1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حرب العراق تُفقد بلير الكثير من الأصوات ولكن ليس كرسي الحكم

لم يكن أحد يتوقع أن ينجح المحافظون في إزاحة بلير عن الحكم، فرغم عدم قبول البريطانيين بسياسة بلير الخارجية، قاموا بانتخابه مرة ثانية تقديرا لسياساته الاقتصادية. أوروبا تهنئ والجالية العربية تقول: "بلير أفضل من غيره"

الحرب على العراق كلفت الكثير من الاصواتصورة من: AP

تحدث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير فور عودته من قصر باكنغهام، حيث التقى الملكة إليزابيث الثانية عن نصر تاريخي في الانتخابات البريطانية لحزب العمال. وحدد بلير في مؤتمر صحفي في دووينغ سارتيت رقم 10 مقر رئاسة الوزراء البريطانية معالم سياسة حكومته في السنوات الأربع المقبلة، قائلا إنه سيركز في ولايته الثالثة على المسائل التي تهم الناخبين وعلى رأسها المسائل الاقتصادية وتقديم مساعدات أكثر لذوي الدخل المحدود واستثمار المزيد في قطاعي الصحة والتعليم. وتزامنت تصريحات رئيس الوزراء القديم والجديد مع إعلان زعيم المحافظين مايكل هاورد عن أنه لن يقود حزبه في الدورة الانتخابية المقبلة. تجدر الإشارة إلى أن حزب العمال البريطاني يفوز لأول مرة في تاريخه الذي يعود إلى أكثر من مئة سنة ثلاث مرات متتالية بالانتخابات البريطانية.

أوروبا تهنئ

من اليمين إلى اليسار. توني بلير، جاك شيراك وغيرهارد شرودرصورة من: AP

هنأ رؤساء الحكومات الأوروبية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بفوزه التاريخي وحصول حزب العمال البريطاني للمرة الثالثة على التوالي على الأغلبية في مجلس العموم البريطاني. ففي ألمانيا أبرق المستشار الألماني غيرهارد شرودر تهانيه إلى رئيس الوزراء البريطاني القديم والجديد توني بلير. وقال المستشار الألماني في البرقية "أعتقد أنك بفوزك في الانتخابات، تكون قد قدمت لنفسك أكبر هدية بمناسبة عيد ميلادك." يشار إلى أن بلير يحتفل اليوم الجمعة بعيد ميلاده الثاني والخمسين. وفي إشارة إلى أن بريطانيا ستتسلم في العام الجاري رئاسة مجموعة الثماني ومجلس الاتحاد الأوروبي، قال المستشار شرودر إن الحكومة البريطانية ستتحمل في هذا العام مسؤوليات كبيرة وستواجه تحديات دولية كبيرة. كما أعرب شرودر عن استعداد بلاده لتقديم كافة الدعم لحكومة بلير في التغلب على هذه التحديات. أما الرئيس الفرنسي جاك شيراك فقد تحدث في رسالة وجهها إلى بلير عن "روح الثقة" بين بريطانيا وفرنسا، مشيرا على التقارب بين بلاده وبريطانيا. ودعا شيراك القيادة البريطانية إلى العمل المشترك بين البلدين على طريق توسيع الاتحاد الأوروبي ومحاربة الفقر ومواصلة التطور. من جانبه أعرب رئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل باروزو في بروكسل عن أمله في مواصلة التعاون بين الهيئات الأوروبية وحزب العمال البريطاني.

"بلير أفضل من غيره"

صحف بريطانية تعلن عن فوز بليرصورة من: AP

جاءت ردود فعل الجالية العربية في بريطانيا على فوز توني بلير في الانتخابات البريطانية متطابقة إلى حد كبير. ففي حين أعرب طلاب وصحافيون عرب في مقابلات مع موقعنا "دويتشه فيله" عن أنهم توقعوا فوز حزب العمال في الانتخابات لأنه ركز على إنجازات حزبه الاقتصادية وحاول تهميش دور الحرب على العراق في حملته الانتخابية، أجمع معظمهم على أن بلير "أفضل من غيره" إذا دار الحديث عن التعامل مع قضايا المهاجرين ومشاكلهم. في هذا السياق قال رئيس الجمعية العامة للبريطانيين العرب الدكتور إسماعيل جليلي لـ "دويتشه فيله" إن العرب ينتخبون تقليديا حزب العمال، ولكن موقف هذا الحزب من الحرب على العراق عمل على تشويش الأمور ولم يعد واضحا من انتخب من. وأضاف "أن عرب ومسلمي بريطانيا انتخبوا في بعض المناطق الليبراليين وفي مناطق أخرى العمال، ولكن اختيار مناطق ثالثة وقع على المحافظين". أما بخصوص تصريحات زعيم المحافظين مايكل هاورد الاستفزازية بشأن الهجرة والمهاجرين وخاصة المسلمين منهم فقد قال جليلي: "إنه لا يعتقد أن هذه التصريحات كان لها تأثير على الناخبين العرب والمسلمين." من جانبه يرى الصحافي الفلسطيني أمجد أبو العز من مدينة ليفربول أن فوز بلير في الانتخابات كان محبطا لكثير من العرب والمسلمين. وعزا أبو العز قوله الى موقف بلير من الحرب على العراق. وقالت الطالبة اللبنانية إيليسا قاسم: "إن العمال بلا شكك أرحم على المهاجرين وأقل قسوة عليهم من المحافظين"، مرجعة ذلك إلى أن العمال أقل تعصبا من المحافظين.

بريطانيا وأوروبا

دستور أوروبا الموحدة

يجمع المراقبون على أن وضع رئيس الوزراء بلير إنجازات حزبه الاقتصادية في صدارة المواضيع الانتخابية كان أحد الأسباب الرئيسية في فوز حزب في الانتخابات. وعلى الرغم من فشل المحافظين قبل سبع سنوات في البقاء في السلطة وفوز حزب العمال في الانتخابات البريطانية في عام 1997 إلا أن علاقة بريطانيا بأوروبا ما زالت غامضة. وفي حين كانت مواقف الحزبين بخصوص هذه العلاقة متطابقة إلى حد ما، لم يخفِ بلير في الحملة الانتخابية معارضته للانضمام إلى منطقة اليورو. وبينما وصف المحافظون موقف بلير من العملة الأوروبية الموحدة بالمتردد، أعرب الديمقراطيون الليبراليون عن تعجبهم من تأكد بلير من عدم جدوى انضمام بريطانيا إلى منطقة اليورو. إذاً كان هناك اتفاق بين جميع الأحزاب البريطانية على البقاء بعيدا عن مسألة تعميق وتوسيع الاتحاد الأوروبي. صحيح أن بريطانيا أوفت منذ زمن بعيد بمعايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وعملته الموحدة، ولكن رئيس الوزراء ووزير ماليته غوردون براون يريان أن الوقت ما يزال مبكرا جدا لانضمام بلادهم إلى أوروبا. أما بخصوص الدستور الأوروبي فإن المراقبين يقولون إن عدد البريطانيين الذين اطلعوا على مسودة الدستور الأوروبي قليل جدا. وعلق بلير في الحملة الانتخابية على الدستور الأوروبي قائلا "إذا صوت الفرنسيون ضد الدستور الأوروبي، فإن الموضوع سيعتبر في بريطانيا في طي النسيان."

ناصر جبارة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW