1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حرب المتصفحات تشتعل من جديد

بعد أعوام من سيطرة متصفح اكسبلورر على شبكة الإنترنت ظهر منافس جديد يدعى فايرفوكس. وسرعان ما نجح الأخير في اجتذاب العديد من المستخدمين إليه، مما دعى شركة مايكروسوفت في الإعلان عن نيتها إصدار نسخة جديدة من متصفحها المخضرم.

شعار المتصفح الجديد فايرفوكس

بزغ نجم متصفح الإنترنت المسمى "فايرفوكس Firefox" في الأشهر الأخيرة كمنافس قوي لمتصفح شركة مايكروسوفت الشهير انترنت "اكسبلورر Internet Explorer". وما أن ظهرت النسخة الأولى من برنامج فايرفوكس قبل أشهر حتى اجتذب الكثير من المستخدمين لكفاءته وسهولة استخدامه، مما جعل شركة مايكروسوفت تعلن عن اعتزامها إصدار نسخة جديدة من متصفحها خلال الأشهر القادمة لترجح كفتها في سباق المتصفحات. يذكر أن لمتصفح مايكروسوفت نصيب الأسد، إذ تشكل نسبة مستخدميه قرابة 85 بالمائة من مجمل متصفحي الإنترنت، وذلك بعد أن حسمت مايكروسوفت حرب المتصفحات الذي أشتعل في التسعينات بين متصفح اكسبلورر والمتصفحات الأخرى وعلى رأسها متصفح نيتسكيب.

البداية

متصفح فايرفوكس هو الوريث الشرعي لمتصفح "نيتسكيب Netscape" الشهير، والذي له موقع أثير في قلوب المهتمين بالإنترنت حيث كان أول متصفح يسهل الإتصال بشبكة الإنترنت. وبعد البداية القوية لبرنامج نيتسكيب تراجع عدد مستخدميه بسبب بطء التحديثات التي تجرى عليه وبالتالي عدم استطاعته ملاحقة التطورات في عالم الإنترنت، مما أوجد فراغاً سرعان ما شغله متصفح اكسبلورر، ونجح بفضل تحديثاته السريعة في الحصول على الجزء الأكبر من كعكة السوق. أما الشركة المنتجة لمتصفح نيتسكيب فقد تعرضت لمصاعب اقتصادية كبيرة انتهت ببيعها إلى شركة ايه او ال AOL والتي قررت الاحتفاظ ببرنامج نيتسكيب لكنها لم تنجح في تقديم نسخة جديدة منه تصمد أمام المتصفحات الحديثة مثل اكسبلورر أو اوبرا.

مؤسسة موزيلا للبرمجيات

في عام 2003 أعلن مبرمجون يعملون في شركة AOL عن استقلالهم عن الشركة الأم وتكوينهم لمؤسسة جديدة أطلقوا عليها اسم "موزيلا" للبرمجيات، وهي مؤسسة غير ربحية تقوم على مبدأ المصادر المفتوحة. لاقت فكرة المؤسسة دعماً من الشركة الأم فطرحت الكود الأساسي لبرنامجها نيتسكيب على الملأ وقامت برعاية مجموعة من المبرمجين الهواة من كافة أنحاء العالم لتطوير نسخة جديدة من البرنامج. كعادة مشاريع المصادر المفتوحة سرعان ما اجتذب مشروع نيتسكيب اهتمام المبرمجين الشبان لإخراج أفضل ما عندهم، وكانت النتيجة المتصفح فايرفوكس، متصفح رشيق لا يتجاوز حجمه أربعة ميجا بايتات، ويحتوي على كل الإمكانيات التي يحتاجها المستخدم.

مميزات المتصفح الجديد

أهم ما يتميز به فايرفوكس هو خلوه من الثغرات الأمنية التي يحفل بها اكسبلورر، والتي عادة ما تكون هدفاً لهجمات الهاكرز، مما يجعله متصفحاً آمناً خاصةً في حالة استخدامه للتسوق عبر الإنترنت أو إجراء المعاملات البنكية. كما يتميز بخاصية التصفح المركزي Tabbed-Browsing وهي خاصية تتيح للمستخدم التنقل بين صفحات متعددة داخل نافذة مركزية واحدة، كل صفحة لها علامة أو Tab تحمل عنوانها أعلى النافذة الأساسية، وبالتالي يحيط المستخدم بالمواضيع التي يتصفحها بنظرة واحدة دون الحيرة وسط كم هائل من النوافذ. من الميزات الأخرى التي يحظى بها متصفح فايرفوكس قابليته للضبط حسب حاجة المستخدم، فمن الممكن تحديد بعض المفاتيح للقيام بوظائف بعينها يحددها المستخدم دون الحاجة إلى استخدام الفأرة والقوائم المختلفة للاختيار من بينها. إضافةً إلى خاصية منع نوافد الإعلانات أو ما يسمى بوب أب pop-up.

مقر شركة مايكروسوفت.صورة من: AP

وما أن ظهر متصفح فايرفوكس حتى غزا أقراص الحواسب الآلية الصلبة في كل أنحاء العالم، جانب من المستخدمين اتجه إلى المتصفح لكفاءته العالية وصغر حجمه، وجانب آخر لإعجابهم بالطريقة التي كُتب بها البرنامج، وهي طريقة المصادر المفتوحة. بعد النجاح السريع لمتصفح فايرفوكس أسرعت شركة مايكروسوفت كالعادة في التخطيط لإصدار نسخة حديثة من متصفحها لكي تدعم مكانها في المنافسة وتبقى أكبر لاعب دولي في سوق البرمجيات، وذلك بالرغم من أن البرامج المتصفحة هي برامج مجانية لا تفرض عليها رسوم.

فتح المصادر أم غلقها؟

على عكس المصادر المفتوحة تعتمد شركة مايكروسوفت طريقة المصادر المغلقة، بمعنى أنها تحتفظ بالكود الأساسي لبرامجها سراً لا تُطلع عليه أحد. وأعلنت الشركة أنها ستطرح النسخة الجديدة من متصفح اكسبلورر والتي ستحمل رقم 7 صيف العام الحالي. وستزود النسخة الجديدة بخاصية التصفح المركزي، كما ستعالج هذه النسخة العديد من الثغرات الأمنية التي يعاني منها اكسبلورر، إضافةً إلى العديد من الخواص الجديدة.

إعلان المتصفح الجديد في جريدة فرانكفورته الجيماينه. الإعلان يقول: "مئات من المبرمجين من كافة أنحاء العالم عملوا بجد على مشروع المتصفح الثوري فايفوكس، واليوم يهدون العالم نتيجة عملهم".

ولقد شهد حقل البرمجيات في الأعوام الماضية سجالاً متواصلاً بين أنصار مدرسة المصادر المغلقة وأنصار مدرسة المصادر المفتوحة، أنصار الأولى يدافعون عن أسرارهم المهنية وعن حق المبرمجين الانتفاع مادياً من حصيلة عملهم، وأنصار الأخيرة يحتجون بأن المصادر المفتوحة ليست ضد الانتفاع المادي فهناك العديد من الشركات التي حققت ربحاً اعتماداً على العمل بالمصادر المفتوحة مثل شركة ريد هات Red Hat الشهيرة، ويقولون إن فكرة المصادر المفتوحة هي الانتفاع المشترك وتقاسم المعرفة. ولعل النجاح الذي لاقاه متصفح فايرفوكس يثبت أن طريقة المصادر المفتوحة ليست مجرد فكرة رومانسية ولكنها تصلح أيضاً للإنتاج الجاد.

هيثم الورداني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW