حرب اليمن وإيغور الصين يتصدران أجندة مفوضة حقوق الانسان
١٠ سبتمبر ٢٠١٨
ميشيل باشليه مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان منشغلة بأوضاع إيغور الصين وتحث التحالف بقيادة السعودية على إبداء شفافية أكبر بخصوص قواعد الاشتباك ومحاسبة المسؤولين عن الضربات الجوية التي أودت بحياة مدنيين في اليمن.
إعلان
قالت ميشيل باشليه مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رئيسة تشيلي السابقة اليوم (الاثنين العاشر من سبتمبر/ أيلول 2018) في أول كلمة لها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنها سترسل فرقا للنمسا وإيطاليا لتفقد حماية المهاجرين كما أبدت قلقها لعدم إعادة 500 طفل من المهاجرين إلى ذويهم في الولايات المتحدة بعد أن فرقتهم السلطات عنهم. ودعت التحالف إلى محاسبة المسؤولين عن الضربات الجوية التي أودت بحياة المدنيين.
ودعت أيضا الصين إلى السماح للمراقبين بدخول البلاد في أعقاب مزاعم "مزعجة للغاية" عن "معسكرات تلقين" كبيرة يتم احتجاز الإيغور بها في إقليم شينجيانغ بأقصى غرب البلاد.
في سياق متصل، واصلت قوات الجيش الوطني الموالية للحكومة الشرعية، تقدمها الميداني باتجاه الكيلو 16 بمحافظة الحديدة، غربي اليمن. وقال مصدر من ألوية العمالقة (قوات جنوبية يمنية تدعمها الإمارات) للمركز الإعلامي للقوات المسلحة "إن قوات الجيش تواصل التقدم باتجاه الكيلو (16) الاستراتيجي، الذي يربط العاصمة صنعاء بمدينة الحديدة، بعد أن تمكنت خلال الساعات الماضية من تحرير مساحات واسعة تقدر بنحو 12 كم".
مسائيةDW : تقرير أممي عن احتمال وقوع جرائم حرب باليمن.. ماذا بعد؟
24:37
وأوضح المصدر "أن العملية العسكرية ضد مليشيات الحوثي الانقلابية متواصلة بإسناد مباشر من طيران التحالف العربي، حيث شنت المقاتلات غارت مركزة استهدفت تعزيزات ومواقع متفرقة للمليشيات المتمركزة في الكيلو (16) وكبدتها خسائر في العتاد والأرواح". وأشار المصدر إلى "أن المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المليشيات الحوثية، فيما تمكن رجال الجيش من أسر عدد من عناصرها بينهم قيادات ميدانية". وفي وقت سابق أشار المواطنون في الحديدة إلى تصاعد الأوضاع العسكرية داخل المدينة الأسبوع الجاري، "مع وجود عدد متزايد من نقاط التفتيش والخنادق والحواجز الأسمنتية التي تم تركيبها في جميع أنحاء المدينة، ولكن يبقى معظم السكان داخل منازلهم في محاولة لحماية أنفسهم"، حسبما أفاد المجلس النرويجي للاجئين في اليمن في بيان.
وأضاف البيان أن استمرار التوتر في محافظة الحديدة وحولها، يمنع عودة عشرات الآلاف من سكان المدينة، متابعا "الأشخاص الذين بقوا في الحديدة أفادوا أن أكثر من نصف الأنشطة التجارية والخدمات والمتاجر قد أغلقت، بما في ذلك واجهات كاملة للمحلات التجارية والمتاجر التي أٌغلقت بعد مغادرة أصحابها المدينة". وكثفت القوات الحكومية اليمنية من عملياتها العسكرية غربي اليمن، التي أطلقتها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لتحرير ميناء ومدينة الحديدة، من قبضة مسلحي الحوثيين.
ح.ز/ م. س(رويترز، د.ب.أ)
اليمن- قعقعة سلاح وشعبٌ على حافة المجاعة
"أسوأ كارثة إنسانية في العالم"، هكذا توصف الأوضاع في اليمن. هجمات عسكرية لم تجر وراءها غير ضحايا حرب ومآسي ستنهي عامها الرابع. أزمات إنسانية وسط تنديد دولي يحذر من فداحة الوضع الذي لا يشهد تحسنا ملحوظا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
نهاية حزينة
هي فعلا بقايا منازل، لكنها نهاية زفاف أيضا. الصورة التقطت بعد هجوم نُسب إلى التحالف الذي تقوده السعودية، بالرغم من نفيه لذلك. توالي الهجمات في اليمن يرفع كل يوم سقف ضحايا "الكارثة الإنسانية الأسوأ" في العالم. خراب يتمدد كل يوم إلى مدن جديدة وآمال في الحياة تُجهض بشكل مستمر أمام تنديد دولي بفضاعة الوضع، فضلا عن الأمراض الخطيرة كالكوليرا. الوضع اليوم يتجه نحو "المجاعة"، حسب ما حذرت منه "أوكسفام".
صورة من: picture alliance/abaca
"الحُديدة" تموت؟
"الحديدة" من المدن اليمنية التي لم تقدر على مجاراة الأوضاع بالبلد. هي الأخرى شهدت مواجهات كلفتها آلاف الأرواح والكثير من الخسائر. كما "يتم نشر القوات المسلحة في مدينة الحديدة ويجري حفر الخنادق وإقامة الحواجز، وتتعرض ضواحي المدينة من الجو للقصف، و يتم إسقاط المنشورات التي تدعو إلى الانتفاضة"، حسب منظمة "أوكسفام" الدولية. وهي الآن من المدن اليمنية التي تنحدر نحو المجاعة أيضا.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
ألغام
النزاع بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين خلف كثير من المآسي نتيجة الأدوات المستعملة في الحرب. ويمكن الوقوف عند الألغام الأرضية التي تسببت في قتل وتشويه مئات المدنيين، وأدت إلى تعطيل الحياة في المناطق المتضررة، كما يُرجح أن تشكل تهديدا للمدنيين بعد انتهاء الصراع بفترة طويلة، حسب تقرير "هيومن رايتس واتش". يُشار إلى أن اليمن طرف في "اتفاقية حظر الألغام".
صورة من: picture-alliance/dpa/STR
عرقلة المساعدات الإنسانية
أكثر من 8 ملايين شخص على حافة المجاعة وحوالي مليون شخص يشتبه في إصابتهم بالكوليرا. ترتبط هذه الأزمة مباشرة بالنزاع المسلح، وفق ما ذكرت المنظمة العالمية لحقوق الانسان. ويزيد من حدة الوضع باليمن خطوات التحالف، كتأخير وتحويل ناقلات الوقود وإغلاق الموانئ الهامة ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ البحرية التي يسيطر عليها الحوثيون. كما مُنع الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات..
صورة من: picture alliance/dpa/M. Mohammed
نزاع مسلح
أدرجت "هيومن رايتس واتش" الحوثيين والقوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتحالف بقيادة السعودية في "قائمة العار" السنوية لارتكابهم انتهاكات ضد الأطفال خلال النزاع المسلح. وحسب المنظمة فإن قوات الحوثي والحكومة والقوات الموالية لها استخدمت الأطفال كجنود، ويقدر عدد هؤلاء الأطفال بنحو ثلث المقاتلين في اليمن.
صورة من: Getty Images/AFP
هجوم عشوائي!
وفقا لهيومن رايتس ووتش، فإن قوات الحوثي أطلقت قذائف مدفعية عشوائية بشكل متكرر على المدن اليمنية وجنوب السعودية. وقد استخدم التحالف الذخائر العنقودية، في حين استخدمت قوات الحوثي الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وكلاهما محظور بموجب المعاهدات الدولية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y.Arhab
جوع وحاجة!
تعاني مناطق عديدة في اليمن، بسبب الحرب، من ندرة الغذاء. فضلا عن قلة المواد الأساسية منها، كالطحين والزيوت النباتية وغاز الطهي، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني. منظمة "أوكسفام" أشارت إلى أن سعر كيس من الأرز، في الحديدة مثلا، ارتفع بنسبة 350 بالمائة، في حين زادت أثمنة القمح بنسبة 50 بالمائة وزيت الطهي بنسبة 40 بالمائة. المنظمة أشارت إلى الوضع الذي ينحدر بشكل مطرد نحو المجاعة.
صورة من: Reuters/F. Salman
النساء متضررات
تعاني المرأة بشكل خاص من النزاع المسلح في اليمن. وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فقد زاد العنف ضدها بنسبة 63 بالمائة. كما زادت معدلات الزواج القسري والأطفال. فضلا عن هذا تعاني اليمنيات تمييزا شديدا في القانون والممارسة، حسب المنظمة، إذ لا يجوز لها الزواج دون إذن ولي أمرها، ولا تتمتع بحقوق متساوية في الطلاق أو الميراث أو حضانة الأطفال.غياب الحماية القانونية يجعل المرأة عُرضة للعنف الأسري والجنسي.
صورة من: IWMF/Stephanie Sinclair
هروب نحو الأمل...
يفضل يمنيون كثر الخروج من مناطق المواجهات والنزوح نحو أماكن أكثر أمانا. وحسب ما ذكرت منظمة الأمم المتحدة، فإن أكثر من 121 ألف شخص قرروا النزوح من محافظة الحديدة غربي اليمن فرارا من القتال. كما قال التقرير الصادر عن المنظمة، فإن وتيرة النزوح قد تباطأت من محافظة الحديدة، لكن بعض العائلات التي تستطيع توفير وسائل النقل أو السيارات الخاصة بها ما زالت تغادر المدينة للبحث عن مأوى آمن. إعداد: مريم مرغيش.
صورة من: picture-alliance/afk-images/H. Chapollion