حرب المسيّرات ـ روسيا وأوكرانيا تعلنان التصدي لعشرات الهجمات
٢١ أغسطس ٢٠٢٤
قالت مصادر روسية رسمية إن أوكرانيا شنت "أحد أكبر" الهجمات بالمسيّرات على موسكو كما استهدفت مناطق أخرى من البلاد وتم إسقاط 45 مسيرة، فيما قالت أوكرانيا إنها قصف منظومة صواريخ إس-300 روسية وأسقطت 50 مسيرة أطلقتها روسيا.
إعلان
قال سيرجي سوبيانين رئيس بلدية موسكو إن أوكرانيا شنت اليوم الأربعاء (21 آب/أغسطس 2024) إحدى أكبر هجمات الطائرات المسيرة على موسكو، وأسقطت وحدات الدفاع الجوي الروسية 11 طائرة مسيرة كانت تحلق صوب العاصمة.
وأضاف سوبيانين أن بعض الطائرات المسيرة دُمرت فوق مدينة بودولسك، التي تقع في منطقة موسكو على بعد نحو 38 كيلومترا إلى الجنوب من الكرملين. وقال عبر تطبيق تيليغرام للتراسل في الساعة 4:43 صباحا بالتوقيت المحلي (0143 بتوقيت غرينتش) "هذه واحدة من أكبر المحاولات على الإطلاق لمهاجمة موسكو بطائرات مسيرة".
وهجوم اليوم على موسكو هو جزء من هجوم أوسع نطاقا شنته أوكرانيا على روسيا بطائرات مسيرة، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 45 طائرة مسيرة أوكرانية، خلال الليلة الماضية. وقال البيان "من بين 45 طائرة مسيرة تم تدميرها، خلال الليل، تم إسقاط 11 طائرة فوق مقاطعة موسكو"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وقالت الوزارة الروسية إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 23 طائرة مسيرة فوق منطقة بريانسك الحدودية. وأضافت الوزارة أن وحدات الدفاع الجوي دمرت ست طائرات مسيرة فوق بيلجورود، وهي منطقة روسية أخرى على الحدود مع أوكرانيا، وثلاثا فوق منطقة كالوجا، التي تحد منطقة موسكو من الشمال الشرقي، واثنتين فوق منطقة كورسك.
وقال ألكسندر بوجوماز حاكم منطقة بريانسك على تيليجرام إنه لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار في أعقاب الهجوم على المنطقة الحدودية الواقعة في جنوب غرب روسيا.
وأفادت وكالة الإعلام الروسية بأنه جرى تدمير طائرتين مسيرتين فوق منطقة تولا التي تحد منطقة موسكو من الشمال.
وفي إطار منفصل، قال فاسيلي جولوبيف حاكم منطقة روستوف في جنوب غرب روسيا، إن قوات الدفاع الجوي دمرت صاروخا أطلقته أوكرانيا فوق المنطقة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
هل انتهى وقت الخطوط الحمراء بالنسبة لأوكرانيا؟
03:55
أوكرانيا: قصف منظومة صواريخ روسية وإسقاط 50 مسيرة
من جانبه قال الجيش الأوكراني إنه قصف منظومة صواريخ إس-300 المضادة للطائرات في منطقة روستوف الواقعة في جنوب روسيا الليلة الماضية. وذكرت هيئة الأركان في كييف أن روسيا تستخدم صواريخ إس-300 لشن هجمات على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا. وأضافت في بيان "تم رصد انفجارات في نقاط معينة مُستهدفة...ويجري تقييم دقة الضربة".
إعلان
وقال الجيش الأوكراني اليوم إن قواته أسقطت 50 من أصل 69 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجوم الليلة الماضية. وقالت القوات الجوية إنه جرى على الأرجح إسقاط 16 طائرة مسيرة في حرب إلكترونية خلال الهجوم، الذي تضمن أيضا صاروخين باليستيين وصاروخ كروز نجحت القوات في إسقاطه.
ومن الصعب التأكد من مزاعم الطرفين من مصادر مستقلة.
وتأتي هذه الهجمات المتبادلة في وقت تحاول فيه روسيا دفع القوات الأوكرانية خارج منطقة كورسك، وذلك بعد أسبوعين من اقتحامها للحدود الغربية لروسيا في أكبر توغل داخل البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وتتقدم القوات الروسية في الوقت نفسه في شرق أوكرانيا.
ونادرا ما يكشف المسؤولون الروس عن حجم الهجمات بالضبط، إذ يكتفون فقط بذكر عدد الطائرات المسيرة التي تدمرها وحدات الدفاع الجوي.
ولا تكشف أيضا كل من أوكرانيا وروسيا إلا نادرا عن الضرر الكامل لهجماتهما ما لم تلحق أضرارا بالبنية لتحتية السكنية أو المدنية أو تودي بحياة مدنيين.
وكثفت كييف في الأشهر القليلة الماضية هجماتها الجوية على الأراضي الروسية، قائلة إن هدفها هو تدمير البنية التحتية الأساسية لجهود موسكو الحربية. كما تقول إن هجماتها رد على الضربات الروسية المستمرة على الأراضي الأوكرانية.
خ.س/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.