشعارات تأخذ منحى آخر معادياً لـ"حكم العسكر"، كما بدأ مؤيدو المجلس العسكري في نفس الوقت يعلنون عن موقفهم، ومن هنا أصبحت الجدران ميداناً للصراع بين الطرفين.

منذ صيف العام الماضي، وميدان العباسية يحتل مكاناً مميزاً لدى المؤيدين للمجلس العسكري، حيث تم فيه الاعتداء على المعارضين، مما أدى إلى انسحابهم وعودتهم إلى ميدان التحرير، وهو ما أضفى صبغة أسطورية على ميدان العباسية لدى المؤيدين وجعله مكان التظاهر المفضل بالنسبة لهم، في مقابل ميدان التحرير المفضل لدى المعارضين.

صورة من: DW

و تمتلئ جدران العباسية بالشعارات مثل "يا برادعي يا عميل ارحل"، و "6 أبريل عملاء" و"نعم للمشير". وتستمر الشعارات من هذا النوع على طول شارع رمسيس وصولا إلى الميدان الذي يحمل نفس الاسم. وهناك نجد شعارات مثل "الجيش والشعب إيد واحدة"، "نعم للمجلس العسكري"، أو حتى شعار "نعم لمبارك"، والذي بهتت ألوانه بسبب قِدمه، إذ يبدو أنه كُتب أثناء ثورة 25 يناير نفسها.

ولكن الأمر يختلف تماماً لدى الاقتراب من ميدان التحرير، حيث تبدأ الشعارات الثورية والمعارضة لـ"حكم العسكر" في الظهور. أبرز هذه الشعارات بالطبع هو شعار "يسقط حكم العسكر"، وهو الشعار المكتوب على جدران كثيرة بالقاهرة، ولكن هناك أيضاً شعارات تحمل لمحات طريفة أخرى، منها مثلا بالقرب من المتحف المصري: "إحنا آسفين يا فانديتا"، وبجانبه علامة الأناركية الشهيرة، في إشارة مركبة لفيلم "في فور فنديتا"، الذي يعد ملهماً لكثير من الثوار. أو "اعتقلوني إعتقلوني مش هتشوفوا الخوف في عيوني". أو عبارة أخرى طويلة ومعقدة نسبيا تحرض سكان القاهرة على التظاهر في إحدى أيام الجمعة: "لو حاسس أن فيه حاجة أتغيرت بعد الثورة ماتنزلش يوم الجمعة".

كما أن هناك جروب (مجموعة) "إحنا آسفين يا ريس"، والذي يعد من أكبر الجروبات التي تضم مؤيدي مبارك والمجلس العسكري على الفيسبوك.

"احذروا غضب الأولتراس"

ولكن الجدران سرعان ما يتم طلاؤها بين وقت وآخر لتخفي الشعارات وراءها، أحياناً ما يحدث هذا بدافع جمالي، حرصا على عدم تشويه منظر المدينة، وهي محاولة عبثية لأن الجدران سرعان ما تمتلئ مرة أخرى بالشعارات السياسية، ولكن كثيراً أيضاً ما يتم محو الشعارات لأسباب سياسية، إذ يعمد كل فريق إلى محو شعارات الفريق الآخر أو تعديله، فيتم مثلا تغيير كلمة بأخرى في الشعار، "نعم للمجلس العسكري"، مثلا يتم شطب كلمة "نعم" فيها واستبدالها بـ "لا"، أو جرافيتي مكتوب فيه "الحرية لمايكل نبيل"، في إشارة إلى المدون الذي تمت محاكمته عسكريا، بسبب تدويناته التي انتقد فيها أداء المجلس وأثارت قضيته الكثير من النشطين، وبجانب الجرافيتي مكتوب بخط اليد "مايكل نبيل يا عميل أمريكا وإسرائيل". أو عبارة عريضة بخط اليد في شارع رمسيس كتب فيها أعضاء "الأولتراس" (رابطة مشجعي الكرة الذي يميل الكثير منهم لصفوف الثوار): شعار يقول "بقالنا خمس سنين ظلم وقهر، دا يرضي مين"، ومشطوب في العبارة على كلمتي "ظلم وقهر"!

صورة من: DW

وبالإضافة إلى هذا، فهناك مثلا جدراية ضخمة بالقرب من المستشفى القبطي بشارع رمسيس تصور ثواراً وبجانبهم عسكريين، في إشارة إلى شعار "الجيش والشعب إيد واحدة"، وهو الشعار المفضل لمؤيدي المجلس العسكري، ولكن البعض من مجموعات الأولتراس أضافوا جملتهم الشهيرة ACAB، وهي اختصار للعبارة الإنجليزية: “All Caps are bastards”.

الأولتراس يملأون الجدران بشعاراتهم، فمثلا مكتوب على جدران كثيرة "احذروا غضب الأولتراس"، وهو ما أتي ردا على مقتل العشرات من "أولتراس الأهلي" في بورسعيد في فبراير الماضي. دفع هذا أحدهم إلى الكتابة على الجدار "أخويا مات في المدرج والداخلية واقفة بتتفرج"، وهو الشعار الذي تم شطبه بخط رديء في أكثر من مكان.

صراع "إسلامي ـ علماني"، و"الستات موجودات"

تأتي أيضاً بعض الإضافات على الكتابة على الجدران لتضفي مسحة فكاهية، فقرب ميدان التحرير مكتوب شعار "لا لحكم العسكر"، غير أن أحدهم أضاف عبارة "ديك أم"، لتصبح العبارة كاملة "لا لحكم ديك أم العسكر"، وهو ما يشكل تحايلاً للنطق بمسبة مصرية شهيرة بدون التورط في المحرمات.

ولكن معارك الجدران لا تقتصر على الحرب بين مؤيدي المجلس العسكري ومعارضيه، وإنما تمتد إلى الصراع بين الإسلاميين والليبراليين أيضاً. على جدار الجامعة الأمريكية قرب ميدان التحرير مكتوب "لا للإخوان". وقرب ميدان عبد المنعم رياض مكتوب "مصر إسلامية"، والطريف إن عبارة "مصر إسلامية" تلاصقها علامة الأناركية، وهو ما أثار اعتراضات ساخرة على الفيسبوك.

صورة من: DW

بعض الشعارات لها طابع نسوي أيضاً، مثل شعار "ستات مصر موجودة"، والمكتوب على ما يبدو ردا على حادث تعرية إحدى الفتيات وسحلها في ميدان التحرير في الأحداث التي عرفت باسم "أحداث مجلس الوزراء". وبعض هذه الشعارات لها طابع ديني مؤيد للثورة، مثل جدارية ضخمة على جدار الجامعة الأمريكية مكتوب فيها بخط ملون آية قرآنية: "قالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل".

نائل الطوخيالقاهرة

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW